حكاية عم أحمد.. مسحراتي بالمجان:مخلفتش وعايز أفرّح العيال

المنيا – محمد المواجدي:

لم يعمل والده أو جده أو أحد من أقاربه "مسحراتي"، ولم تكن الحاجة للمال هي الدافع للعمل بها طول شهر رمضان من كل عام؛ ولكن بسبب عدم إنجابه للأطفال على مدار 15 عاما جعل "أحمد" يحمل "طبلة" ويتجول بها في شوارع قريته لإسعاد عشرات الأطفال الذين يلتفون حوله.

"حبيب الأطفال، المسحراتي المجاني، عمو أبو طبلة"، جميعها ألقاب حصل عليها "أحمد سيد" مسحراتي يعيش داخل قرية زهرة في مركز المنيا، خاصة بعد أن ربطته علاقة طيبة بينه وأطفال القرية.

يقول "حبيب الأطفال"، كما لقبه أهالي القرية، ( 39 عاما - مزارع)، إن عمله مسحراتي ليس هدفه جمع المال، أو ولا لأنه ورثها عن والده أو جده، وأنه أول من عمل بها في عائلته، بسبب إسعاد أطفال القرية خاصة وأنه لم ينجب أية أطفال منذ زواجه قبل 15 عاما.

"مش باخد فلوس وفرحة العيال بالدنيا"، بهذه الكلمات أكد "المسحراتي عدم تحصله على أية أموال من أهالي القرية، أو أطفالها خلال تجوله بشوارعها، موضحًا أنه يتعمد أن يتجول بالقرية في أوقات مُبكرة، وغالبا ما تكون الساعة العاشرة مساء كل يوم، باستخدام"طبلة يقوم بتأجيرها مقابل 5 جنيهات في اليوم"، وذلك حتى يلتف حوله أطفال القرية قبل أن يغلبهم النوم؛ من أجل إسعادهم وهو يغني لهم بعض الأغاني المرتبطة بشهر رمضان.

وقال عددا من أهالي القرية، منهم أحمد عمار، ومحمد كامل، ومحمود محمد، إنه رغم المساحة الكبيرة التي تتميز بها القرية إلّا أن المسحراتي أحمد يحرص على تجول كافة شوارعها، وأن أطفال كل منطقة ينتظرونه ويلتفون حوله فور وصوله منطقتهم وحتى الانتقال إلى منطقة أخرى، موضحين أنه رغم وجود أكثر من مسحراتي يتجول القرية إلّا أن "أحمد" يحظى بحب كبير من الأطفال بسبب تفاعله معهم وترديد أغاني لهم وبأسماءهم.