إعلان

بالصور- قصة الشيخ سمير.. معاق يسقي المصلين في "التراويح" لــ30 عامًا بكفرالشيخ

04:58 م الإثنين 21 مايو 2018

كفرالشيخ - إسلام عمار:

بجلباب أبيض، وطاقية بيضاء، واضعًا جركن أبيض، تحت إبطه الأيسر، و4 أكواب "ستانلستيل" في يده اليسرى، يمر بين المصلين، بوضع سير مائل لليمين، لإصابته بإعاقة في يده وقدمه اليمنى، بعد انتهائهم من صلاة العشاء، وأثناء صلاة التراويح، مفرغًا، قطرات من الماء، المخلوطة بسائل ماء ورد، في هذه الأكواب، مقدمًا إياها لمن يحتاج، تناولها، من المصلين في الراحة بين كل ركعتين.

"30 سنة باسقي الناس في مسجد الدسوقي مياه مخلوطة بماء ورد للزوّار، والمصلين في صلاة التراويح خلال أيام شهر رمضان، هكذا بدأ "سمير إبراهيم محمد دسوقي"، 39 سنة، ويعمل في خدمة بيوت أولياء الله الصالحين، ويقيم بمدينة دسوق في كفرالشيخ، حديثه لــ"مصراوي" الذي استعرض فيها ثلاثة عقود من خدمة المصلين في بيوت الله.

وقال "سمير" أو كما يُطلق عليه "الشيخ سمير" "أعمل في تقديم الماء المخلوط بسائل ماء الورد، وأنا عمري 9 سنوات، منذ أن كنت تلميذًا صغيرًا في معهد دسوق الابتدائي الأزهري، كنت أعشق العارف بالله إبراهيم الدسوقي، تقترب روحي إليه، ولا أفوّت يومًا، دون زيارة ضريحه، وقراءة الفاتحة له".

وتابع "الشيخ سمير" قائلًا: "سبب ممارستي تقديم الماء المخلوط بسائل ماء الورد، هو أبو العينين الدسوقي نفسه، إذ جائني وأنا في هذا العمر الصغير، في المنام، شيخ ذو لحية بيضاء، مرتديًا ملابس خضراء، وعمامة من نفس اللون، وعينيه تبرز منها الكحل الأسمر، ووجه أبيض، وناداني في منامي قائلًا:"قم صُب الكأس للناس".

وأضاف: "عندما استيقظت من نومي، قصصت منامي على أحد الشيوخ، فقال لي أن هذا الرجل الذي جاء في منامي، هو أحد أولياء الله الصالحين، ويطلب منك سقي الناس، ومنذ ذلك الحين وأنا أسقي الناس، فأحضرت "قلة" مصنوعة من الفخّار، ألف بها على زوار مسجد الدسوقي، والمصلين، وأسقيهم، حتى عاد لي في منامي هذا الشيخ، يوصيني بسقي الناس بعدد 4 أكواب، ومنذ هذا التاريخ وأنا أفعل ذلك".

وأكد "سمير" أنه يُحضر جركن أبيض، خصيصًا كرمز لشال الدسوقي، وثلج يشترط نظافته، وتجهيز مياه عادية تفرغ من الصنبور، في أواني تكون شديدة النظافة، يُضاف عليها سائل ماء ورد، الذي يُعد مادة طبية، تعالج الآم المعدة، للكبار والصغار، ويخرج الماء في النهاية، بجودة عالية للغاية، وأتوجه إلى مسجد الدسوقي، وأُقدم هذا الماء، لزوّار المسجد والمصلين.

وأشار إلى أنه يذهب دائمًا في كل عام، لتقديم هذا الماء، كخدمة في موالد أولياء الله الصالحين، بغير مولد الدسوقي، مثل السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والحسين، وعلي زين العابدين، وأحمد البدوي، وأحمد الرفاعي، وعبد الرحيم القناوي، والمرسي أبوالعباس، لافتًا إلى أن هذه الخدمة مجانًا لوجه الله تعالي، ولا يتقاضى عليها أجرًا، مثلما يفعل في مسجد الدسوقي.

واختتم حديثه لـ"مصراوي"، قائلًا: "أتمنى توفير عمل يناسب إعاقتي حتى لو عامل بسيط في أي معهد أزهري بمدينة دسوق، فأنا معاق في يدي وقدمي اليمنى، ولا أتحمل المشقة، ومسؤول عن زوجة وطفلين، وببركة الله تعالى نعيش كما يشاء ربنا، وبحسب ظروفنا في الحياة، فأتمنى أن يقرأ شيخ الأزهر هذه الكلمات، ويستجيب لي، وكمان نفسي أزور بيت الله، وأحج".

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان