هرباً من الحر.. المساجد ملجأ "ملوك الشوارع" في رمضان
كتب- محمد مهدي:
تصوير- علاء أحمد:
أمام محطة القطار بأسوان، في السادسة صباحاً، يقف "جمعة" بجانب عدد من زملائه السائقين، منتظرًا مجيء زبون ينطلق به في أنحاء المحافظة، يحضر الرجل الخمسيني مبكرًا، لأنه لا يطيق العمل في ساعات النهار، خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة تلك الأيام رفقة الصيام "عشان كدا المساجد بتسعفني في الظروف اللي زي دي" يقولها جمعة بسعادة.
يعمل جمعة حتى الواحدة ظهراً، ثم يفقد قدرته على الاستمرار، حينها ينطلق في شوارع أسوان للبحث عن مسجد كبير بمواصفات خاصة "ألاقي جنبه رَكنه كويسة، ويكون فيه تكييف" حينما يعثر عليه يتوقف فوراً، ويدلف إلى المسجد، يبحث عن مكان بعيد عن المصليين "وقريب من المروحة أو التكييف" ثم يغلق هاتفه ويستريح أو يغرق في النوم إن نفذت طاقته.
في الرابعة عصراً يغسل جمعة وجهه، يُعيد الحياة إلى هافته، ثم يغادر المسجد، يستقل سيارته ويذهب إلى بيته ليستكمل نومه هناك حتى ساعات الإفطار "أنا بخلص شغلي الساعة واحدة بس محبش أروح البيت إلا قبل الفطار".
يوضح السائق أنه يخشى في حال عودته مبكراً الاصطدام بطلبات المنزل ومشاكل الأولاد "ومش هأخلص بقى، يبقى أحسنلي أرتاح في الجوامع وأروح متأخر" هكذا ينظر إلى المساجد كونها مهرب له من "الوَش بتاع البيت".
داخل محافظة أخرى وهي القاهرة، لا يغادر "حسين سيد" كثيرًا منطقة المعادي، اعتاد منذ سنوات أن يعمل بسيارته الأجرة هناك فقط، لذا يحفظ أماكن المساجد بها، التي كثيرًا ما يلجأ إليها حينما يحلّ الإرهاق والتعب على جسده "أصل رمضان كله رزق مبحبش أضيع فيه ساعة".
يعمل حسين طوال 12 ساعة "عارف الدنيا بتشتغل إمتى وبتريح إمتى" من خبرته يُدرك أن أفضل مشاوير اليوم قبل الإفطار بنحو ساعة "عشان كدا لازم أريح على العصر كدا، عشان ساعة الشغل أبقى فايق" يقترب من أي مسجد بالمعادي، ويكمل ساعاته بداخل "كمان بتبقى فُرصة إني أريح العربية شوية".
راحة يشعر بها حسين داخل كافة المساجد التي استراح بها "كلها بيوت ربنا، سبحان الله أول تدخل تلاقي نفسك حالتك كويسة" لا ينام مثل جمعة، يتوضىء ويُصلي ويرتكن إلى أحد الأعمدة لقراءة القرآن أو الجلوس ليلتقط أنفاسه "مبشوفهاش حاجة عيب أو حرام" كونه لا يرتكب خطأ في المكان-بحسب وجهة نظره.
فيديو قد يعجبك: