"بإيد ماما".. مائدة رمضان لا تخلو من الفول والزبادي وقمر الدين
كتبت- شروق غنيم:
في رمضان؛ كان لثلاث سيدات حكايات مختلفة مع ميزانية الشهر، كيف تُعّد طعامًا جيدًا كل يوم في ظل غلاء الأسعار؟ سؤال طاردهن من بداية الشهر، لكن كل منهن ابتدعت حيلة، كثير من الجهد، قليل من التكلفة، قررن صناعة مُنتجات كثيرة منزليًا علّها تخفف من وطأة المصروفات.
منذ فترة قريبة قررت منى نصر أن تنشئ حسابًا شخصيًا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحكي أن أكثر ما جذبها هو المجموعات المخصصة للطبخ، في هذا العالم وجدت السيدة الخمسينية ضالتها.
تجارب مختلفة مع إعداد الطعام تشاركها السيدات على العالم الافتراضي، كل سيدة تضع بصمتها في "أكلة" جديدة، لكن أكثر ما أثار دهشة منى "إن في حاجات كتير ينفع تتعمل بيتي من غير ما اضطر أشتريها".
انغمست منى في هذا العالم، وفي شهر رمضان الجاري كان لها تجارب في مطبخها "عرفت منه إزاي أعمل الطعمية، الصلصلة، الفول، الكفتة، والكوكيز في البيت"، يكُلفها ذلك مجهودًا بدنيًا كبيرًا "وأنا مبقيتش صغيرة على ده"، لكن ظّنها بأنه قد يوفّر لأسرتها مالًا ولو بسيطًا، يجعلها تتحمل التواجد في المطبخ طيلة النهار الرمضاني دون ملل.
هل هذا المجهود يستحق؟ هو أول ما فكرت فيه منى "كنا دايمًا نقول نشتري راحتنا بالفلوس، لكن دلوقتي الموضوع بقى مختلف"، حوالي بضعة جُنيهات توفرهم السيدة الخمسينية من نظامها الجديد في رمضان "التكلفة أقل شوية كام جنيه لكن الكمية بتبقى أكبر وبتقعد معانا أيام أكتر".
هذا العام كان منزل منى خالي من تفاصيل رمضانية بسبب ارتفاع تكلفتها "الياميش والمكسرات وكل ده استغنيت عنه"، كذلك كان منزلها الذي اعتادت أن تُعّد أربع عزومات في الشهر، لحد دلوقتي معزمتش حد، غلا الحاجة مأثّر على ده، ومخلي أي عزومة تتكلف جامد وأنا مبقيتش قدها".
قبل أن يحّل رمضان، أعّدت ماهيناز إبراهيم قائمة تضم ما ينبغي أن يكون على مائدة الطعام وفي ثلاجتها، المكوّنات الأساسية التي اعتادت شراؤها لتكون ضمن مشروب "الخُشاف" لم تكن موجودة "بس ده بالنسبة لنا حاجة مُقدسة في رمضان، فاضطريت أعمل المشمشية وقمر الدين في البيت".
يبدو الأمر بسيطًا لكنه يأخذ من رّبة المنزل لخمسة أفراد مُجهِدًا "أول مرّة أجرب أعمل ده بإيدي، بس وفر لي كتير، لإني كنت هضطر اشتري كل كام يوم لفتين قمر دين الواحدة بـ30 جنيه، فالموضوع فرق معايا".
قلّبت ماهيناز في دفاتر الماضي "كنت بشوف ستي وهي بتعمل الفول في البيت"، استعادت الطريقة وسارت عليها، كأسرة مكوّنة من خمسة أفراد، لا يحتمل جيوبها "إننا نجيب في اليوم بخمسة جنيه فول ومش بيكفي، فبقيت بعمله أنا في البيت هو والزبادي، بيوفر لي شوية وبيبقى مضمون كمان".
في أوقات كهذه لا فرصة للخطأ، تُركز ليلى محمد كثيرًا قبل أن تخوض التجربة، بحث على وصفات مُجرّبة، سؤال الأقارب "مبقتش حِمل تجربة، أو مفيش الرفاهية دي، لازم الحاجة تطلع كويسة عشان تتاكل، وإلا هخسر اللي اشتريته".
غاب عن منزل ليلى في رمضان الحالي بعض المنتجات التي تعتبرها روح رمضان "مجبناش ولا مشمشية ولا قراصية أو حتى المكسرات"، تعرف أن البعض قد يرى أنها رفاهيات "طيب وإيه المشكلة إني أترفه؟ الفكرة إني مبقيتش أجيبها عشان مش في إمكانياتي أشتريها".
وفي منزلها الهادئ في مدينة نصر، تفوح رائحة المُعجنات والحلويات "بقيت مضطرة أعملها في البيت، حتى لو رايحة زيارة لحد"، رغم أن إعداد بعضها يسحب مجهودًا منها "لكن أحسن لي من إني أدفع فلوس أكتر"، أضحى كل شئ مُعد منزليًا "العصائر، الرُقاق، الصلصلة، وسلسلة لا تنتهي".
فيديو قد يعجبك: