"يعيش الفن الحقيقي".. 4 حكايات عن حنين المصريين للمسلسلات القديمة
كتبت- رنا الجميعي:
لا يملّ محمد عمران من مشاهدة الدراما، يجلس أمام التلفاز يُعيد مشاهدة نفس العمل المرة تلو الأخرى، يزهد الدنيا، يدخل إلى عالم آخر يندمج فيه مع حكايات أبطاله، لا يهم أن يكون المسلسل قديمًا، الأهم أن يكون فنًا حقيقيًا. وفي موسم رمضان تصير الدراما هي مادة الحكي المفضلة، لكنّ هناك من يبتعد عن متابعة الموسم الدرامي الحالي، ويأخذه الحنين لمتابعة المسلسلات القديمة.
لم يكن عمران وحده من يلجأ إلى الأعمال الدرامية القديمة، تُشبهه في ذلك تسنيم نصر، حيث تتابع مسلسل سفر الأحلام على قناة ماسبيرو زمان، تحكي بشغف شديد عن العمل "قصته عن معاناة راجل من الوحدة بعد المعاش، فبيقلب بيته بنسيون التماسًا للونس"، في المُعتاد تتابع تسنيم المسلسلات في موسم رمضان "شفت مشاهد من مسلسلات كتير بس متشدتش، فيها تكرار لموضوعات اتهرست قبل كدا"، ولم تجد ما يُشبع اهتمامها في الدراما الاجتماعية سوى سفر الأحلام الذي أنتج عام 1986.
تتابع تسنيم قناة ماسبيرو زمان منذ يومها الأول "كان لها السبق في إذاعة الكلاسيكيات والمسلسلات الحلوة بالذات فترة التمانينيات والتسعينيات"، لا تقتصر مشاهدة تسنيم على الدراما القديمة فقط، بل كذلك البرامج الحوارية "حتى نوعية البرامج القديمة دي اختفت واتحولت البرامج لتشويه".
يعدّ عمران أيضًا من متابعي ماسبيرو زمان، يعتبرها كنزًا، يتذكر برنامج "يا تليفزيون يا"، تلمح في حديثه محبّة كبيرة فيصفه قائلًا "يا الله على العظمة"، هذا الموسم يُشاهد مسلسل رأفت الهجان وزينب والعرش وعمر بن عبد العزيز، لكنها ليست المرة الأولى؛ "فيه مسلسلات لو اتعادت ألف مرة مش بزهق"، يتذكر عمران سنة عرض مسلسل عمر بن عبد العزيز سنة 1994، حيث شاهده حينها "كان هو وأرابيسك في سنة واحدة"، أما رأفت الهجان فلا يعلم عدد مرات مشاهدته إياه "يمكن للمرة الألف، أنا من عشاقه رغم الأفورة اللي فيه أحيانًا".
لمدة 18 سنة ابتعدت شيماء سيف الدين عن مُشاهدة الدراما "بسبب انشغالي في دراسة الطب"، غير أنها اكتشفت بعد حين أن التليفزيون، بالتحديد في رمضان، صار يتغذى على الإعلانات، لذا كرهت ما يُحدثه من انقطاع للعمل الدرامي "أنا بحب الفرجة على مسلسل في التليفزيون، واقعد استنى معاده، وأحس بالشغف وأنا مستنياه، لكن الإعلانات زادت بشكل مش طبيعي"، لذا كانت قناة ماسبيرو زمان أيضًا اكتشاف يُناسب ما تريده.
"أنا بحب التمثيل بشكل عام، ولما أتفرج على حاجة بحب أشوف فن ممتع مش مبتذل"، لم يكن مُهمًا بالنسبة لشيماء أن تتابع كل موسم رمضاني في وقته، تُصبح الأعمال الدرامية القديمة اكتشافات حديثة بالنسبة لها "بقيت أتابع تاني من 2010"، فأحبّت مسلسلات مثل "بعد الفراق" الذي أنتج في العام 2008، ومسلسل "ذات" الذي عرض عام 2013، وتتابع من دراما الموسم الحالي فقط مسلسل سوبر ميرو "عجبتني فكرة المسلسل عن الأبطال الخارقين وازاي بيأثروا في الأطفال، المسلسل بيحاول يفهمهم إن القوة فيكم مش في كونك بطل خارق".
نشأ محمد رشوان في منزل يُقدّس مسلسلات رمضان، تعوّد مع حلول الشهر الكريم متابعة الدراما بصحبة أسرته، غير أن الحال تغيّر مع دخول الانترنت "بقيت أنا اللي بختار المسلسلات اللي أتابعها في العشر سنين الأخيرة"، غير أن هذا العام لم يجد ما يُتابعه "ولا حتى مسلسل كوميدي ودا اللي كان وجبة رئيسية كل سنة"، ما أحزن الشاب، ولجأ لمتابعة أكثر المسلسلات التي تعلّق بها "عشان كدا بتفرج دلوقت على مسلسل هذا المساء، ودا خليته للنص الأول من الشهر، والنص التاني هشوف مسلسل الندم السوري"، الذي كان عرضه الأول عام 2016.
تلك هي ثالث مُشاهدة لرشوان لمسلسل هذا المساء، الذي عُرض في موسم رمضان عام 2017، يعتبره الشاب العمل الدرامي الأكثر عبقرية في الألفية الثالثة "أول مرة أشوف مسلسل بيعرض الشخصيات بتناقضاتها، وإن كل شخص فيه جوانب مضيئة ومظلمة، عكس صراعات الخير والشر الموجودة في العادي، أو حتى البحث عن الهوية المصرية اللي في مسلسلات أسامة أنور عكاشة".
"يعيش الفن الحقيقي".. كانت تلك الجملة لسان حال الأربعة، تعددت أسبابهم واختلافاتهم، لكن بقى الاتفاق على أن الدراما الحقيقية تعيش رغم مرور السنين، وكما تقول شيماء "معظم الأعمال بقت مفتعلة وفيها استعراض للرأسمالية، مبقاش فيه أداء فني حقيقي".
فيديو قد يعجبك: