"شمينا هوا رمضان بنابلس".. جولة مصورة تُنعش أرواح المعزولين في المنازل ومشتاقي الغربة
كتبت- شروق غنيم:
للسنة التالية لم تنقطع عادة المصور الفلسطيني عُمير إستيتيه، يجوب شوارع مدينة نابلس بعدسته خلال العشر الأوائل من رمضان، يُوثق أجواء الشهر الكريم في مناطق عدة، ورغم الحال الذي تبدّل هذا العام خلت معظم الطُرقات، لم تعد الساحات ممتلئة بالمُصلين، والتزم الكثيرين منازلهم التزامًا بإجراءات الحجر الصحي، صمم الشاب العشريني تصوير مقطع فيديو ممتلئ بالبهجة "حتى أعيّش كل من في البيوت وما قادر يشوف شوارع نابلس في رمضان، وكمان الفلسطينيين اللي بالغربة، يعيشوا رمضان بالفلسطيني".
يبدأ مقطع الفيديو بمسجد النصر، أقدم وأكبر مساجد نابلس، وقت آذان الفجر، قبل ثلاثة أشهر كان ذلك المشهد متروس بالبشر "الناس كلها تطلع على الساحة تصلي الفجر"، فيما كان هذا العام المسجد مُوصد وأنواره مطفئة "مشهد بيحزن وبنفتقده كثير، لما صوت الإمام يكون بيملا المكان بالصلوات"، لم يستسلم عُمير لتلك الحالة، أعقب ذلك بمشاهد من سوق البلدة القديمة "صحيح المكان نصفه فاضي مو متل الأعوام الماضية لكن ركزت على أجوائه".
تجتمع كافة أجواء رمضان في شارع النصر، حيث يرتكز سوق شعبي يتميز بأصوات البائعين الذين ينادون على مُنتجات رمضان وغيرها، ركز المصور الشاب على صياحهم خلال الفيديو "الله وليّك يا صايم" لا تغيب تلك الجملة عن أفواههم، فيما كانت ملحمة صوتية لبائعي الفلافل والحلوى والخبز "صوت السوق بالنسبة إلنا صوت للحياة الطبيعية اللي بنعتادها وناس كتير فقدت ده لأنها موجودة في البيت".
في الماضي كان ثمّة حياة مختلفة بعد ساعة من الإفطار، تملأ الشوارع بلهو الأطفال، أنوار المدينة لا تنطفئ، البائعين لازالوا في الطُرقات، والشوارع مزدحمة بالمشترين أو المصلين، قرابة ثلاثة ألف شخصًا يصلون جماعة في ساحة مسجد النصر، لكن هذا العام ما إن تحل السابعة مساء "ما بيكون حدا في الشوارع"، غير أنه مع منتصف الليل يكسر السكون أصوات شباب تطوعوا "ليصحوا الناس على السحور"، بالملابس التراثية لمدينة نابلس جوب مسحراتية نابلس شوارع البلدة القديمة ومحيطها، يصيحون بأصواتهم العذبة لإيقاظ النائمين حتى مع انطلاق آذان الفجر.
خلال العشر أيام المتتالية من رمضان داوم المصور الفلسطيني الشاب على التصوير، كل يوم لقطات مختلفة، صار في جعبته ثلاث ساعات كاملة تحكي رمضان في مدينة نابلس، عكف عليها برفقة صديقه المونتير مجاهد الششتري لمدة يومين متتالين لاختصار المشاهد في ثلاث دقائق فقط، وقبل يومين نشر عُمير المقطع على صفحته.
دفقة مشاعر اجتاحت كل من تابع الفيديو على صفحة المصور الشاب، انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، امتنّ المتابعين لعُمير على ما وثقه بعدسته "عاشوا أجواء رمضان حتى لو من خلال الكاميرا"، فيما لم تنقطع المكالمات عن هاتفه تشكره لأنه "عيشنا وفرجنا الشوارع مش بس بعيوني لكن بعيون الناس في الشارع"، فيما كان من نصيبه مكالمات دولية من فلسطينيين عايشين بالغربة افتقدوا رمضان في وطنهم "كان بيقولولي نحنا قدرنا من خلال الفيديو نشّم هواء رمضان في بلدنا".
فيديو قد يعجبك: