"روحنا ردّت فينا".. حال بائعي مسجد السيدة زينب بعد عودة "التراويح"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- شروق غنيم:
أمام أسوار باحة مُصلى السيدات بمسجد السيدة زينب، تُجاهد إحسان سيد في التقاط صورة بهاتفها، إلا أن إمكاناته تخذلها، تتخلى عن الأمر، وتتأمل المشهد مليًّا، ثم تميل على والدتها وتُخبرها "الواحد روحه ردّت فيه".
في نفس التوقيت من العام الماضي، كان الحال مختلفًا، أحاط بالمسجد سياج يمنع المارة من الاقتراب، مع إغلاقه ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، كان الأمر مُضاعفًا على جمالات محمود وابنتها الكُبرى إحسان، إذ أن حياتهما ارتبطت بالمسجد روحيًا وماديًا، إذ تعمل الأولى منذ عام 1982 كبائعة شاي أمام المكان.
قبل قرابة أربعين عامًا، بدأت جمالات في العمل أمام المسجد كبائعة شاي على عربة صغيرة الحجم، كان عُمرها وقتها 17 ربيعًا "ولما اتجوزت وخلفت ولادي بقوا يشتغلوا معايا هنا"، لا تعلم السيدة الخمسينية مهنة أو منطقة سواها "إحنا عايشين في المنطقة، حالي كله في المكان ده". لكن العام الماضي شعرت بالاغتراب لأول مرة "المنطقة شكلها اتغير والمسجد بقى ممنوع نيجي جمبه".
العام الماضي فُرضت إجراءات وقائية وحظر تجوال لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ومع منتصف يونيو من العام نفسه فُتحت المساجد مُجددًا للمُصلين، ولكن بأعداد محدودة "كانت سنة كئيبة، من كتر الزعل مكناش بنعمل أكل، ولا جيبنا فوانيس ولا لبس عيد لعيالنا"، كان سبب ذلك قلة الدخل للسيدة التي تعتمد على الرزق اليومي.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الأوقاف، إقامة صلاة التراويح في المساجد الكبرى التي تقام فيها صلاة الجمعة، وفقًا لعدد من الضوابط في ظل أزمة كورونا من إجراءات احترازية، ومراعاة مسافات التباعد الاجتماعي، مع الاستمرار بعدم فتح الأضرحة أو دورات المياه أو دور المناسبات وتكثيف عمليات النظافة والتعقيم المستمرين.
حالة من الانتعاش شعرت بها جمالات ورفاقها من البائعين على أعتاب "السيّدة" شهر رمضان الجاري، إذ شهدت المنطقة في أول أيامه حركة عن العام المنصرف، يلمس أحمد مصطفى ذلك بعدما هبط شراء السبح التي يبيعها منذ خمس سنوات في المكان "الناس مشتاقة لحالة رمضان وده رجع شراء السبح تاني مش زي السنة اللي فاتت"، تُقاطعه السيدة الخمسينية "رمضان دايمًا شهر خير لكن الظروف اللي ساعات بتبقى وحشة".
فيديو قد يعجبك: