على العهد مع الراديو.. حال مقدمي البرامج الإذاعية في رمضان بين مصر وتونس
كتبت-هبة خميس:
في شهر رمضان يهاجر الناس لشاشات التليفزيون لمتابعة المسلسلات والبرامج، لكن للإذاعة بريق لا يخفت، فمن وجهة نظر الإذاعية "هاجر جميل" فجمهور الإذاعة مخلص لها طوال الوقت لا ينفض عنها خلال رمضان.
منذ طفولتها انجذبت جميل للإذاعة التي اعتادت سماعها مع جدها لتتعلق بها "أنا اتربيت عالراديو وكل ما أكبر أكتشف ان دة كل اللي انا عايزاه.. كنت بميز الشيوخ بصوتهم والمذيعين وبحسه كأنه مغناطيس بيشدني طول الوقت".
حينما اتجهت جميل للدراسة اختارت الإعلام لتتجه بعدها للراديو وتعمل به، تدير "جميل" حاليا برنامجها الإذاعي "شارع مصر" على إذاعة راديو شعبي. وفي رمضان يتغير ميعاد البرنامج ليصبح من العاشرة للحادية عشر صباحاً، "الحقيقة المعاد دة في رمضان بيكون أفضل لان البرنامج بيتحول لتوك شو، بنتكلم عن كل حاجة بداية من الطرق الزحمة للدراما لكل حاجة بتحصل في البلد".
تعتبر "جميل" طبيعة رمضان سبباً أساسياً لمحاولتها تقديم البرنامج بشكل أخف وأسرع، فمن وجهة نظرها يعتبر ذلك مناسباً لمستمعي الإذاعة في رمضان بالتحديد وفي ذلك التوقيت يكون الناس في الاتجاه لوظائفهم أو من يجلسون في المنزل وربات البيوت.
تعتمد "جميل" على تقديم العديد من الفقرات في برنامجها مثل استضافة الضيوف من الفنانين، كما تقدم فقرات أخرى بعنوان "أصوات من ذهب" تستضيف فيها أفراد من عائلات الأصوات المرتبطة برمضان مثل سيد مكاوي والنقشبندي.. "كانت الفكرة ان بدل ما الناس تتفرج عالتوك شو بالليل، هما بيسمعونا ويتابعوا بشكل سريع كل حاجة بتحصل ويعرفوا الأخبار وبالليل بيتفرجوا عالمسلسلات".. تقول الإذاعية الشابة.
في كل عام تعتمد "جميل" تقديم أفكار مختلفة مناسبة لروح الشهر الكريم، وضمن الكثير من البرامج المختلفة تتذكر "جميل" برنامجاً قدمته عام 2017 بعنوان "رمضان بالعربي" حيث استضافت في كل حلقة أحد الجاليات العربية في الدول الأجنبية، وفي خلال ثلاثين حلقة نقلت "جميل" أجواء رمضان من ثلاثين بلداً مختلفاً غير ناطق بالعربية، وفي العام الذي تلاه 2018 قدمت "جميل" برنامج بعنوان "عربي مكسر" حيث استضافت في كل حلقة أحد الأجانب الذين يعيشون بمصر "وقتها استضافت ناس من التشاد مثلا وبوركينا فاسو ودول كثيرة جداً وإزاي بيقضوا رمضان وشايفينه في مصر بشكل مختلف".
ترى "جميل" أن تفاعل الناس مع الإذاعة في رمضان لا يختلف أبداً عن الأيام العادية فعلى حسب الحلقات يتفاعل الجمهور "لو بنتكلم على مسلسل بنلاقي كل الناس بتشارك شباب وكبار".
ومن تونس وبعد ثورة الياسمين عام 2011 تحول الوضع الإعلامي هناك من المركزية الشديدة في العاصمة فقط ليتحول لإعلام محلي قريب من المواطنين في كل المحافظات، في عام 2014 بدأ "مازن نصري" عمله في إذاعة محلية بمدينة "القصرين" بالوسط الغربي لتونس "ميزة القنوات المحلية إنها قريبة من مشاغل المواطن في المحافظات البعيدة عن العاصمة ومراكز صناعة القرار".
بعد دراسته في مجال الحقوق تتبع "مازن" شغفه ليعمل بالمجال الإعلامي ليبدأ عمله بالإذاعة لشغفه بها، من خلال عمله بإذاعة محلية يرى أن الناس تربطهم علاقة خاصة بإذاعتهم المحلية لأنها تعبر عنهم بشدة "لكل مكان خصوصيته ومشاغله، الناس قبل الثورة هنا مكانش عندها حاجة تعبر عنها لكن حالياً ارتبطوا كتير بالإذاعة وحريصين يتابعوها طول الوقت ويتفاعلوا معاها".
في رمضان تتغير الإذاعة وبرامجها بسبب خصوصية الشهر الكريم نفسه، فيجري "مازن" برمجة للمادة الإعلامية المقدمة والمختلفة عن باقي العام، يكون هناك البرامج الدينية ويتم التركيز على الروحانيات لتمس عبق الشهر، لكن منذ العام الماضي وبوجود ضيف ثقيل أثر انتشار كورونا على الناس بشكل كبير "صار للإذاعة دورين، أولهم التوعية للناس وإعطائهم المعلومات حول فيروس كورونا وكيف تكون الوقاية منه، وتاني دور هو الترفيه على الناس اللي صارت نفسيتها سيئة بسبب الحظر وتغير الأوضاع والموت حولهم".
يرى "مازن" أنه بالرغم من زخم المحتوى الذي يقدمه التليفزيون في رمضان، مازال للإذاعة مستمعيها الأوفياء من العديد من الشرائح مثل السائقين ومن يعملون في الليل وربات المنزل، وباقي الناس تعمل الإذاعة كمصدر للأخبار ورفيق طوال اليوم.
يرى أيضاً "مازن" أن الإذاعة في رمضان يغلب عليها الطابع الاجتماعي الذي يحاول نقل أجواء رمضان في تونس بشكل واضح.
فيديو قد يعجبك: