لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"البرودة بدلًا من دفء اللمّة".. رمضان في حكايات الجالية المصرية بأوكرانيا

11:48 م الإثنين 11 أبريل 2022

حرب روسيا واوكرانيا- أرشيفية

كتبت-رنا الجميعي:

في أوكرانيا خلت سفرة أسرة أحمد السعيد من بركة رمضان، في السابق كانت مفروشة بأشهى المأكولات والحلويات الشرقية، لكن هذا العام حلّت بُرودة وقساوة القصف مكان الدفء المُصاحب للمّة رمضان.

داخل منزل على أطراف مدينة بولتافا، الواقعة في وسط أوكرانيا، سرى القلق وسط أسرة السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، ذلك الشعور المُستمر منذ بداية الحرب الروسية في 24 فبراير الماضي، ولكن في رمضان يتضاعف إحساس القلق، ممزوجًا بالحنين لأجواء رمضانية حنونة كانت قائمة حتى العام السابق.

ر 1

يفتقد السعيد طقوسًا مُرتبطة بالشهر الكريم، من بينها المنتجات العربية "زي الخبز العربي والفول والطحينة"، بالإضافة إلى الحلويات الشرقية، تلك المأكولات التي يستعيد بها المصريون في أنحاء العالم الأجواء الرمضانية، ودفعت الحرب مغادرة غالبية العرب لأوكرانيا، ومن بينهم أصحاب المحلات العربية "ومبقاش فيه فرصة نشتري أكل عربي"، ولم يعد مُتبقيًا على سُفرة السعيد سوى الطعام الأوكراني، وتتذوقه الجالية المصرية مُخلفًا مرارة في الحلق بسبب المعاناة التي يعيشونها هناك خلال شهر رمضان.

وتأثرت طقوس الصلاة أيضًا بالحرب، شتت الخوف دفء الجماعة "المتبقي من الجالية المصرية عدد لا يتجاوز 15% من نسبتهم الأصلية"، وصارت المساجد في أوكرانيا خاوية، وتم إلغاء صلاة التراويح بسبب حظر التجول الذي يبدأ في التاسعة مساء، وصار السعيد يُقيم الصلوات داخل منزله "في الظروف الطبيعية كنا بنحافظ على الصلاة في المسجد".

وفي بعض المناطق بأوكرانيا صادفت بعض الحظ رغم قسوة الظروف، تركّز أعداد من العرب داخل المساجد الكبرى التي فتحت أبوابها لإيوائهم، وهناك تلمّست قلوبهم قبس من الحرارة بفعل اللمّة، وتجمعوا في أوقات الإفطار والصلاة، كما يذكر السعيد.

ر 2

وفي الطرف الآخر القريب من روسيا يسكن طالب الجامعة كريم قابيل، حيث مدينة دونيتسك، التي تجري الحرب عند حدودها، وهناك توقفت الحياة منذ بداية الحرب، واستمر الأمر ذاته في رمضان "احنا هنا مبنخرجش كتير، ممكن ننزل نشتري الحاجات الضرورية ونرجع تاني"، ويستمر حظر التجول في دونيتسك أيضًا منذ التاسعة.

ر 3

إلا أن قابيل يُحاول برفقة أصدقائه من العرب والأوكرانيين تزجية الوقت قدر المستطاع، في أول يوم رمضان قاموا بالإفطار سويًا داخل المسجد الموجود بالمدينة، ومن وقت لآخر يتجمعون سويًا للعب الكوتشينة والشطرنج "احنا هنا مبنعملش حاجة تقريبًا"، ورغم ذلك يُحاول الأصدقاء الاستمرار في رسم بسمة على شفاههم بفعل اللمّة.

ر 4

في تلك الأجواء الصعبة يهرب السعيد بأفكاره عن الواقع التعيس، يتذّكر الصلوات التي جمّعت في السابق مُسلمي أوكرانيا التي تصل نسبتهم-بحسب السعيد- نحو 1% من الشعب الأوكراني، وكذلك الإفطارات الخاصة بالجالية المصرية داخل المساجد والسفارات العربية، ودعوة الحكومة الأوكرانية لرؤساء الجاليات والسفراء والقيادات الإسلامية، وكانت المطاعم العربية تعجّ بتجمعات المصريين لبعضهم البعض.

ر 5

تلك الذكريات تملأ رأس السعيد، في مُقابل صوت القصف الذي يسمعه بصفة دائمة، لكنه خفت تلك الأيام بفعل مساعي التهدئة بين الدولتين في تركيا، ويتمنى السعيد تبدّل الحال رمضان القادم، وأن يُصبح الظرف الحالي مُجرد ذكريات.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان