إعلان

شخصيات رمضانية| جمال عبد الحميد.. المخرج الذي بدأ حياته مُتلصصًا على سحر السينما

04:05 م الثلاثاء 12 أبريل 2022

المخرج جمال عبد الحميد

كتبت-رنا الجميعي:

ندهته سحر عالم السينما، لم يُحب جمال عبد الحميد لعب الكرة واللهو مثل باقي رفاقه، اتجه شغفه نحو كواليس صناعة السينما، مثل أي مراهق كان يهرب من المدرسة، ولكن ليس للعب، بل للذهاب إلى الاستوديوهات حيث سحر السينما.

عشق ذلك العالم الذي رآه مُتخفيًا عن أعين صُنّاعه "كنت أدخل في الكواليس حوالين الكاميرات، وأسمعهم وهما بيقولوا استوب وأكشن والحاجات اللي تخوف دي" يذكر في إحدى اللقاءات التلفزيونية، شعر بالرهبة من رؤيته ذلك أمام عينيه، بدلًا من مشاهدة الممثلين على شاشة السينما "كنت بشوف الممثلين لايف، ولما شفت محمود المليجي وجهًا لوجه اتخضيت"،

لم يكتف الصبي برؤية ذلك فحسب، بل ذهب لأبعد من ذلك، في اتجاه غرفة المونتاج "كنت أبص من عند الباب وشفت المطبخ بقى"، واستمر جمال عبد الحميد الصبي في التلصص على ذلك العالم الساحر "اتمنيت ساعتها إني أبقى وسط الناس دي".

نهتنن

ولأن الأحلام تتحوّل إلى حقيقة في حالة الاجتهاد، رأى الشاب عبد الحميد إعلان يطلب فيه التلفزيون مُخرجين جُدد، تقدّم بالفعل ونجح، ووجد نفسه ضمن العالم الذي يُحبّه، وكانت أولى خُطواته عمل أدعية وابتهالات دينية بصوت الشيخ سيد النقشبندي والمطربين اسماعيل شبانة-الشقيق الأكبر للعندليب- ومحمد العزبي "أول شغلي كان مع تلاتة كبار جدًا، كل واحد عمل 10 أيام عن المسحراتي".

وكانت تلك بداية الخيط، لم يعلم عبد الحميد أنه سيكون محظوظًا بذلك الشكل، ذات يوم حدّثه اسماعيل شبانة "وقالي عبد الحليم حافظ عايز يقابلني"، ولم يتردد عبد الحميد لحظة في القبول، وأثناء الجلسة بعبد الحليم طلب منه عمل 15 دعاء للإذاعة المصرية، لم يُصدّق عبد الحميد أذنيه، وبدأ بالفعل في العمل عليهم، لم يعلم أن تلك الأدعية ستكون آخر أعمال العندليب الأسمر، وستُذاع بعد وفاته لتكتسب قيمة أكبر لدى الشعب المصري.

كانت خطوات عبد الحميد تجاه الإخراج قوية، بعضها جاء كضربة من القدر، وبعضها الآخر بسبب إصراره، عمل عبد الحميد كمونتير في التليفزيون، وقتها كانت كوثر هيكل هي رئيسة التلفزيون المصري "آمنت بيا"، وواحدة من الخطوات القوية في مشوار عبد الحميد كانت عمله كمونتير في فوازير المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، وشارك كمساعد مخرج في فوازير عروس البحور عام 1985، كان عبد الحميد محظوظًا بالتواجد في عالم صاحب البهجة الرمضانية "كنت بعشقه لأنه مبيزعقش وبيتعامل مع العاملين معاه بهدوء، اتعلمت منه كتير".

خلال فترة الثمانينيات عمل عبد الحميد أيضًا كصانع تتر، صنع أبرز تترات تلك المرحلة؛ برنامج نادي السينما، برنامج عالم الحيوان، وعدد من المسلسلات منها ليالي الحلمية وأبو العلا البشري وفي المشمش ودموع في عيون وقحة، كما عمل في مجال الأغاني لمدة 19 سنة، وأخرج عدد من الكليبات العالقة في الذاكرة المصرية، منها أغنية "مليونيرات" للفنان مدحت صالح و"أنا حواليا كتير" للفنانة لطيفة، وصنع عبد الحميد عبر تاريخه 36 أغنية.

وجاءت إحدى أهم خطواته في عالم الإخراج بضربة من القدر أيضًا، كان عبد الحميد في الثمانينات واحدًا من أهم مخرجي التليفزيون، وفي استفتاء لجريدة الجمهورية اختاره الجمهور أفضل مخرج، وفي أثناء ذلك توفى المخرج فهمي عبد الحميد "ساعتها طلبوا من مخرجين كتير منهم محمد فاضل يخرجوا فوازير نيللي"، لكن أبى الجميع خوفًا من المقارنة بينهم وبين فوازير فهمي "وعشان مكنش فاضل على رمضان إلا 50 يوم"، وكان اسم عبد الحميد في نهاية تلك القائمة "وكلمني عمار الشريعي أعمل الفوازير، وعرفت إن نيللي طلبتني بالاسم".

وكما يقولون "طاقة القدر واتفتحت لك"، منذ تلك اللحظة في مطلع التسعينيات، وقبل رمضان بخمسين يومًا، تغيّر عالم جمال عبد الحميد للمرة الثانية، أخرج فوازير "عالم ورق ورق ورق"، ونجحت نجاح باهر، ولم ينس جمال أن يضع اهداء لأستاذه فهمي عبد الحميد "دائمًا كنا حوله.. وفي هذا العام افتقدنا حبه وأبوته، ولكننا لم نفتقد فنه".

بعدها توالت الأعمال، وأخرج فوازير "حاجات ومحتاجات" مع شيريهان عام 1993، ولكن عبد الحميد لم يُحبّ الاكتفاء بعمل الفوازير، وأخرج العديد من المسلسلات التي صارت جُزء من الذاكرة المصرية، ولا يُمكن نسيانها، منها أرابيسك وزيزينيا وحلم الجنوبي وريا وسكينة.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: