هل تدق طبول الحرب في لبنان؟ (تقرير)
كتبت – إيمان محمود:
استقالة مفاجئة؛ أعلنها رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض، ليشتعل على أثرها بركان الخلافات بين السعودية وحزب الله اللبناني، ومن ورائه حليفته إيران، الخصم والعدو اللدود للدولة السعودية السُّنية التي تحاول قطع تمددها الشيعي بالمنطقة.
وأعلن سعد الحريري استقالته، السبت الماضي، من الرياض، مُبديًا أسباب استقالته إلى ما وصفه بتدخلات إيران عبر ذراعها في لبنان "حزب الله" في شؤون بلاده، مضيفًا "لا يوجد مكان تذهب إليه إيران ولا تزرع فيه الخوف والخراب".
استقالة الحريري كانت مقدمة للتصعيد ضد حزب الله اللبناني، ما أثار القلق لدى البعض من شن حرب سعودية أو إسرائيلية على لبنان، لردع الأعمال القتالية التي يقوم بها حزب الله.
واستبعد حسن أبو طالب، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، حدوث حرب في الفترة الحالية، قائلاً "حتى الآن لا توجد مؤشرات للحرب .. الحرب مؤجلة إلى حين".
وقال أبو طالب –في تصريحات لـ"مصراوي"- إن الوضع الحالي يُشير إلى احتمالية حصار اقتصادي وسياسي من جانب بعض دول الخليج للبنان، كمحاولة للضغط على القوى السياسية اللبنانية لاتخاذ موقف قوي من حزب الله.
وأضاف أن حالة الفوضى والكره من بعض الأطراف اللبنانية لحزب الله، تحقق المطلوب من وجهة نظر الولايات المتحدة وبعض الدول الخليجية، ومن وجهة نظر إسرائيل أيضًا.
وأكد المحلل الاستراتيجي أن إسرائيل لن تشن حرباً على لبنان، حيث إن شنّ ضربة عسكرية ضدها سيُثير التعاطف معه، وليس العكس، وبالتالي لن يحقق ما ترجوه إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية من شلّ يد حزب الله بالمنطقة.
وفيما يخُص احتمالية قيام السعودية بعملية عسكرية على لبنان، أكد حسن أبو طالب، أن السعودية ليست مؤهلة لذلك، بسبب البُعد الجغرافي في المقام الأول، مضيفاً أن هذه الخطوة لن تكون محل ترحيب من الدول العربية.
ويرى أبو طالب، أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد مبرر قوي للسعودية للقيام بهجوم عسكري ضد لبنان، قائلاً إن حزب الله لا يُهدد السعودية بشكل مباشر مثل الحوثيين في اليمن، الذين يهددون الأمن القومي للمملكة كدولة مجاورة.
وأشار إلى أن حزب الله لن يبدأ بعملية عسكرية ضد إسرائيل، بسبب انتشار قواته في سوريا، وعدم تهيئته عسكريًا إلى تلك الخطوة في الوقت الحالي.
كما لفت حسن أبو طالب إلى أن سيناريو العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، يختلف عن الوضع الحالي، موضحًا أن ذلك العدوان بدأ بمبادرة حزب الله بشن عملية عسكرية على إسرائيل، الأمر الذي أعلن حسن نصر الله فيما بعد بأنه لن يكرره، بعدما تفاجأ برد الفعل.
من جانبه؛ قال فتحي محمود، مدير تحرير صحيفة الأهرام، والمتخصص في الشئون اللبنانية، إنه لا يتوقع حربًا مقبلة، سواء بين الأطراف الداخلية اللبنانية أو من دولة خارجية على لبنان.
وأضاف محمود، أن إسرائيل لا تستطيع في ظل الظروف الحالية القيام بعمل عسكري يصل لمستوى الحرب ضد لبنان، لأنها تعلم مدى قوة حزب الله الذي يمكن أن يهدد شمال إسرائيل بالكامل بالصواريخ، مشيرًا إلى أن حزب الله يمتلك 150 ألف صاروخ -صناعة إيرانية- ما يصيب شمال إسرائيل بأضرار فادحة لا تستطيع التعامل معها.
وأكد المتخصص في الشئون اللبنانية، في تصريحاته لـ"مصراوي"، أن إسرائيل لا تقوم بعمليات عسكرية وفقًا لحساباتها الخاصة.
كان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، قال إنه يستبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأن إسرائيل تعرف تكلفة الحرب، مضيفًا "لا نستطيع أن نجزم بذلك، ومما يزيد هذا الاستبعاد هو أن إسرائيل أمام فرصة لتصفية حزب الله ولبنان دون الذهاب إلى حرب وتحمل تكلفة الحرب".
وفيما يخص مناشدة أربع دول خليجية، مساء أمس، لرعاياها مغادرة لبنان، قال "محمود" إن الدول الخليجية قامت بهذه الخطوة وفقاً لنظرية "حافة الهوية"، والهدف منها الضغط على السلطة اللبنانية وليس تحسباً لقيام عمل عسكري.
وتوقع فتحي محمود المتخصص في الشئون اللبنانية، أن يكون هناك تصعيد اقتصادي وسياسي في الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن لبنان يعتمد بالدرجة الأولى على السياحة، وعلى التعامل مع دول الخليج، وبالتالي فسحب هذه الدول لرعاياها والضغط عليه اقتصاديًا سيؤثر عليه ويحدث فراغًا سياسيًا بالبلاد.
لكن الكاتب المتخصص في الشئون اللبنانية، أشار إلى أن الهدف الرئيسي من إحداث هذه الأزمة ليس الوضع في لبنان بقدر ما هو التأثير على مجريات الوضع داخل سوريا، في وقت تنتصر فيه جبهة الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه إيران وروسيا، في مقابل الجماعات التي تدعمها أمريكا وبعض دول الخليج.
فيديو قد يعجبك: