إعلان

اليوجا.. مفتاح حل مشكلة بطالة الشباب في أفريقيا

03:54 ص السبت 30 ديسمبر 2017

يوجا

نيروبي- ديسمبر (د.ب.أ):

استلقى اثنا عشر شابا على وسادات مطاطية تحت مظلة بلا نوافذ هي كنيسة البعثة التبشيرية التنويرية الرسولية فى كانجيمي وهي إحدى الأحياء الفقيرة في العاصمة الكينية نيروبي.

ومع تألق أشعة شمس الظهيرة وانعكاسها على السطح القصديري، يمد طلاب اليوجا أطرافهم وينظمون تنفسهم. وبعد عشر دقائق فقط يتصاعد الأنين بشكل أعلى وأطول وأعمق.

ويقول المدرب جورج ثاندي :" هكذا تبدو السعادة !.. مرحبا بكم في عالم المعدة المسطحة."

لقد وصلت اليوجا منذ أمد بعيد إلى كينيا ، المشهورة بعدائي المسافات الطويلة، وحيث يشارك الكثير من الناس في الألعاب الرياضية في مدن تلك الدولة الواقعة في شرق أفريقيا. ولا يكاد يوجد أي مركز للياقة البدنية لا تمارس فيه اليوجا.
ولكن تعليم اليوجا في كانجيمي تنظمه جمعية خيرية لا تهدف إلى تحقيق اللياقة البدنية والاسترخاء فحسب. فهي تريد أيضاً أن تحل مشكلة اجتماعية ألا وهي : بطالة الشباب.

وعلى الرغم من أن كينيا تتمتع باقتصاد مزدهر وطبقة متوسطة سريعة النمو، فإن الكثير من الشباب لا يزالون عاطلين عن العمل، وإن كان من غير الممكن تحديد العدد بدقة .

ويقدر البنك الدولي عدد العاطلين عن العمل بنسبة 22 في المائة من جميع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما. وتقدر منظمة العمل الدولية أعداد العاطلين بنسبة 67 في المائة من جميع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 عاما.

وقالت المتحدثة لورا شوتر فى نيروبى "لقد درب مشروع اليوجا الأفريقى أكثر من 300 معلم يوجا فى 15 دولة افريقية منذ عام 2007".
وتستطرد: "نحن نستهدف عموما الشباب في المناطق الأكثر فقرا. وهم يحصلون على راتب أثناء تدريبهم، وعليه فإنه لا يتعين عليهم دفع أي شيء.

وجورج ثاندي من كانجيمي هو أحد أولئك المتدربين. وقبل أن يكتشف اليوجا قبل ست سنوات كان يقوم بإصلاح الهواتف فضلا عن كونه لاعب كرة قدم محترف. وعندما أخبره الأصدقاء عن اليوجا، قررأن يجربها.

وأصبح ثاندي 32 عاما الآن يجني معظم أمواله عن طريق تدريس اليوجا، من خلال مشروع اليوجا الأفريقي وإعطاء دروس خاصة في اليوجا.
وهو يتقاضى ما يعادل ما بين 8 و 21 دولارا في الساعة للشخص الواحد، وهذا يتوقف على حجم الفصل الدراسي.

وبالإضافة إلى قيامه بالتدريس ثلاث أو أربع ساعات مدفوعة الأجر في الأسبوع، يتعين على ثاندي أيضا أن يدرس لمدة خمس ساعات في الأسبوع في المناطق الفقيرة وفي المباني المجتمعية مثل الكنيسة أو كانجيمي، وكذلك المدارس الابتدائية بل وحتى السجون.
وهذه مبادرة خيرية من مشروع اليوجا الأفريقي. فهو مجاني للمشاركين ويدفع للمعلمين مقابل وقتهم.

وتقول المنظمة إن ما يصل إلى 6000 شخص يشاركون في 300 من فصول اليوجا في جميع أنحاء أفريقيا - بما في ذلك جنوب أفريقيا وناميبيا والصومال ومالي - بسبب مبادراتها.

ويقول ثاندي: "كان عنصر اليوجا الروحي بالنسبة للكينيين الذين يؤمنون بالخرافات والاوهام صعبا نوعا ما في البداية".

وأضاف ثاندي : "لم يكن من السهولة بمكان توضيح أنها لا تنطوي على عبادة الشيطان ... ولكن في يوجا الطاقة ، وهذا هو ما نمارسه هنا، فإن اللياقة البدنية هي الأكثر أهمية."

وبالبنسبة لثاندي فإن اليوجا هي أكثر من مجرد مصدر للدخل حيث يقول: "لم أكن شخصا جيدا من قبل.. لقد غيرت اليوجا وجهة نظري، فقد كنت أريد المال السريع، ولكنني لم أكن أرغب في العمل من أجل الحصول عليه. لقد علمتنا اليوجا أن نحدد الأهداف وكيفنصل إليها وكيف نتعامل مع المواقف الصعبة".

وفي نهاية الفصل الدراسي لثاندي، يجلس الطلاب جميعا على شكل دائرة، ويتوجهون بالشكر على نعمة الدرس والصحة والحياة

ويقول ثاندي: "وبعد ذلك يجلس كثير من المشاركين معا ويشاركون مشاكلهم مع بعضهم البعض، وهي تخلق بذلك مجتمعا بعيدا عن السياسة والجماعات العرقية".

وتقول كاثرين نجيري، التي تنسق المدربين لمشروع اليوجا الأفريقي، إن اليوجا ساهمت بشكل إيجابي في تطورها الشخصي.
وتضيف: "لم أتعامل مع اليوجا وآخذها على محمل الجد في البداية ... فقد كنا نلهو خلال الدرس إلى أن سألنا المعلم ماذا تنتظرون؟ إن حياتكم تتشكل الآن .. لقد غير ذلك تفكيري ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان