إعلان

قصر العيني وقت الإفطار.. لا صوت يعلو صوت الألم (معايشة)

04:33 م الإثنين 19 يونيو 2017

قصر العيني

كتبت - مي محمد

غرف متراصة فى ممر كبير، يقف المرضى على أبواب عيادات الطوارىء، بينما يخدم هؤلاء المرضى ممرض واحد وطبيب امتياز، ينظر شاب في العقد الثاني من عمره إلى والده الغارق في دمائه إثر حادث أصيب على إثره بجرح قطعي فى الكعب.

ينظرالولد -بعد ساعة من الجلوس دون أن يعبء أحد به- إلى الطبيب والممرض الوحيد فى استقبال الطواريء داخل المستشفي بحزن، كأنه يرغب فى الصراخ في وجههم بكلمة "سايبنا لى كدة".

بينما يحكي لنا مسئولي الأمن داخل المستشفى عن آخر قام برفع سلاح أبيض فى وجه الأطباء بعد أن تركوه لفترة دون الاهتمام بحالته.

كل هذا وأكثر داخل طوارىء مستشفي قصر العينى قبل إفطار رمضان بدقائق.. "لا صوت يعلو علي صوت الألم".. قام "مصراوي" بجولة داخل المستشفي الأكبر فى القاهرة لرصد واقع أقسام الطوارئ.

غياب الأطباء هو المشهد الأبرز داخل المستشفى، سوى طبيبين إمتياز في عامهم الآخير بكلية الطب، بينما يقف عشرات المرضى على أبواب غرف الطوارىء، والجراحة، والعظام، والباطنة، والصدر.

تحدث "مصراوي" إلى "محمد" أحد المرضى الذى انتظر لمدة 4 ساعات ليقوم طبيب الامتياز بعلاجه وخياطة جرح فى فخده "لو شوفتي الجرح هايغمى عليكي".

يقول "محمد": "قبل دخولى إلى الطبيب جلست فترة طويلة محدش سأل فيا سوى ممرض قام بعمل تطهير للجرح والاكتفاء بمنع استمرار النزيف من خلال وضع قطعة قطن".

غياب الأطباء وممرضة واحدة بالطوارىء وعشرات المرضى فى الاستقبال

وفى الوقت الذى يجلس "محمد" داخل عيادة الطوارىء، تقف بجواره سيدة ترتدى جلباب أسود بجوارها طفلها البالغ من العمر 7 سنوات مصاب بجروح عديدة ينتظر دوره لدى طبيب الامتياز.

تقول السيدة "بقالي ساعة وشوية والدكتور كل شوية ييجي هنا ويمشي والولد قاعد من غير خياطة وبنلف كعب داير".

فى خارج العيادة، يقف العشرات من المرضى وذويهم ينتظرون دورهم للدخول ومعالجة آلامهم، بعضها إصابات فى حوادث ووعكات صحية آخرى.

يشكي المرضى من عدم الاهتمام وعدم وجود ممرضيين أو ممرضات وأطباء، بينما يقف بعض الأطباء فى الممر على بعد خطوات من مكتب الاستقبال يتحدثون ويضحكون وسط صرخات المرضى.. بينما ينظر إليهم المرضى فى استياء من عدم اهتمامهم بالمشهد.

فى مشهد آخر هرولت سيدة فى العقد الرابع من العمر بين عيادات الأطباء حافية القدمين بينما تبحث عن طبيب عظام داخل تلك العيادات الكثيرة، تحدث أحد أقاربها فى الهاتف وتبكي ابنها المحمول بين أحد أقاربها التى اصطحبته معها، حيث أصيب بكسور متفرقة بعد أن سقط من الشرفة. 

أمام غرفة الأشعة، يقف المرضى صفًا فى انتظار دورهم بينما يوجد داخل الغرفة فني أشعة وحيد دون طبيب، أحد المرضى يحمل بيده "درنقة" – كيس طبي به دم - يتكأ علي أحد أعمدة الرواق ينظر علي باب الغرفة وكأن حلمه فقط تجاوزه، ولكن انتظاره الطويل قد زاده ألمًا علي ألمه، توجهت إليه المحررة وسألته أن تحضر له شيئًا ليجلس عليه فرد قائلاً "لازم اتحرك عشان الدم الفاسد يخرج".

اصطحبت محررة مصراوي أحد المرضى الذي لديه أعراض حرقان فى معدته وغير قادر على التنفس، إلى داخل العيادات، بينما كانت قد اتصلت بطبيب آخر لتتفهم منه تلك الأعراض الذى أكد أنها بداية جلطة فى القلب ولابد أن يتم عمل رسم قلب وتحويله إلى متخصص فوراً.

إلا أن الطبيب داخل العيادة اكتفي بتشخيص المرض وتم صرف دواء عبارة عن "حقنة وجلسة أكسجين".

غرفة صرف الدواء هي غرفة الأكسجين الخاصة بعلاج المرضي، جلس شاب وفتاة من طاقم التمريض، الممرضة قد غلبها النعاس، وأهالي المرضى يساعدون مرضاهم.

أسرة معدنية صدأة، وأغطية متسخة، وطاولة مليئة بالأدوات الطبية ووحدات الأدراج البلاستيكية "زجاجة محلول مكشوفة وسرنجات مستخدمة" علي الرغم من وجود الصندوق الخاص بهذه المخلفات.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان