إعلان

بعد تعليق إضراب المحلة.. العمال تحت رحمة تحقيق المطالب

09:20 م الأحد 20 أغسطس 2017

كتب-إشراق أحمد:

مع دقات الثانية إلا الثلث ظهر اليوم الأحد، أخذ عبد العزيز حسنين يباشر مع زملائه إدارة ماكينات شركة غزل المحلة. بعد توقف عن العمل 14 يومًا، عطل العاملون إضرابهم وعادوا لمواقعهم، عقب وعد مسؤولين الشركة بالبت في مطالبهم.

فيما يشبه "كارت اختبار" لجدية الحكومة عاد العمال للعمل "دي بالنسبة لنا أخر حلقة في الثقة" يقول "حسنين"، مشيرًا إلى أن قرابة 17 ألف عامل ينتظر رد فعل المسؤولين خلال الأيام القادمة.

طيلة فترة الإضراب، الذي يتكرر في شركات المحلة منذ الإضراب الأشهر في 2006، وتداولت التصريحات ضد العمال، أبرزها ما قاله أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج أمس بإن "قيادات تنتمي لجماعة الإخوان تقود الإضراب بالاتفاق مع عناصر الجماعة من الخارج"، فيما ساد العناد كما يقول عامل بالشركة –رفض ذكر اسمه خوفًا من الملاحقات الإدارية والأمنية- "الشركة مش عايزة تستجيب للمطالب قبل ما يفض العمال إضرابهم والعمال مكنتش عايزة تنهي الإضراب غير لما تتنفذ مطالبها".

لكن الكلمة الأخيرة في الأزمة جاءت بتجاهل العمال ما قيل بحقهم وتقديم "حسن النية" حسب وصف "حسنين" –أحد القيادات العمالية بالشركة- وعودتهم للعمل مقابل ما أسفر عنه الاجتماع مع المسؤولين من إصدار منشور خلال أسبوع يوافيهم بما ستقوم به الإدارة بشأن مطالبهم، المتمثلة في العلاوة الاجتماعية التي لم يحصلوا عليها هذا العام، وبدل وجبة الغداء، وتوفير المواد الخام.

يؤكد القيادي العمالي الذي يداوم مهنته في الغزل والنسيج منذ 23 عامًا، أن تعطيلهم للإضراب جاء بإرادة حرة، ولم يكن هناك خوف إلا على مصلحة الشركة، فما ضرر يصيبها إلا يعود صداه على العمال، ويتذكر قول أحد العمال له اليوم قبل إنهاء الإضراب "بيتي معندش فيه جنيه" وقعت الكلمات مؤلمة على "حسنين" مما جعله يتغاضى غضب البعض من قرار العودة قبل لمس تحقيق المطالب.

قلق ينتاب الرجل الأربعيني، حال كثير من العمال كما يقول "مخاوفنا أن الإدارة لا تفي بوعودها"، يحاول "حسنين" أن يغفل "التعامل الغريب" مع إضرابهم هذه المرة "قبل كده مكنش يفوت أسبوع إلا لما الحكومة تبعت مندوب إن مكنش الوزير يبقى اللي تحته لكن المرة دي مفيش حد سأل فينا"، يرى أن ذلك ما سبب في إطالة أمد الأزمة وغضب العمال، فيما لا يأمل أن تلقى مطالبهم التجاهل "لأن الإضراب لو اتعمل تاني هيبقى أصعب"، حينها ستسقط الثقة في الحكومة مهما حاولت تقديم الوعود.

وكانت هناك مخاوف من الملاحقات الأمنية والإدارية إذا تم فض الإضراب، لكنها تبددت نوعًا ما، بعدما قام مفوض الشركة المهندس حمزة محمد بالمرور على العمال بالأمس واليوم والتأكيد لهم أن ذلك لن يحدث كما يقول العامل الذي رفض ذكر اسمه، متفقًا مع "حسنين" أن كل المخاوف تنصب حول تنفيذ المطالب من عدمها.

أما "دسوقي" أحد عمال الشركة، يقول إنه يترقب الأمر، فلا يستطيع الحكم على رد فعل المسؤولين بالوقت الحالي قبل أن يخرج المنشور، متمنيًا أن "الكل يبقى مرضي". ما أراد العمال يومًا تعطيل مصدر رزقهم كما يقول "دسوقي".

يعمل الرجل الأربعيني في الشركة منذ 25 عامًا، تتلخص كل أمانيه في "أن كل واحد ياخد حقه وخلاص"، ويجد أن "الاستفزاز" هو ما يثير العمال التي لا ترغب سوى في "كلمة تراضيها وتشتغل"، بينما ما يجدوه هو العكس في تصريحات المسؤولين على غرار أن "العمال ملهومش حق.. بيقبضوا قبض عالي"، أو أنهم "يلون دراع الحكومة"، فيما يتفق العاملون فش شركة غزل المحلة أن بلوغ مرحلة الإضراب في الغالب ما يكون مدفوعًا من المسؤولين "لما العمال تاخد حقها بالإضراب تبقى بتقول لهم إن دي الوسيلة الوحيدة قدامهم" كما يقول عامل رفض ذكر اسمه، معتبرًا أن تجنب خطوة التفاوض قبل الإضراب تدلل أن "المسؤولين عايزين يدخلونا نطاق سياسة مش عمال" وهو ما يرفضه العاملون في الشركة حسب قولهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان