إعلان

في أول عرض لـ"باليه الصعيد".. قصة الولد الوحيد بالفريق

01:15 م الخميس 31 أغسطس 2017

أول مدرسة باليه بالمنيا

كتبت- شروق غنيم:

بينما يستعد أهل المنيا مساء اليوم لاستقبال أول عرض باليه في مدينتهم، تنفض لليان عبدالله عن ابنها -ذي التسعة أعوام- التوتر، تشجعه بأنه سيؤدي بشكل جيد أمام الجمع والشخصيات الهامة، مثلما فعل خلال تدريبات العامين المنصرمين، تعلم أنها ستفخر بصغيرها على أية حال، وهو الذي تجاوز كل السخافات لمجرد كونه "ولد بيرقص باليه في الصعيد".

حينما أعلن فريق "ألوانات" منذ عام عن تأسيس أول مدرسة باليه بالمنيا بشكل احترافي، كانت بمثابة طوق نجاة لشغف مارك مينا بذلك الفن، انجذب الطفل إلى إيقاع الموسيقى وانسياب الجسد على وقعها، غمره الشعور بالانبساط بينما يرتدي حُلة الباليه البيضاء ويستعرض ما تعلمه على أنغام عمر خيرت.

بدت الفكرة بالنسبة للأم منذ البداية "مجنونة" لكن على نحو مُحبب، فبعد أن عاشت كل هذه الفترة في المدينة لم تتخيل قط "إن يكون في باليه في الصعيد"، لكن حماسها ذلك تخلله انتقادات مُرة من قِبل الأهل والأصدقاء "كان بيتقالي إزاي توافقي إن ابنك يكون رقّاص؟".

1

تعرض ابن التسعة أعوام إلى تنمُر في مدرسته الابتدائية "زمايل ليه بقوا يقولوله إنت بنت" وبعضهم تجنب الحديث معه، لكن الأم كانت تقف بجوار صغيرها باستمرار، حاولت إقناع العائلة وأهالي زملائه بأن ما يفعله لا عيب فيه "وإن اختياراته حق له وحده ومحدش من حقه يتدخل فيها أو ينتقدها".


تحّدت لليان كل الرفض الذي تعرضت له هي ومارك، الولد الوحيد في صفوف مدرسة الباليه، أخبرته أن "كلام الناس مش مهم. مادام بتعمل اللي إنت بتحبه لازم تكمل فيه وتنجح"، فيما كان فريق ألوانات موجود بشكل دائم لدعم الصغير معنويًا وفنيًا.

على مدار يومين، تدرّب مارك مع فريقه داخل مسرح المحافظة حتى يألف المكان ويتناغم معه، ساعده في كسر رهبة الرقص أمام جمهور، حينما شارك في فعاليات الأسبوع المصري الألماني لصعيد مصر، العام الماضي على مسرح جامعة المنيا "وبحسب كلام اللي حضروا، فأدائه كان حلو".

2

وبحلول السابعة مساء اليوم، ستنفرج ستائر مسرح محافظة المنيا، سيطل 45 فردًا من مدرسة ألوانات للباليه، تتراوح أعمارهم من أربعة أعوام والـ18، بالرداء الأبيض ليؤدوا أول عرض باليه في الصعيد تحت اسم سندريلا "هيكون حدث مهم، وصداه مسمّع مش بس في الصعيد"، تعتقد لليان.

كان مارك مشاركًا بأنشطة رياضية مختلفة، لكن بعد انضمامه لمدرسة ألوانات للباليه، آثر ذلك الفن وخصص كل وقته له، صار من حين لآخر يتصفح مقاطع فيديو لراقصي باليه محترفين، وبينهم رقصة بحيرة البجع بشكل أساسي، وعروض أخرى تُقام على مسرح دار الأوبرا، يتمنى أن يكون بينها يومًا ما.

يأتي عرض اليوم ليتشكّل حلم مارك بأن يُصبح فن الباليه هو مستقبله، فيما تحمل الأم فخر بفعالية اليوم "ومهما عمل هكون مبسوطة بيه، لإنه هيوصل ابني لخبرة أجمل وخطوة أقرب، وأنا دايمًا وراه لحد ما يوصل للي هو عاوزه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان