"الأتوبيس والميكروباص" ملاذ ركاب المترو بعد رفع أسعار التذاكر (معايشة)
كتبت – نانيس البيلي:
على بعد أمتار قليلة من أولى محطات الخط الأول لمترو الأنفاق، كان "موقف المرج الجديد" يشهد إقبالاً أكبر من المعتاد من جانب المواطنين لاستقلال أتوبيسات النقل العام والميكروباص، في اليوم الثاني لتطبيق قرار زيادة سعر تذكرة المترو وأول يوم عمل في الأسبوع، وهو ما فسره ناظر المحطة وسائقون بأنه البديل الأوفر.
"الركاب سابوا المترو وجم لينا" يقول شاكر محمد، ناظر محطة المرج الجديدة لأتوبيسات النقل العام التي تمر بمناطق (عبود، رمسيس) وصولاً إلى موقف أحمد حلمي.
ويوضح الرجل صاحب الـ 54 عاما لمصراوي أن سعر تذكرة الأتوبيس المعروف بين الركاب بـ"أتوبيس الـ3 تسعات" تبلغ جنيهان ونصف، في حين أن المواطن سيدفع الضعف لشراء تذكرة المترو التي توصله إلى ميدان رمسيس (محطة الشهداء).
وبحسب "شاكر"، دفعت هيئة النقل العام، منذ صباح اليوم، بـ4 أتوبيسات خط (المرج الجديدة – أحمد حلمي): كتعزيز للمَوقَف الحيوي "عشان يغطوا توافد وإقبال الناس على المحطة، لأني شغال جامد النهاردة وعندي عدد ركاب كتير".
مساء الخميس الماضي، أعلنت وزارة النقل، رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، وتقسيم المحطات إلى 3 شرائح.
وشمل الحد الأدنى لتذكرة المترو 3 جنيهات للشريحة الأولى والمحددة من محطة واحدة إلى 9 محطات، و5 جنيهات للشريحة الثانية بمجموع 16 محطة، و7 جنيهات للشريحة الثالثة والتي تبدأ من 16 محطة فأكثر.
"زحمة وفوضى"
أمام شباك قطع التذاكر بمحطة مترو المرج، كان الزحام والتكدس هو السمة المسيطرة، وامتدت الطوابير لعشرات الأمتار وهو ما زاد من غضب الركاب أكثر بجانب حنقهم من أسعار التذاكر بعد الزيادة.
وشهدت عملية بيع التذاكر بطأً شديدا، بسبب استغراق معظم الركاب وقتًا طويلاً سواء للاستفسار عن الأسعار الجديدة ومعرفة شريحة التذكرة التي من المفترض أن يدخلوا ضمنها حسب عدد المحطات.
كما سادت حالة من فوضى التنقل بين الشبابيك المخصصة لبيع الشرائح الثلاثة بسبب عدم معرفة عدد كبير من المواطنين.
تعزيزات أمنية
سيارة تابعة لوزارة الداخلية تمركزت أمام بوابة دخول المحطة وبجوار الطوابير المصطفة أمام شبابيك التذاكر، كما انتشر عدد من أفراد وضباط الشرطة بطول مدخل محطة المترو.
وفي الداخل على الأرصفة الثلاثة تفقد عدد من القيادات الأمنية والشرطة النسائية استقرار الأوضاع وأعطوا تعليمات بمنع وقوع مشاحنات سواء بين الركاب وبعضهم أو مع موظفوا المحطة.
وبحسب ما ذكره أحد أفراد الشرطة لمصراوي، وقعت بعض المشادات صباح اليوم بين الركاب ومسؤولين عن قطع التذاكر احتجاجًا على قرار زيادة أسعارها "بس سيطرنا عليها، وبعدها كل شوية نلاقي واحد بيزعق أو بيحاول يشد فبنمنعه إنه يعمل فوضى".
ويضيف أنهم يتوقعون أن يستمر غضب المواطنين حتى نهاية الأسبوع.
"الميكروباص.. أرخص كتير"
سيارات الميكروباص بالموقف كانت هي الأخرى حلا بديلا لجأ إليه عدد كبير من ركاب المترو بحثًا عن الأرخص والأكثر راحة، بحسب ما ذكره عدد من السائقين، منهم "عاطف" الذي يعمل على خط (المرج الجديدة - المؤسسة) فيقول "فيه زيادة شوية علينا أكتر من أي يوم، وهيبقى الإقبال كله على أتوبيسات النقل العام لأنها أرخص كتير"
حسبة بسيطة، يفسر بها الشاب الثلاثيني إقبال ركاب المترو عليهم، يوضح أن سعر تذكرة المترو للوصول إلى محطة المؤسسة "شبرا" تبلغ 7 جنيهات وهي الشريحة الثالثة التي تبدأ من 16 محطة، في حين تعريفة الميكروباص لذات المسافة هي 3 جنيهات ونصف.
أما المسافر الذي يريد الذهاب إلى موقف عبود، سيكون الميكروباص هو الأوفر له، وفق "عاطف"، عن طريق استقلال سيارة إلى المؤسسة بـ3 جنيهات ونصف ثم ميكروباص آخر أجرته جنيهان "يعني أرخص من المترو بجنيه ونص، دول يفرقوا مع الناس الغلابة".
وتصل سيارات الميكروباص بالموقف الشهر إلى عدد من المناطق الحيوية بالقاهرة والجيزة منها (المؤسسة، الزاوية الحمراء، الهرم، الرماية، شبرا الخيمة".
قبل الزيادة، كان عدد كبير من الركاب يستقلون المترو للوصول إلى شبرا الخيمة (محطة المؤسسة)، بحسب ما يوضح "مصطفى" سائق ميكروباص بذات الخط، يقول إن المشوار بالمترو يستغرق 45 دقيقة للوصول إلى محطة رمسيس ثم التبديل منها إلى الخط الثاني "وكل ده كان بـ2 جنيه".
بينما اختلف الأمر بعد القرار، فيقول إن تعريفته نصف ثمن تذكرة المترو للوصول إلى محطة المؤسسة "7 جنيهات"، وفي نفس الوقت لا تستغرق سوى 10 دقائق على الأكثر "الزبون بقى يقولك لأ هلف ساعة ليه، طب ما أنا أخدها في خمس دقايق بالعربية وبنص ثمن التذكرة.. يعني الميكروباص أسرع في الوقت وأوفر في الفلوس".
"عماد" سائق ميكروباص خط (المرج الجديدة – الزاوية الحمراء)، يقول إن هناك إقبال كبير من الركاب على الخط الذي يعمل عليه، منذ أمس الجمعة: "الناس بيجولي من إمبارح من ساعة المترو ما غلي".
ويوضح أن تعريفة الميكروباص للوصول إلى الزاوية الحمراء هي 3 جنيهات ونصف، بينما سيستقل الراكب المترو حتى محطة حدائق القبة ويشتري تذكرة فئة 5 جنيهات، ثم يستقل مواصلة بجنيهين "يعني المشوار بالمترو واقف بـ7 جنيه، لكن الميكروباص أوفر وهيركب يبقى قاعد مرتاح بدل الزحمة".
فيديو قد يعجبك: