أمام ستاد القاهرة.. أبناء جنوب أفريقيا "بيشجعوا اللعبة الحلوة"

كتبت - رنا الجميعي ودعاء الفولي:
جانب إحدى بوابات ستاد القاهرة الدولي كان "تومي" يلتقط صورة لصديقه "سباتوالي"، فيما علق الشابان علم بلديهما جنوب أفريقيا فوق كتفيهما، تعتريهما الحماسة والخوف من المباراة التي يصفانها بالصعبة "منتخب مصر ليس سهلا اللعب معه"، يتمنيان فوز فريقهما اليوم، لكنهما سعداء بتجربة التواجد في مصر على كل حال.

تلك المرة هي الأولى للصديقين في مصر. لا يفوتان فرصة لحضور مباريات سواء عالمية أو أفريقية "ندخر المال قبل كل بطولة هامة لنذهب"، يحكي "تومي" لمصراوي.

ما أن عرف الصديقان عن البطولة التي ستقام في مصر حتى استعدا بشكل جيد، فالأمر بالنسبة لهما لم يكن كروياً فقط "زُرنا أماكن سياحية جميلة داخل مصر"، يعدد "سباتوالي" المزارات، بدءً بنهر النيل، المتحف المصري، وحتى الأهرامات، إذ يضحك قائلاً: "ركبنا الجمل وكانت تجربة رائعة"، فيما جربا الكثير من الطعام المصري "أحببنا الخبز التقليدي هنا للغاية".

رحلة طيران استمرت حوالي ١٠ ساعات من مدينة جوهانسبرج في جنوب أفريقيا حتى القاهرة، وصلت تكاليف الرحلة للشخص الواحد بما يُعادل ١٥ ألف جنيهًا مصرياً شاملة كل شيء، لكن الشابين لا يزعجهما المبلغ فقد حضرا كل مباريات فريقهما إلى الآن "وهذا هو الأهم بالنسبة لنا".

داخل الاستاد، يندمج الصديقان في التشجيع، يرقصون ضمن ١٠٠ مشجع آخر من بلدهم، يغنون كلمات من تراثهم الأفريقي، لا سيما أغنية "شوشولوزا"، التي تعني "تقدموا تقدموا".

ما أن يُسأل أحد الشابين عن تمنياتهما للمباراة، يرد "تومي" أن منتخبه سيفوز بخمس نقاط مقابل لا شيء، قبل أن يقاطعه صديقه "ولكن هذا مستحيل بسبب قوة الفريق المصري"، وضع الصديقان خطة للبطولة، فإذا تأهل فريقهما للدور القادم سيمكثان في مصر "ولو خسرنا اليوم سنعود للوطن لكننا سنشجع المنتخب المصري".

تلك الروح الرياضية تمسك بها موسى أيضًا. يدرس صاحب الخمسة وعشرين عامًا في جامعة الأزهر، جاء من جنوب إفريقيا منذ ٤ سنوات للدراسة، فيما يتابع الكرة بين حين وآخر "ما أن علمت بوجود منتخب بلادي هنا حتى حضرت"، فتلك المرة هي الأولى له لحضور مباريات في مصر.

على عكس "سباتوالي" و"تومي" لا يتفائل الطالب الأزهري بأداء منتخبه اليوم "مصر لديها محمد صلاح وتريزيجيه وغيرهم من اللاعبين الجيدين".

بسبب استقراره داخل مصر، زار موسى الكثير من الأماكن السياحية والتراثية، لكن تجربة الحضور للاستاد مختلفة "أفضل شيء هو جودة التنظيم"، يوقن الشاب أن وجود هوية لكل مشجع أمر جيد "يضمن ذلك أن نجد مقاعد نجلس عليها دون أزمة".

أنهى موسى دراسته في الأزهر، وبقي داخل مصر فقط ليحضر البطولة، لذا ما أن تنتهي سيعود لبلاده "سأخطط لزيارة مصر مرة أخرى فالشعب هنا داعم ولي أصدقاء كُثر".