في "الأمم الأفريقية".. كيف صممت مهندسة مصرية ألوان مقاعد ستاد القاهرة؟
كتبت-دعاء الفولي:
قبل أسبوعين من بطولة كأس الأمم الإفريقية، استقبلت المهندسة داليا الأجهوري اتصالا هاتفيا من مديرها السابق في شركة "ستاديا"، أخبرها أنهم بحاجة لتصميم تبتكره لألوان مقاعد استاد القاهرة الدولي، الذي تُقام عليه البطولة. كان الوقت يداهمها وأمامها عمل كثير، لكنها قبلت التحدي ونجحت في تصميم ألوان 80 ألف مقعدًا.
تلك المرة ليست الأولى لداليا في التعامل مع الملاعب "شركتنا متعاقدة مع وزارة الشباب والرياضة وبتصمم أغلب الملاعب الموجودة". صممت الشابة ملعب الصالة المغطاة في استاد القاهرة، كذلك ساهمت في تصميم استاد العاصمة الإدارية والذي لم يتم افتتاحه بعد "بس كأس الأمم كانت أصعب لأن الوقت ضيق".
كانت مهمة داليا تقتضي بتصميم ألوان مقاعد الاستاد، حيث تم تحديد تلك الألوان من قبل الشركة الاستشارية "إي سي جي"، أراد القائمون على الشركة الجمع بين الألوان الباردة والساخنة، اختاروا البرتقالي والأزرق بدرجاتهما "قررنا إنهم يكونوا متدرجين من البرتقالي الأفتح لحد الأزرق الغامق فوق"، أحبّت داليا الألوان "عشان اللونين دول مع بعض مبهجين وملفتين ومش مزعجين للعين".
لم تكمن صعوبة ما تقوم به داليا في الوقت فقط "كنت بطبق باليومين عشان أخلص"، بل في التعامل مع الكم الفائق من المقاعد "مينفعش نصمم ألوان مجموعة كراسي على بعضها.. كنت بلون كرسي كرسي"، كان الأمر مُرهقا، لكن شعور التعب زال ما إن أنهت عملها ونال إعجاب الشركة، قبل أن تأتي مرحلة التنفيذ "ساعتها كان نفسي أتواجد في الاستاد عشان أتفرج على الشغل"، إلا أن زملاءها هناك أرسلوا لها صورا لترى نتيجة جهدها.
عندما بدأت البطولة في يونيو الماضي، وضعت داليا يدها على قلبها "كنت خايفة من ردود فعل الجمهور على ألوان الكراسي وتصميمها"، إلا أن كلمات رواد موقع فيسبوك أثلجت صدرها "بقوا يقولوا مين عمل ألوان الكراسي كدة؟ الاستاد شكله نوّر، وتدريج الألوان جميل"، فوجئت أيضا بأكثر من فنان وشخصية عامة يشيدون بالمقاعد، ما دفعها لنشر التصميم الذي عملت عليه ببرنامج الأوتو كاد ليعرف المتابعون أنها من قامت به.
حتى وقت قريب، لم تكن داليا قد ذهبت للاستاد، حتى استطاعت الحصول على تذكرة لمباراة مصر وأوغندا "لما دخلت الاستاد حسيت بفرحة غريبة.. لما نشوف الحاجة على الطبيعة غير الصور"، كانت داليا تشعر بالفخر كلما سمعت تعليقا جيدا على شكل الاستاد من المشجعين، فيما ما زال الامتنان يصاحبها بسبب إتاحة تلك الفرصة "دي بطولة مهمة وناس جايين يشوفونا من بره مصر"، لا سيما وإن الشكل الحالي للاستاد لن يتغير بعد انتهاء الحدث.
فيديو قد يعجبك: