مراكز الشباب أقوى من الأهلي والزمالك.. من يحدد مصير كرة القدم المصرية؟
كتب - عبد القادر سعيد:
يترقب جمهور كرة القدم المصرية حدوث تغييرات جذرية في إدارة اللعبة الأولى في البلاد، أملاً في تحسن ملموس قبل انطلاق تصفيات كأس العالم 2022.
هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري تقدم باستقالته ورحل مع أغلب أعضاء مجلس الإدارة، لتصبح مقاعد إدارة كرة القدم في مصر خالية تماماً.
ثروت سويلم المدير التنفيذي الذي جاء بالتعيين من قبل، سيتولى مهمة رئاسة الاتحاد وإدارة الكرة المصرية لحين انتخاب رئيس جديد وأعضاء لمجلس الإدارة لاحقاً.
الرئيس المؤقت أكد أن انعقاد الجمعية العمومية الجديدة لن يحدث قبل ثلاثة أشهر، على أن تكون الانتخابات تكميلية لمدة سنة واحدة، وبعدها تُجرى انتخابات جديدة في 2020.
اتحاد الكرة استقال بعد خسارة مصر الكارثية أمام جنوب إفريقيا بهدف نظيف في بطولة كأس الأمم الإفريقية بالقاهرة ووداع المسابقة مبكراً للغاية من ثمن النهائي.
لكن قبل أن يستقيل الاتحاد، جاء بانتخابات وبأغلبية أصوات الجمعية العمومية، ثم حدثت انتخابات تكميلية بإضافة أعضاء أخرين من بينهم نائب الرئيس أحمد شوبير.
والجمعية العمومية تتشكل من الأندية ومراكز الشباب التي يحق لها التصويت من أجل تحديد مصير كرة القدم المصرية، واختيار قمة الهرم الإداري لها.
اتحاد الكرة المستقيل ساهم في زيادة عدد أعضاء الجمعية العمومية إلى 258 نادياً، وكان ذلك في 30 أكتوبر 2018، بعد إضافة 36 نادياً جديداً.
وفي 23 فبراير 2019 اعتمد الاتحاد المصري لكرة القدم زيادة أخرى لعدد أعضاء الجمعية العمومية باعتبار كل أندية القسم الأول والثاني والثالث أعضاء في الجمعية العمومية بشكل تلقائي.
وبالنظر إلى قرار اتحاد الكرة الصادر في 17 أبريل عام 2005 بزيادة عدد الأندية التي تملك مصير كرة القدم المصرية إلى 49 نادياً بإضافة تسعة أندية جديدة، سنجد أن هناك زيادة هيستيرية في السنوات الأخيرة ساهمت تضاعف أعداد أعضاء الجمعية العمومية أكثر من مرة.
وبسبب إضافة اتحاد الكرة لمزيد من الأندية ومراكز الشباب التي تُمثل أصواتاً انتخابية بالنسبة له، تضائلت فرصة الأندية الكبرى والمؤثرة في كرة القدم المصرية في تحديد المصير.
فقد أصبح الأهلي والزمالك لهما صوتان فقط من أصل ما يقرب الـ300 صوتاً، بعد أن كانا لهما صوتين من أصل 40 فقط في عام 2005 على سبيل المثال، وقت أن كان يمكنهما التأثير بكوادرهما الإدارية على الأندية الأخرى القليلة من أجل اختيار أمثل وأنسب للكرة المصرية.
وباتت مراكز الشباب والأندية التي تنافس في القسم الثالث تشكل تحالفات وكتل تصويت لا يمكن أن يُضاهيها الأهلي والزمالك بصفتهما أكبر أندية مصر على الإطلاق.
وحتى لو نجح قطبا كرة مصر في استقطاب أندية الدوري الممتاز فلن يصبح لهم تأثيراً إذا ما قررت الأندية ومراكز الشباب الأخرى الاتفاق على التصويت لمرشح بعينه لسبب ما.
وإذا كنا ننظر إلى كرة القدم بأمل وشغف في التغيير واقتلاع جذور الفساد والإهمال التي أطاحت بأحلام ما يقرب من 100 مليون مصري في أمم إفريقيا منذ أيام، فإنه لا بد أن نجد حلاً أخر في آلية تحديد مصير اللعبة، وربما يكون في تقليص عدد أعضاء الجمعية العمومية حلاً مناسباً.
فيديو قد يعجبك: