تصفيات أفريقيا تحت 20 عاما- شمال أفريقيا
الجزائر - شباب

الجزائر - شباب

- -
20:00
مصر - شباب

مصر - شباب

تصفيات أمم أفريقيا
الجزائر

الجزائر

- -
18:00
ليبيريا

ليبيريا

دوري القسم الثاني-أ
منتخب السويس

منتخب السويس

- -
14:30
المقاولون العرب

المقاولون العرب

دوري القسم الثاني-أ
المنصورة

المنصورة

- -
14:30
المصرية للاتصالات

المصرية للاتصالات

جميع المباريات

إعلان

رحلة الحصول على كأس العالم| كيف حقق "صغار اليد" ما أخفق فيه كِبار كرة القدم؟

08:05 م الأربعاء 21 أغسطس 2019

فوز ناشئي اليد بكأس العالم

كتب- مارينا ميلاد ومصطفى الجريتلي:

10 فبراير 2001

يظهر مذيع رياضي شهير على شاشة إحدى المحطات التليفزيونية ليستهل مقدمة حلقته: "اختتمت يوم الأحد الماضي في العاصمة الفرنسية بطولة العالم السابعة عشرة لكرة اليد بفوز الفريق الفرنسي باللقب، وبمشاركة عربية واسعة، فمصر أحرزت المركز الرابع وبات فريقها أول منتخب من خارج القارة الأوروبية ينجح في اقتحام المربع الذهبي العالمي. هذا الإنجاز يقتضي تسليط الضوء على التجربة المصرية الناجحة في رياضةٍ كان الكثيرون يعتبرونها من "رياضات الظل"، ومع ذلك تحقق فيها ما يفوق بمراحل ما حققناه في كرة القدم، التي تحظى بأغلب الاهتمام والدعم. للحديث عن هذا الإنجاز المصري، معي في الأستديو قائد منتخب مصر اللاعب أحمد بلال، وعلاء السيد مدير المنتخب المصري".

في هذا الوقت، انتبه الجميع لفريق مصري مميز قوامه لاعبون أمثال "حسين زكي مجدي أبوالمجد، وحارس المرمى حمادة الروبي" ومديرهم علاء السيد. وربما لسان حالهم: "هذا فريق ينبئ لسنوات مقبلة أكثر إنجازًا"، لكن المفاجأة أن ذلك لم يحدث بقدر تلك التوقعات، فالسنوات التي تلت بطولة 2001، لم يملك فيها لاعبو اليد –منتخبًا- سجلًا مليئًا بالإنجازات الكبيرة، إنما فقط أداءً مشرفًا أو نجاحًا متواضعًا، حتى دارت الدائرة هذا العام، وصاروا محط أنظار العالم مرة أخرى بنفس الأسماء الأربعة.

2001 ____  1

فبعد نحو شهر على الخروج "المُحبط" لمنتخب مصر الأول لكرة القدم من دور الـ16 لبطولة كأس أمم إفريقيا، التي استضافها على أرضه؛ وجد الجمهور في فريق آخر لم ينل اهتمامه بقدر فريق كرة القدم، ما يستحق متابعته وتشجيعه، وهو منتخب مصر لكرة اليد بفئاته الثلاث: كبارًا، شبابًا، وناشئين. فالعام الذي شهد إخفاقًا قويًا للمنتخب الأكثر شعبية، كان هو "العام الاستثنائي" في تاريخ لعبة كرة اليد في مصر الذي بدأ عام 1957؛ إذ حصل منتخب الكبار على المركز الثامن في بطولة كأس العالم بالدنمارك، يناير الماضي، بعد غياب منذ بطولة 2001. أما منتخب مصر للشباب فحصل، يوليو الماضي، على برونزية كأس العالم بإسبانيا بعد غياب أيضًا منذ تتويجه بكأس العالم عام 1993؛ ليأتي منتخب الناشئين بإنجازه الأكبر وحصوله على كأس العالم، الأحد الماضي.

ليتكرر ما أورده المذيع في مقدمته قبل 18 عامًا بأن "ما يسميه البعض بـ"رياضات الظل" قد نحقق فيه ما يفوق بمراحل ما حققناه في كرة القدم"، ويتكرر معه كلمات مدير المنتخب آنذاك علاء السيد التي قالها في الحلقة، وأعادها هذه الأيام بصفته رئيس لجنة المنتخبات: "لا يوجد شيء صدفة".

قبل سنتين من البطولة

فاز هشام نصر، بمنصب رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد في الانتخابات التي أجريت بمقر الاتحاد، وفاز مؤمن صفا بمقعد أمين الصندوق، وفي العضوية اكتسحت قائمة نصر كل المقاعد. وتعهد رئيس الاتحاد الجديد بإعادة اللعبة المصرية إلى مكانتها العالمية واستعادة أمجاد جيل 2001، وأكد أن مهمة المجلس الحالي صعبة للغاية؛ لأن عليه الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2021، وإعداد كل منتخباته لتكون قادرة على المنافسة في البطولات العالمية، مشيراً إلى أن السر يكمن في الاهتمام بقطاعات الشباب والناشئين.

بدأ نصر بوضع خطتيه "القصيرة والطويلة"، وكيفية الاستعداد لبطولة الأمم الأفريقية المقبلة بالجابون. لكن لم يكن أمامه سوى الدعم المادي الذي تقدمه له وزارة الشباب والرياضة في حدود الإمكانيات المتاحة لهم، وعليه أن ينفق منه على رواتب المدربين الجدد والمعسكرات الخارجية، التي قرر أن يكثفها لحاجة لاعبيه لها قبل مواجهاتهم الدولية.

Egyptian team

قبل سنة ونصف من البطولة

كان علاء السيد، عضوًا بلجنة المسابقات بالاتحاد الدولي لكرة اليد بعد أن ترك عام 2008 منصبه مديرًا للمنتخب، حتى طلب منه هشام نصر ذات يوم أن يأتي ليصبح رئيسًا للجنة المنتخبات ويتعاون معهم لتجهيز المنتخبات الثلاثة في أسرع وقت ممكن.

يقول السيد: "كان أمامنا مهمة كبيرة وصعبة ووقت قليل جدًا؛ فأي فريق قوي يحتاج سنوات للتجهيز والاستقرار الفني والذهني، لكننا كان يجب أن نكثف الجهود ونختصر مراحل كثيرة لنكون مستعدين للبطولات".

جلس السيد مع مؤمن صفا، أمين صندوق الاتحاد، ليبحثا عن أفضل المدربين في ساحة كرة اليد المصرية والعالمية ليعتمدا عليهم في هذه المرحلة الصعبة، وقع اختيارهم على المدرب الإسباني ديفيد ديفيز لتدريب منتخب الكبار، ثم اختيار حسين زكي وهاني الفخراني مدربين مساعدين له، وتولى الأول مع حارس المرمى السابق حمادة الروبي مسؤولية المساعدة في تدريب منتخب الناشئين، الذي صار يقوده زميلهم اللاعب السابق مجدي أبوالمجد، وتولى الفخراني تدريب منتخب الشباب، ليكتمل بذلك التشكيل بالرباعي: زكي، الفخراني، الروبي، والسيد، الذي اجتمع مرة أخرى بعد بطولة 2001.

"اختيارنا لرموز اللعبة؛ لأننا نحتاج نقل خبراتهم للاعبين الجدد، ووجودهم لمساعدة المنتخبات الثلاثة جاء لتحقيق انسجام بين جميع الفئات، وحين يصعد الصغار لمنتخب الكبار يجدون الفكر الفني نفسه".. هكذا يقول هشام نصر عن تشكيل جهازه الفني. ويكمل عليه علاء السيد بأن "اختيار المدرسة الإسبانية في المنتخب الأول جاء بعد المفاضلة بينها وبين الفرنسية كونهما تناسبان طريقة اللعب لدينا، ولتكن إضافة جديدة بجانب مدربينا المصريين؛ لأنها مدرسة قوية جدًا من الناحية الدفاعية، وبها التزام تكتيكي رائع".

لم يقتصر الأمر على تلك الاختيارات بل أضافوا عليهم محللين للأداء الفني للاعبين، وهي الخطوة الجديدة التي يوضح السيد أنها في غاية الأهمية بالنسبة لهم؛ لأن المحللين يصورون كل المباريات ويعرضون على كل مدرب في الفئات الثلاثة مقاطع فيديو تخص كل لاعب أثناء اللعب، لتحليل أدائه وتوضيح الأخطاء الفنية لتفاديها لاحقًا.

____ 2 - _______

قبل 6 أشهر من البطولة

يمر عمر عطية (19 سنة)، الناشئ بالنادي الأهلى، كغيره من لاعبي فريقه والمنتخب بمرحلة هي الأصعب في حياته حتى الآن؛ فموعد امتحانات الثانوية العامة يقترب وعليه أن يستعد لها، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه التدريبات المكثفة والمعسكرات الخارجية التي تشمل دول "السويد، فرنسا، البرتغال، وإسبانيا" استعدادًا لكأس العالم، والتي حمسهم لها علاء السيد، ووصفها بـ"سفرية الأحلام" لتوقعه بمدى الاستفادة التي سيكسبها هؤلاء الصغار من الاحتكاك بالفرق الأوروبية.

شعرت والدته، التي تسانده دائمًا مع والده، بالتوتر الشديد، وطلبت منه لأول مرة أن يعطي تركيزًا أكبر لدراسته، فعلى الرغم من أن مستقبله بات معروفًا إلا أن عائلته كالباقين تريده أن يحصل على شهادة جامعية.

حاول عمر التوفيق بين وقت المذاكرة وحضور التدريبات، التي كانت على مدار 6 أيام في الأسبوع، مقسمة يومين للمنتخب وأربعة مع النادي، ذلك حسب برنامج الإعداد الذي وضعه علاء السيد ويلتزم به فئات اليد الثلاثة.

أصبح الشاب الصغير لا يرى أصدقاءه تقريبًا، ولا يأكل إلا ما يُسمح له به، لكن كل ذلك لم يزعجه: "بدأت لعب كرة القدم وأنا عمري 7 سنوات، ثم انتقلت إلى اليد بعدها بعامين، لعبتهما معًا حتى قررت أتفرغ إلى اليد، وانتقلت بين أندية المقاولون، اتحاد الشرطة، ثم الأهلي، لذلك اعتدت منذ هذا الوقت على ألا أملك وقتًا للترفيه، وأن يكون كامل تركيزي في الدراسة والتدريب فقط".

نجح عمر في الثانوية العامة وحصل على 83 %، لكنه لم يقرر حتى الآن أي جامعة سيلتحق بها، فلم يعد هدفه كما كان سابقًا وهو أن يصبح طبيبًا صيدليًا، إنما أي مجال يمكن أن يستكمل اللعب بجانبه.

عرف الثلاثي زكي، أبوالمجد، والروبي كيف يتعاملون مع الشباب صغار السن، بحسب ما يقول عمر: "كانوا يتحدثون معنا دائمًا، يمزحون إلى جانب العمل، وهذا ساعدنا كثيرًا".

فركز حمادة الروبي على بناء علاقة جيدة أولًا مع حارسيه: حميد ومؤمن خلال فترة التدريب والاستعداد، ثم توصيل توجيهات ومعلومات لهما بطريقة سلسة؛ لا تحمل صيغة التعليمات حتى يستجيبوا لها: "كل من مرني في الماضي ترك بصمة داخلي كونت خبرتي، لكنني أحاول تطوريها لتواكب طريقة اللعب الآن".

345

أول أيام البطولة

"هذه المرة لا نريد تمثيلًا مشرفًا إنما كأس العالم"..

اللاعب عمر عطية

كان منتخب الشباب قد حصل على برونزية كأس العالم بإسبانيا، وظهر بـ"أداء مشرف"، لكنّ عمر وزملاءه الناشئين -ورغم سعادتهم بزملائهم- لم يريدوا في رحلتهم إلى مقدونيا "أداءً مشرفًا" إنما "الكأس".

في هذا الوقت انشغل علاء السيد مع الأجهزة الطبية: "لدينا قمتان صعبتان للشباب والناشئين، والفارق 10 أيام، فاستطاع الطاقم الطبي عمل استشفاء سليم لأربعة لاعبين مشاركين في القمتين؛ ولعبوا بطولة أقوى في مقدونيا، هذه النقلة خلفها شغل بدني وطبي وفني كبير جدًا".

بالتزامن لم يكن هناك حديث بين الناشئين والمدربين في مقدونيا إلا الفوز بالكأس.. يقول عمر: "الجهاز الفني وعلى رأسه المدربان أبوالمجد وحسين زكي، دعما ثقتنا في أنفسنا وألا نخشى المنتخبات الأوروبية الأخرى، كما أن الروح بيننا كانت إيجابية".

فازت مصر في أولى مبارياتها بالبطولة أمام السويد، ثم خسرت أمام فرنسا وهي خسارتها الوحيدة، حيث عادت لتفوز مرة أخرى على الصين، سلوفينيا، آيسلندا، البرتغال، وأخيرًا ألمانيا.

ذاق منتخب ناشئي اليد -لاعبين ومدربين- طعم النجومية والتشجيع بعد سنوات من عدم الاكتراث، وصار بإمكانهم ناشئين وشبابًا وكبارًا أن يكونوا في دائرة مراهنات الجمهور ككرة القدم.

الكل سعيد بالفوز لكن وقت يهدأ الزخم، يفكر كل شخص حسب موقعه فيما بعد ذلك. يتمنى رئيس الاتحاد هشام نصر أن يصبح الاهتمام متكافئًا بينهم وبين كرة القدم، أن يأتي الرعاة إلى عندهم ويزيد الدعم. يتمنى اللاعب عمر عطية أن يستمر اهتمام الناس بهم؛ ليشعر أنه لا ينقصه شيء عن لاعب كرة قدم؛ ليحقق شعبية. يتمنى رئيس لجنة المنتخبات أن تنجح خطته التي بدأها للنهاية في مونديال 2021. تزيد سعادة مدرب الحراس حمادة الروبي بعد حصول حُميد على لقب أفضل حارس مرمى بالبطولة ومن ناحيته يأمل أن يطوروا أداءهم أكثر: "اللاعب الذي تربى على أن له أهدافًا كبيرة يتمنى أن يصل -مدربًا- بلاعبيه لنفس المستوى بل أفضل".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان