مونديال روسيا.. أحلام الشعوب على ظهور النجوم (صور)

كتب - أحمد جمعة:

تصوير - فريد قطب:

يشاهدون لاعبهم عبر شاشات التلفاز، ربما لا يعرفون القراءة أو الكتابة، ربما هم من أهل الصُم والبُكم، ربما هم عاجزون عن المشاهدة، لكنهم يعرفون جيداً قواعد لعبتهم التي يعشقونها، ويتذكرون دوماً أرقام لاعبيهم المفضلين، فربما لا تقترب الكاميرات من وجوههم، لكنهم يشعرون ويشاهدون ويرون الرقم المفضل للاعبهم في إحدى جوانب الكادر وهو ممسكٌ بالكرة، يكتسح بها الجميع، يراوغهم، يُبدد أحلام من أمامه من اللاعبين، النجم مع المنتخب رقم، يظل في أذهانهم حتى لو ودع مُنتخبه مُبكراً المونديال، أو ما زال ينافس بشراسة من أجل الحصول على اللقب.

على كاهل كل لاعب في مونديال روسيا أحلام وأماني شعبه. الجميع متطلع إلى الظهور الأمثل في المهرجان الكروي الأكبر بالعالم، وتبقى مفاتيح هذا الظهور مرتبطة بقدرات ومهارات أحد اللاعبين.

تختلف الطموحات والتطلعات؛ البعض يكفيهم الظهور المشرف أمام العالم، وآخرون يأملون في الصعود إلى المراحل النهائية في التصفيات، وصنف ثالث لا يرضون إلا بحصد الكأس ذات الـ 6.175 كيلو جرام من الذهب الخالص، ليتربعون على عرش الساحرة المستديرة لـ 4 سنوات كاملة.

في روسيا؛ تجمع نجوم العالم من شتى الفرق والدوريات، هذا كريستيانو رونالدو المتوهج بلقب الشامبيونزليج، يتألق مع البرتغال فيدفع بلاده إلى حصد 4 نقاط من مواجهتين بـ 4 أهداف أحرزها منفردًا. تثق جماهيره في عطائه، ويثق في دعمهم، ليستعرض احتفاله الشهير أمامهم ويظهر رقم قميصه "ronaldo 7".

وهناك ميسي؛ الذي قدم عروضاً خيبت آمال عشاق التانجو، فأهدر ركلة جزاء أتُيحت للأرجنتين في مباراتها الأولى أمام آيسلندا لتنتهي بالتعادل الإيجابي، ثم يتعرض لهزيمة "مُذلة" أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة، لتصبح الأرجنتين على بعد أمتار من الخروج من الدور الأول. يعتادون منه على مثل هذا الظهور، لتسقط رأس "البرغوت" على الأرض ويظهر رقم قميصه "messi 10".

وفي الأخير، محمد صلاح؛ أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي هذا العام، والذي عولت عليه الجماهير المصرية في انتشال الفراعنة إلى دور الـ 16، لكن إصابته حرمته من المواجهة الأولى أمام أوروجواي، قبل أن يلتحق بالتشكيل الأساسي في لقاء روسيا لكنه بدا غير جاهز بشكل كامل لتقديم عروضه واستعراضه، لتقع مصر في الهزيمة الثانية وتودع المونديال من دوره الأول، ليقف في مواجهة جماهير بلاده منكس الرأس ويظهر رقم قميصه "m.salah 10".

ستتذكر هذه الجماهير بالطبع أرقام قمصان أشهر لاعبيها، لكنها ستتذكر بالتوازي ما حققوه مع بلادهم. ستظل الأرقام محفورة في تاريخ هؤلاء النجوم، وستظل الجماهير تتحكاها لسنوات. لن ينسوا التضحيات، ولن يغفلوا أوقات السعادة التي أعطوها لهم، كما لن ينسوا لحظات الحزن التي بدت عليهم بعد خيبة الأمل.