لم يتم العثور على نتائج البحث

الدوري الأوروبي

الكمار

- -
19:45

جالاتا سراي

الدوري الأوروبي

توتنهام هوتسبر

- -
22:00

روما

الدوري الأوروبي

سلافيا براج

- -
22:00

فنربخشة

جميع المباريات

إعلان

في يوم ميلاد "زيدان".. المُهاجر الذي أهدى "مدينة النور" كأس العالم

08:24 م السبت 23 يونيو 2018

زيدان

كتب - محمد زكريا:

تخيل أن تتحول رقعة نومك، وسط ظلام الفقر، إلى ملعب كرة، يُحرز فيه ابنك هدفين، يُهدي بهما للبلد التي هجرت إليه، بطولة كأس العالم، لأول مرة في تاريخه. إنها الدراما بعينها! دعني إذًا أروي لك القصة بمناسبة حلول ميلاد بطلها.

هذا بالضبط ما قدمه زين الدين زيدان، لوالده، إسماعيل زيدان، ولفرنسا، الذي هاجر الوالد إليها من الجزائر عام 1954، إلى ضاحية سان دوني، الموجودة في باريس، مدينة النور كما يعرفها العالم، والتي احتضن ملعبها الرئيسي عام 1998، فوز فرنسا بكأس العالم، وشهدت أرضها الخضراء سطوع نجم اللاعب الفرنسي، الذي تنحدر أصوله من العربية، رغم العنصرية التي تبدت في حينها.

زيدان

الأمر كان مثيرًا منذ البداية. منتخب فرنسا، الذي يلعب له أصحاب البشرة السمراء وأبناء المهاجرين، يُقدم أداءً باهتًا في المباريات التحضيرية لكأس العالم، مما يُثير انتقاد المُحللين الرياضيين، لكن على المستوى الشعبي اتخذ الانتقاد مسارًا مُغايرًا.

كان الرفض شديدًا لاختيارات المدير الفني إيمي جاكيه، وعلى رأس الأصوات المُعارضة، جان ماري لوبان، زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني، والذي وصف الفريق بأنه مصطنع وليس فريقًا فرنسيًا حقيقيًا.

ما تبقى على بدء كأس العالم شهورًا قليلة، لكن الأجواء في الشارع الفرنسي ملتهبة. لم تُلعب المباراة الافتتاحية في العاصمة باريس، كما جرت العادة، اُختيرت مدينة مارسيليا، التي ولد فيها زيدان، والهدف كان إبعاد المنتخب عن الضغوط، واللعب أمام حشد متنوع من الفرنسيين، مُهاجرين كانوا أو أبناء البلد الأصلي.

تخطت فرنسا العقبة الأولى، وفازت على جنوب إفريقيا، لتتوارى الانقسامات وراء الثلاثة أهداف النظيفة، صارت الاحتفالات في الشوارع، الأغنياء والفقراء والطبقة الوسطى والعاملة، الكل مُتحد تحت العلم الفرنسي، من أجل بلوغ الحلم الذي طال انتظاره.

من فوز إلى فوز، كان الطريق مُمهد أمام فرنسا، الذي احتفل نجمها الأول، زيدان، أثناء انعقاد البطولة، بمرور 26 عامًا على ميلاده، يوم 23 يونيو 1972، فأل خير ربما، أخيرًا وصل "الديوك" إلى نهائي كأس العالم.

زيدان

في المباراة النهائية لكأس العالم، 12 يوليو 1998، لم يذهب والد اللاعب زيدان، إسماعيل، إلى مدرجات ستاد دو فرانس، كذلك لم يشاهد المباراة مع عائلته في المنزل، بل فضل الخروج بحفيده لوكا، ابن زيدان، إلى حديقة هادئة، تقي الطفل ذو العامين آثار الصخب الذي ملئ هواء البلاد في ليلتها.

"قضيت وقتًا طيبًا جالسًا على الكرسي لتهدئة حفيدي الذي غفا في النوم على ذراعي كالملاك، لكن ابني نور الدين كان يطالعني على آخر تطورات المباراة. أحرز زيدان هدفين في تلك المباراة. حينها همست للطفل: أه.. إنه والدك.. والدك"، هكذا قال إسماعيل في مذكراته التي نشرتها صحيفة إلموندو الإسبانية.

بدأت البطولة بثلاثة أهداف وانتهت أيضًا بثلاثة، فازت فرنسا في المباراة النهائية على البرازيل، وأحرز زيدان الهدفين برأسه، كان يوم حظ على اللاعب، ليحمل مع زملائه كأس العالم لأول مرة في تاريخ فرنسا، وتصبح مسألة التنوع العرقي بعد تحقيق اللقب موضوع ثناء وتميز بالنسبة للمجتمع الفرنسي والإعلام.

سادت الاحتفالات فرنسا لشهور، وتم عرض صورة زيدان على قوس النصر في الشانزليزيه، أمام أكثر من مليون مواطن فرنسي من مختلف الأجناس.

زيدان

اختلفت الأجواء كثيرًا في فرنسا، عنها قبل بدء كأس العالم، قلت سيرة العنصرية، حتى أن الفوز باللقب أدى إلى تراجع شعبية حزب الجبهة الوطنية اليميني، وخسارته لمقاعد إضافية في الانتخابات البرلمانية التي تلت البطولة. كانت لمسيرة زيدان عظيم الأثر على فرنسا، في الكرة، وخارج حدودها أيضًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان