من التاريخ- عندما خاطر أسطورة نيجيريا بحياته من أجل كرة القدم

كتبت- نورهان سراج:

المصري الدولي أحمد حسن كوكا، المحترف في صفوف ريو آفي البرتغالي، خضع مؤخرا لجراحة بسيطة في القلب، بعدما اكتشف حاجته لها أثناء إجرائه الكشف الطبي في نادي بنفيكا البرتغالي.

وبحسب التقارير الصحفية البرتغالية، فإن كوكا صاحب الـ22 عاما، لن ينضم لصفوف بنفيكا الموسم المقبل، بعد عدم تجاوزه للكشف الطبي، فضلا عن وجود عدد كافي من النجوم في صفوف الفريق.

وينتظر كوكا عقد جلسة مع المدير الفني لريو آفي لتحديد مصيره في الموسم المقبل، والحديث حول إماكنية إعارته حال انضمامه لفريق الرديف.

الجراحة التي أجراها كوكا في القلب أعادت إلى الأذهان، الأسطورة النيجيري "كانو"، اللاعب الذي أصبح سفيرا للنوايا الحسنة، وأنشأ معهد كانو لأمراض القلب الشهير في الولايات المتحدة، الذي يذهب إليه الأطفال المصابة بأمراض القلب من كل حدب وصوب لتلقي العلاج.

اللاعب النيجيري "كانو" بدأ تألقه في كرة القدم عندما قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم للشباب التي أقيمت في اليابان، تحت 17 عاما، عام 1993، لتنهال عليه العروض الأوروبية ويحصل نادي أياكس الهولندي على خدماته مقابل 250 ألف دولار.

بدأية المشوار

شارك كانو في 54 مباراة بالدوري الهولندي أحرز خلالهم 25 هدفاً، فدفع تألق كانو مع أياكس، نادي انتر ميلان لشرائه عام 1996، مقابل 4.5 مليون دولار، لتعد نقلة كبيرة في حياة اللاعب النيجيري.

أيضا شهد نفس العام تألق كانو مع المنتخب الأوليمبي عندما قاد النسور إلى الفوز بالميدالية الذهبية بعد التغلب على الأرجنتين في المباراة النهائية بالهدف الذهبي.

كابوس المرض

ولكن سرعان ما تحولت حياة كانو إلى كابوس حقيقي، عندما اجرى الكشف الطبي السنوي الدوري، ليكتشف وجود عيب خلقي في القلب، فضلا عن إصابته بخلل في أحد صمامات القلب الذي من شأنه منعه من ممارسة أي مجهود.

اقتنع اللاعب في البداية أن حياته في ملاعب كرة القدم قد انتهت، بعدما رفض الأطباء إجراء عملية جراحية له في صمام القلب، نظرا لخطورة الجراحة.

كانو يغامر

وذات يوم، أعلن أحد الأطباء الأمريكان، أنه على استعداد لإجراء الجراحة للاعب، متعهدا بأنه سيعيده إلى الملاعب مرة أخرى، فلم يتردد كانو في المخاطرة بحياته أملا في العودة للساحرة المستديرة.

الطبيب الأمريكي وفى بوعده، ونجت الجراحة، وعاد الأسطورة النيجيرية للملاعب مرة أخرى، ولكنه عندما عاد لنادي انتر ميلان، أشفق عليه الجميع وشعروا بأنه مريض قلب لن يستطيع أن يقدم ما لديه ثانية.

جلس كانو على دكة البدلاء ولم يشارك في أي مباراة موسم 1996-1997، ولم يستسلم النيجيري، فعندما جاء الموسم الذي يليه أصبح كانوا بكامل ليقاته وقدرته، وعلى الرغم من أنه لم يشارك سوى في 11 مباراة أحرز خلالهم هدفا وحيدا، إلا أن آرسنال الإنجليزي استعار اللاعب، ليتألق في صفوفه ويحرز 6 أهداف خلال 12 مباراة، ثم عاد للانتر مجددا وشارك في مباراة وحيدة بنهاية موسم 1998-1999 ليترك الفريق ويغادر الدوري الإيطالي، ويبدأ مشوارا جديدا في الدوري الإنجليزي بعدما وقع لأرسنال مقابل 4.2 مليون جنيه استرليني.

أحرز كانو ثنائية مع آرسنال في موسم 2002-2003، (الدوري والكأس)، ثم انتقل بعدها لويست بروميتش.

كانو السفير

لم ينس كانو ما عانى منه، فأنشأ معهد للقلب تحت اسم "مؤسسة كانو لأمراض القلب" عقب إجراءه الجراحة، والتي تحظى بشهرة الآن، وأصبح كانو حاليا سفيرا للنوايا الحسنة ومعروف بأعماله الخيرية.

ومن أشهر مقولات كانو: "إن أهم لقب ذهبي فزت به في حياتي يتمثل في إنقاذ حياة أولئك الذين يعانون من مشاكل في القلب. إذا نجحت في هذه المهمة، سأعتبر نفسي فائزاً بكأس أفريقيا وكأس العالم كذلك".