"قطر تؤكد التزامها بتنظيم مونديال "استثنائي
الدوحة (د ب أ):
أكد حسن الذوادي الامين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث التزام بلاده بما قطعته على نفسها من تعهدات لتنظيم مونديال استثنائي وغير مسبوق برغم الحملات المتتالية الموجهة ضدها منذ اعلان فوزها بشرف التنظيم.
وجاءت تصريحات الذوادي خلال مشاركته اليوم الأربعاء في الجلسة الحوارية الموسعة في المنتدى الإقليمي لقارة آسيا حول الأعمال التجارية وحقوق الإنسان الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 19 و20 أبريل الجاري بمشاركة كبيرة تصل إلى 400 شخص من كافة أنحاء العالم متخصصين في حقوق الإنسان.
ورد حسن الذوادي عن كل الاستفسارات لممثلي منظمات حقوق الإنسان في مواجهة مهمة للغاية كشف فيها كل ما يتعلق بمسألة حقوق العمال المتواجدين في بناء منشآت وملاعب بطولة كأس العالم 2022 .
وبدأ الذوادي حديثه في الجلسة بالتأكيد على أن قطر بدأت العمل بجدية في التجهيز لكأس العالم فور الإعلان مباشرة عن فوزها بشرف تنظيم البطولة عام .2010
وأوضح أن قطر تبنت تحسين الظروف ومعيشة العمال بدءا من عام 2008 حتى قبل أن تقدم ملف استضافة كأس العالم 2022 كون هذا الأمر يندرج ضمن رؤية قطر .2030
وقال الذوادي أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث بحكم كونها هي التي تشرف على تنظيم البطولة فإنها تقوم بتنسيق العمل بشكل كبير ، من خلال التركيز على البنية التحتية من طرق وملاعب وأيضا نقل جوي ومنشآت خاصة بالبطولة .
وأشار إلى "أن الانتقادات الموجهة نحو قطر بدأت هي الأخرى حتى قبل أن يتم منح الدولة شرف تنظيم هذا الحدث الكبير ، ورغم ذلك إلا أننا نمضي قدما نحو الطريق الصحيح ونحرص على ترك إرث كبير بعد كأس العالم 2022 ، ويبقى الزخم هذا حتى ما بعد كأس العالم لأننا نريد أن يمتد نجاح البطولة لسنوات طويلة وليس في سنة المنافسات فقط ".
وكشف الذوادي عن وجود نقاشات مستمرة مع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في كل ما يخص البطولة والاستضافة وترحيب دائم من جانب اللجنة لكل المقترحات والأفكار البناءة التي تهدف لإنجاح الحدث .
واعتبر الذوادي أن مونديال 2022 يعتبر رافدا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا بالنسبة للبلاد حيث قال " نحن ملتزمون بما قطعناه على أنفسنا من وعود ، ومن خلال تحليل الواقع ندرك جيدا ماهية التحديات والعقبات التي تعترضنا، ولذلك أطلقنا النسخة الأولى لمعايير الأمن والسلامة للعمال عام 2014 بعد الاطلاع على القانون ، وعملنا مع مجموعة من المؤسسات الحكومية لتغطية أي عامل لديه مجالات تعاقدية في أي مجال ، وأي مؤسسة ستعمل معنا يجب أن تلتزم بالمعايير التي وضعناها وهي :
أولا: ضرورة التأمين على حياة العامل لكي يحظى بكل حقوقه ، ويكون أيضا في هذا الإطار لديه عقدا عادلا يضمن له كل الحقوق .
أما المعيار الثاني فهو جانب التدريب وتوفير الكفاءات العالية ، والمعيار الثالث هو توفير السكن الذي يجب أن يكون ملائما ومناسبا ويتلاءم أيضا مع معايير الأمن والسلامة والنظافة أيضا ، وعندما يعود العامل إلى بلاده بعد نهاية عقده يحصل على مستحقاته كاملة.
وأضاف الذوادي "أن اللجنة العليا وضعت جهات رقابية للتأكد من تطبيق هذه المعايير ، فهناك جهة رقابية ذاتية ، وجهة رقابية مستمرة ، وأيضا الحكومة كجهة مسؤولة للالتزام والإيفاء بكل الوعود ، ولكن يتم ضمان أن هذه المعايير التي وضعت تحترم ، وتتم تلبية كل الشروط ، دون وجود أي خروقات تتمثل في التوقف عن سداد الرواتب او انتهاك حقوق هؤلاء العمال لأن هذا إذا حدث سنضع فورا الشركات المسؤولة في قائمة سوداء ويتم متابعتهم قضائيا".
وأشار الذوادي إلى النسخة الثانية المرتبطة بالمعايير قد تم إصدارها عام 2016 بعد عمل جبار لفترة طويلة.
وتابع "رغم وجود العديد من الصعوبات إلا أننا نحرص بالتأكيد على تطبيق جميع هذه المعايير ، ونجاهد لتقليص الهوة بين التطبيق عمليا والجانب النظري، كما أننا نتعاون مع كل المؤسسات بلا استثناء ، لأننا نتقاسم نفس الهدف خاصة من المنظمات الحكومية هنا من أجل ان تخرج كأس العالم بصورة مميزة وتترك آثارا إيجابية ، والمستفيد في النهاية هو من سيعيش لحظة كأس العالم 2022 في قطر" .
وشدد الذوادي أيضا على أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث قامت بدمج الكثير من الاقتراحات والتوصيات فحدثت ثورة كبيرة في العمل بشكل ايجابي ، وقال : "بإمكاننا أن نضيف كل شيء نراه مناسبا لأن هدفنا الأساسي هو تحقيق التقدم" .
وذكر "أعتقد أننا أيضا حققنا نجاحا مهما في الطريق إلى كأس العالم 2022 ينطبق بشكل كبير على الجهة الرقابية ، من خلال رقابة سلسلة المزودين والموردين بشكل شديد التعقيد حتى نستمر في التقدم بشكل مستمر ونحن بالفعل فخورون بهذه النجاحات لأنها ساهمت في خلق منصة معلوماتية رقابية نعتبرها إنجازا كبيرا لأنها ستساعدنا على مواجهة أي اختلالات بحزم شديد وعزيمة قوية ، ونعد الجميع بأننا سنتصدى لأي خروقات قد تحدث".
وأستطرد الذوادي قائلا : "هناك تحديات كبيرة جدا في مجال البناء والتشييد ،وهذه التحديات تواجه قطر أيضا في مجال العمل والعمال ونحن قطعنا وعود على أنفسنا وسنلتزم بها لأن لدينا ثقافة ، وتقاليد ويجب أن تكون هذه البطولة مساهمة في تحقيق الاستدامة بشكل دائم وليس مؤقت، حيث أننا سنستمر حتى ما بعد 2022 للتعاطي مع كل المشكلات التي لن تتوقف في الكثير من دول العالم التي تواجه بعض المشكلات في هذا الإطار ولا تزال تواجه المشاكل أيضا".
وبسؤاله حول الانتقادات الموجهة لقطر ، وكيفية التعامل معها رد الذوادي قائلا: "إننا ندرك حجم التحديات والمشاكل ونعلم جيدا أن هناك عددا كبيرا من الشركات لا يلبي الاحتياجات ولا يلتزم بالمعايير ، ونحن مطالبون بتغيير هذه الوضعية وهذا بالفعل ما نفعله ليلا نهارا ولن يهدأ لن بال إلا بحل جميع المشاكل التي تواجه عملنا".
واعترف الذوادي أن النوايا الطيبة لا يمكنها أن تحل كل شيء، حيث قال "نعرف أن وضعنا ربما لا يكون كاملا لكننا قطعنا على أنفسنا وعود للالتزام ونحاول بالفعل حل الكثير من المعوقات وقد تم تطوير 150 مسكنا للعمال في مدينة بروة وهذا ليس بالأمر السهل لأنه يحتاج إلى مزيد من الوقت ، وفي هذا الإطار أيضا هناك خطوات تم اتخاذها ضد بعض الشركات غير الملتزمة".
وأشار أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى أن "أعضاء من فريق العمل باللجنة حرص على السفر إلى نيبال ، وسنذهب أيضا لبنجلاديش لنوسع نقاط تعاوننا مع الدول المصدرة للعمال".
وأضاف "لن أكذب أو أقدم أي وعود زائفة ، بل أعتذر لأي عامل يعيش في ظروف صعبة ونشكر كل العمال من الهند وبنجلاديش وباكستان ونيبال وكل من يساهم في العمل من أجل مونديال 2022 ".
فيديو قد يعجبك: