"محرز".. محارب الصحراء ينتصر في بلاد الضباب (بروفايل)
كتب- علي البهجي:
توج الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز، وهو أول لاعب أفريقي وعربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، التي لم ينلها لاعبون أفارقة متميزون مثل ديديي دروغبا ويحي توري، على الرغم من السنوات التذ قضاها كل واحد منهم في "البريمير ليج"، ولعل تسجيل محرز 17 هدفا هذا الموسم، فضلا عن أنه صاحب 11 تمريرة حاسمة مع ليستر سيتي، كل ذلك جعل اللقب يذهب إليه دون عناء.
وتفوق محرز في التصويت على زميليه فاردي وانجولو كانتي ومسعود أوزيل لاعب أرسنال وديميتري باييه لاعب ويستهام وهاري كين لاعب توتنهام.
مولده
ولد الجزائري رياض محرز يوم 21 فبراير 1991 في سارسيل بفرنساه وينتسب إلى قبائل بني سنوس بولاية تلمسان، ليختار بعد ذلك طريق لم يكن يعلم وقتها أنه سيحتل به مكانه لم يستطيع أي لاعب عربي أو إفريقي النيل منها، وتمكن فتى ضواحي باريس الفقيرة، بفضل إصراره على صعود سلم النجاح، من الانضمام إلى فريق لوهافر في الدرجة الثانية بالدوري الفرنسي.
بدايته
بدأ محرز مسيرته في صفوف الفئات العمرية لنادي سارسيل الفرنسي قبل أن ينضم إلى نادي كيمبر الهاوي عام 2009 وفي العام التالي انتقل إلى لوهافر الإنجليزي احد أندية الدرجة الثانية هناك ولعب في البداية في الفريق الرديف قبل أن تتم ترقيته إلى الفريق الأول حيث سجل له 6 أهداف قبل التوجه إلى ليستر سيتي في فترة الانتقالات الشتوية وتحديدا في يناير 2014.
انتقادات
مع بداية محرز في عالم كرة القدم واجه اللاعب الشاب وابل من الانتقادات من كل المحيطين به سواء زملائه أو من لعب بجواة وحتى المدربين، ووصفوه باللاعب النحيل والبطيء، مؤكدين وقتها أنه لن يكون لاعب كرة قدم مميز نظرا لضعف قوامه وانصرافه للعب الفردي دون الالتفات لزملائه في الفريق، لكن كل ذلك لم يكن الا ليوقد العزم داخل محرز، ولم ينال كلام منتقديه منه شيئا، ومع الوقت تحولت تلك الصفات لدوافع لدي محرز لاثبات أحقيته باللعب وقدرته على أن يكون واحد من أهم اللاعبين في أوروبا ونظرًا لتكوينه البنياني الضعيف وبطىء حركته انصب تفكير أغلب متابعيه على أنه لا يصلح للدوري الإنجليزي وعليه الانتقال للدوري الإسباني، الذي يعتمد على المهارة اكثر ما يعتمد على القوة والسرعة، لكنه فضل اللعب في فريق قادم من الدرجة الثانية في إنجلترا وإثبات عكس ما قيل عنه.
ثمن زهيد
شهدت عام 2014 نقله في حياته محرز الكروية بعدما لمحه مندوب ليستر سيتي ، ستيف وولش، وقرر "المجازفة" بأخذه إلى دوري الدرجة الثانية، الذي تعد اللياقة البدينة فيه جانبا أساسيا، ولينتقل بعدها اللاعب الجزائري إلى ليستر سيتي مقابل مبلغ زهيد جدا بلغ 500 ألف يورو في يناير 2014.
المعجزة
احتاج رياض محرز موسم فقط في الدوري الإنجليزي ليثبت للجميع أنه لاعب كبير، ويمكنه الاستمرار في الملاعب الأوروبية، ويصدر صورة مشرفة للاعب العربي والإفريقي، فساهم محرز في بقاء لستر سيتي في البريمر ليج الموسم الماضين بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الثانية، ومع بداية الموسم الثاني لمحرز في الدوري الإنجليزي استطاع تدعيم مكانه هناك، وأصبح من أهم العناصر في الفريق الذي ظل ينافس على الدوري الإنجليزي وأصبح على بعد خطوات من التتويج.
وتكمن معجزة تتويج رياض محرز بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي كونه يلعب في فريق صنف قبل بداية الموسم على أنه ناد درجة ثانية، فكل من سبقوه في إحراز اللقب كانوا يلعبون لعملاقة البريمير ليج كإريك كانتونا "مانشستر يونايتد"، وتييري هنري ودينيس بركامب "كلاهما مع أرسنال" وجاريث بايل "توتنهام" ولويس سواريز "ليفربول".
"هاتريك" عربي
لم يقف طموح رياض محرز في الموسم الحالي على صناعة الأهداف فقط، ومساعدة زملائه في هز شباك الخصوم، لكنه شق لنفسه طريقًا خاصًا جنبا إلى جنب صناعة الأهداف أصبح محرز واحد من هدافين المسابقة برصيد 17 هدفًا، من بينهم "هاتريك" في شباك سوانزي مع بداية الموسم.
ثنائي الرعب
وشكل محرز عنصرا فعالا بشكل كبير إلى جانب المهاجم جيمي فاردي ، في قيادة الفريق لصدارة الدوري حتى بات على أعتاب التتويج باللقب ، عكس كل التوقعات التي سبقت الموسم.
وسجل محرز 17 هدفا هذا الموسم وصنع 11 آخرين ، وكان آخر أهدافه في شباك سوانزي سيتي، بينما سجل فاردي صاحب الـ29 عاماً الذي انفجر هذا الموسم مسجلاً22 هدفا تصدر بهم ترتيب هدافي الدوري وصنع 8 اهداف اخري لزملائه و36 فرصة للتهديف ليتمكن من كسر رقم المهاجم الكبير رود فان نستلروي في التسجيل في المباريات المتتالية بتسجيله 13 هدف في 11 مباراة متتالية
فيديو قد يعجبك: