مونديال 2022.. قطر ترد على مطالبة هيومان رايتس ووتش بحماية عمال البناء
الدوحة- (د ب أ):
قامت اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن مشاريع الملاعب والبنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها بقطر عام، 2022 بالرد على تقرير منظمة (هيومان رايتس ووتش)، المعنية بحقوق الإنسان، التي طالبت خلاله السلطات القطرية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية عمال البناء من مخاطر الطقس الحار.
ونشرت اللجنة بيانا على موقعها الألكتروني الرسمي اليوم الأربعاء، قالت فيه "تلتزم اللجنة العليا للمشاريع والإرث بحماية العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم بقطر، 2022 وضمان صحتهم وسلامتهم، وهي على تواصل دائم مع ممثلين عن عمال مشاريع البطولة، كما أنها على تواصل مع منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان وحقوق العمال المعنية بتحسين ظروف العمل وتحقيق تغيير إيجابي لمصلحة العمال في المنطقة والعالم، ومن بينها منظمة هيومان رايتس ووتش التي نقلت ملاحظاتها وناقشناها بالتفصيل مع ممثليها مؤخرًا" .
وأضافت اللجنة "أعربت منظمة هيومان رايتس ووتش عن رأيها البناء تجاه مؤشر قياس الحرارة والرطوبة (هيوميديكس)، وتسعى اللجنة العليا باستمرار لتطوير هذا النظام وتحسينه، وإدخال التعديلات اللازمة عليه ليعمل بكفاءة أفضل، ومن ضمن هذه التعديلات تسجيل القراءات طوال العام".
وتابعت "اللجنة العليا تبحث حاليًا مقترحات هيومان رايتس ووتش باستخدام مقياس حرارة البُصيلة الرطبة، إلا أن اللجنة مازالت ترى أن مؤشر قياس الحرارة والرطوبة (هيوميديكس)، المعترف به دوليًا، أكثر دقة وفعالية في مراقبة ظروف العمل في مواقع البناء. وأثنت هيومان رايتس ووتش على المجهودات التي تبذلها اللجنة من أجل حماية العمال في حرارة الجو الشديدة".
أوضح البيان "حتى هذه اللحظة، فإن حالات الوفاة المرتبطة بالعمل بلغت حالتين، أما حالات الوفاة غير المرتبطة بالعمل فقد بلغت تسع حالات، وتنعي اللجنة العليا ببالغ الأسى وفاة أي من العمال، وتتعامل بمنتهى الجدية معها جميعاً".
وأشارت اللجنة في بيانها "نود هنا أن نعيد التأكيد على المعلومات التي سبق وأن أوضحناها لممثلي المنظمة، إذ أن اللجنة العليا للمشاريع والإرث ليست هي الجهة المصرح لها أو المنوط بها تحديد أسباب الوفاة، والتي تُسجل في شهادات الوفاة التي تصدرها الجهات الطبية في قطر، حيث يقتصر دورها على ضمان صحة وسلامة العمال في مواقع العمل، وتطبيق قوانين العمل المرعية إلى جانب ضمان تطبيق معايير رعاية العمال الخاصة باللجنة العليا".
وأكدت اللجنة "إننا نقوم بالتحقيق في جميع حالات الوفاة التي تقع في مواقع العمل، للوقوف على الظروف التي وقعت فيها هذه الحالات، ولتطوير الإجراءات للحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة ثانية، وقدمنا المعلومات التي طلبتها هيومان رايتس ووتش والمتعلقة بالظروف المحيطة بحالات الوفاة التي حدثت في مواقع العمل".
وكشفت اللجنة "أطلقنا عددًا من المبادرات التي من شأنها توفير حماية أكبر للعمال في مواقع البناء وتحسين بيئة العمل. فخلال عام 2017 أطلقنا مبادرة بالتعاون مع جامعة وايل كورنيل للعلوم الطبية – قطر لإجراء الفحوصات الطبية للعمال، وتقييم حالتهم الصحية، وتوعيتهم بأهمية التغذية الصحية السليمة".
وتابعت "أجرينا فحصاً دقيقاً وشاملاً لجميع المرافق الطبية الموجودة بمواقع البناء، فضلًا عن إتمام الفحوصات الطبية لـ12,000 عامل، وتوفير وسائل التبريد المبتكرة في مواقع البناء لمساعدة العمال على التغلب على ظروف العمل القاسية".
واختتمت اللجنة بيانها قائلة "تجدد اللجنة العليا التزامها بضمان صحة وسلامة العمال في جميع مشاريعها، وذلك كجزء من سعيها لأن تترك بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 إرثًا لقطر، وللمنطقة العربية، وللعالم بأسره".
كانت المنظمة أشارت في بيان لها إلى أن أنظمة الحماية من موجات الحرارة الحالية، التي من المفترض أن تنطبق على الغالبية العظمى من العمال في قطر، تحظر العمل في الهواء الطلق فقط من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر بين 15 حزيران و31 آب.
وألمحت المنظمة أن البيانات المناخية تبين أن الظروف الجوية في قطر تصل في كثير من الأحيان، خارج تلك الساعات والتواريخ، إلى مستويات يمكن أن تؤدي إلى أمراض قاتلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في غياب فترة راحة كافية، مطالبة بعدم تحديد فترات العمل بناء على تواريخ وأوقات محددة مسبقا، بل أن يكون تحديد فترات العمل بناء على أساس الظروف الجوية الفعلية، واستخدام مؤشر ميزان الحرارة الرطب لقياس الإجهاد الحراري لحساب معدلات العمل إلى الراحة المناسبة، حسبما يوصي الخبراء.
وذكرت المنظمة أن شروط فترات الراحة في العمل السارية منذ عام 2016 لا تنطبق إلا على نحو 120 ألف عامل يقومون ببناء ملاعب كأس العالم، حوالي 5ر1بالمئة من القوى العاملة في البناء في قطر.
وطالبت المنظمة السلطات القطرية بالتحقيق في حالات الوفاة بين العمال الأجانب، مضيفة أن السلطات المعنية بشؤون الصحة في قطر ذكرت عام 2013 أن هناك 520 عاملا منحدرين من بنجلاديش والهند ونيبال لقوا حتفهم لأسباب غير معلومة في غالبية الحالات.
فيديو قد يعجبك: