تقرير.. "كان 2019" آخر حلقات أزمات الاستضافة في كرة القدم

كتب- أحمد فاروق:

للمرة الثالثة في غضون ست سنوات، تواجه كأس الأمم الأفريقية أزمة متعلقة بالبلد المضيف، حيث أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "CAF" رسميًا عن سحب تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2019 من الكاميرون، ولم يتحدد بعد البلد البديل للاستضافة.

ومنذ منتصف العام الماضي، أحاطت شكوك كثيرة بقدرة الكاميرون على استضافة البطولة القارية، خاصة بعد قرار CAF برفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 16 منتخبًا إلى 24، وهو ما يتطلب عددًا اكبر من المدن لاستضافة البطولة، وكذلك المزيد من الملاعب الجاهزة.

ورغم العديد من التسريبات الصحفية التي أكدت أن الاتحاد الأفريقي في كرة القدم في طريقه إلى سحب التنظيم من الكاميرون، إلا أن CAF شدد مرارًا على أنه لا ينوي اتخاذ مثل ذلك القرار، إلا أنه فاجأ الكاميرون اليوم الجمعة بالإعلان الرسمي.

وبالإعلان الرسمي عن سحب تنظيم البطولة القارية من الكاميرون، تواصلت أزمات الاستضافة في كأس الأمم الأفريقية بالسنوات الأخيرة، حيث خسرت ليبيا استضافة كأس الأمم الأفريقية 2013، بسبب الحرب التي تبعت الثورة الليبية.

وفازت ليبيا بحق تنظيم كأس الأمم الأفريقية 2013، بعد منافسة مع أنجولا، نيجيريا وملف مشترك بين الجابون وغينيا الاستوائية، إلا أن CAF أعلن في شهر سبتمبر عام 2011 عن سحب التنظيم من ليبيا ومنحه لجنوب أفريقيا، مقابل منح ليبيا حق استضافة كأس الأمم الأفريقية 2017، وهو ما لم يتم أيضًا بسبب استمرار الأزمة في ليبيا.

تكرر سيناريو أزمة الاستضافة في النسخة التالية من كأس الأمم الأفريقية، والتي فازت المغرب بحق تنظيمها، حيث أعلنت الحكومة المغربية في شهر أكتوبر عام 2014 عن رغبتها في تأجيل المنافسات حتى صيف عام 2015، بسبب مخاوف من فيروس إيبولا القاتل، والذي كان منتشرًا في غرب أفريقيا في ذلك الوقت.

ورفض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم طلب المغرب بتأجيل البطولة، ومنح المغرب تطمينات بشأن بعثات المنتخبات المنتمية للمناطق التي انتشر فيها المرض، إلا ان المغرب أصرت على موقفها، ليصبح CAF في مأزق، انتهى بمنح حق الاستضافة لغينيا الاستوائية قبل شهرين فقط من انطلاق البطولة.

ولم تطل أزمات الاستضافة كأس الأمم الأفريقية فقط، حيث ذاق الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" طعم تلك الأزمة في البطولة الأشهر بعالم كرة القدم، عندما فازت كولومبيا بحق تنظيم نهائيات كأس العالم 1986.

وأعلنت السلطات الكولومبية في الخامس من نوفمبر عام 1982 عدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات استضافة البطولة العملاقة، وتم اختيار المكسيك في شهر مايو من العام التالي لتنظيم المونديال، بعد 16 عامًا فقط من استضافة البلد ذاته للمونديال عام 1970.