المُنقذ روني.. مقاتل يجلس بين العظمة وشبح النسيان
كتب- علي البهجي:
بملامح محارب من القرون الوسطى، يظهر دائما الإنجليزي واين روني، كفارس يمتطى جوادا في ساحة معركة، يرفض دائما الهزيمة مع جيش ربما كتب عليه الفرار رغما عنه.
الإنجليزي روني، لا يملك الطول الفارع كأقرانه المهاجمين، لكنه يعوض ذلك بالقتال على الكرة مستندا على بنيته الجسدية القوية، ومتسلحا بعناصر اخرى كالرغبة في الفوز الدائم وعدم الاستسلام.
المشاهد الاستثنائية دائما ما تظل حاضرة في الأذهان رغم مرور السنوات عليها، ان تجعل الجميع يقف لك ليصفق بعد مشهد ما ليس بالأمر السهل، كل تلك الأمور ربما تكون سهلة على الإنجليزي روني.
صاحب الـ 32 عاما، لا ييأس، يحاول جاهدا طوال الأعوام التي لحقت خروجه من مانشستر يونايتد، بأنه قادر على العطاء والتواجد دائما في أرض الملعب.
ففي مشهد استثنائي، لا تجده إلا داخل دور عرض الأفلام او صالات النزال بين المقاتلين، جسد روني دور البطولة مع فريقه دي سي يونايتد الأمريكي، أمام جمع غفير من المتابعين للمباراة، التي كانت تشير الساعة وقتها للدقيقة 96، والتعادل كان سيد الموقف بين دي سي يونايتد وأورلاندو.
مشهد بطولي
ساعة حكم المباراة تشير إلى حلول الدقيقة 96، مدافع أورلاند يبعد الكرة في محاولة لصنع هجمة مرتده لفريقه، الذي كان متعادلا بهدفين أمام خصمه دي سي يونايتد، في محاولة لاستغلال عدم وجود حارس دي سي في مرماه بسبب تقدمه في الركنية.
الكاميرا ترصد المهاجم واين روني، يقطع مسافة طويلة من منطقة جزاء الفريق الخصم نحو مرماه، روني يركض بسرعة فائقة في تحدي واضح لعامل السن، اللاعب الذي اقترب على اعلان اعتزال يركض كشاب يافع ولا ينظر لتلك الفوارق.
الحظ كان مع روني، فقد لحق بالفعل بجونسون، وقرر أن يحصل على الكرة من لاعب دي سي يونايتد، استخدم "التاكلينج" للاستحواذ على الكرة، بعد ذلك قام لاعب المنتخب الإنجليزي السابق بإرسال الكرة داخل منطقة الجزاء بشكل رائع، نجح من خلالها لوسيانو اكوستا احراز هدف الفوز لفريقه وتسجيل الـ"هاتريك" في المباراة.
مقاتل عظيم
في الوقت الذي يعتقد فيه البعض بأن لعب روني في الدوري الأمريكي مجرد نزهه، قبل اعلان اعتزاله الكرة بشكل رسمي، يبرهن دائما لاعب مانشستر يونايتد السابق على أن عامل السن مجرد أرقاما وليس لها علاقة بالمردود داخل الملعب.
يلعب روني حاليا في نادي ليس من كبار الأندية في العالم، لكنه يقاتل من أجل الفوز، كما أنه حارج حسابات منتخب بلاده منذ فترة طويلة، ولا يزال يقدم مستوى قوي مع أي فريق يرتدي قميصه.
مسيرة ناجحة
بدأ روني مسيرته مع نادي إيفرتون في فريق الشباب حين إنضم للفريق وهو في العاشره من العمر، وشارك مع فريق الشباب لسنوات حتى صعد للفريق الأول، وقد شارك في أول لقاء رسمي له في عام 2002، وسجل كذلك أول هدف في نفس العام ليصبح أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل بالبطولة، وقبل موسم 2004/2005 انتقل إلى مانشستر يونايتد، بصفقة كانت تقدر بـ 25.6 مليون جنيه إسترليني.
مع مانشستر يونايتد، حقق روني الدوري الإنجليزي خمس مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة، كما فاز مع اليونايتد بكأس رابطة الأندية الإنجليزية.
ساهم في جلب دوري أبطال أوروبا لمانشستر يونايتد، والدوري الأوروبي وكأس العالم للأندية.
وحصل روني على لقب أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي بتصويت الجماهير، وأفضل لاعب في كأس العالم للأندية، بالإضافة لكونة الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا.
يحارب شبح النسيان
يلعب حاليا روني مع فريق دي سي يونايتد في دوري النخبة الأمريكي، ولا يزال يقدم مستوى لا بأس به، في محاولة للحفاظ على تاريخي، ومحاربة شبح النسيان.
فيديو قد يعجبك: