حوار.. صخرة فلسطين يتحدث لمصراوي عن حلم التتويج بأمم آسيا
كتب- مصطفى الجريتلي:
"لا نُريد بل نُعيد مجدنا التّليد".. جزء من النشيد الوطني الفلسطيني "مَوطني" للشاعر إبراهيم طوقان، الذي سيتغنى به لاعبو الفريق للمرة الثانية في تاريخ مشاركتهم بكأس أمم آسيا خلال مباراتهم أمام سوريا في السادسة مساء اليوم الأحد.
يلا كورة حاور محمد صالح، لاعب المنتخب الفلسطيني المُحترف في صفوف فريق فلورينا بالدوري المالطي للحديث عن استعدادتهم لكأس أمم آسيا وطموحهم واحترافه وكيف يمارسون الكرة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وغيرها.. وإلى نص الأسئلة:
* في البداية.. لو أردنا تعريفك أكثر للقاريء المصري ماذا نقول له؟
أنا ابن مدينة غزة مواليد 18 يوليو 1993 لعبت وترعرعت بنادي غزة الرياضي وأنا عمري 6 سنوات حتى التحقت بالفريق الأول بالنادي.
- يُعد نادي غزة الرياضي أحد أقدم وأعرق الأندية الفلسطينية؛ حيث تم تأسيسه عام 1934م.
* وهل ممارسة الكرة في فلسطين أمر سهلاً تحت الاحتلال؟
عانيت كثيرًا وأنا بغزة بسبب الحصار وعدم قدرتي على السفر والالتحاق بالمنتخبات الوطنية بسبب الوضع السياسي بالبلد ولكن الحمد لله عمري ما يأست وبالمثابرة والحفاظ ع نفسي والاستمرار بتطوير موهبتي احترفت بدوري المحترفين بالضفة الغربية مع نادي أهلي الخليل.
- هناك دوريان في فلسطين أحدهما في غزة ويُسمى الدوري الممتاز ويعد البعض "دوري هواه"، والأخر في الضفة الغربية وهو دوري المحترفين في فلسطين.
* هل تأثرت بالحصار على غزة في الانضمام للمنتخب فقط؟
وأنا في دوري غزة كان يصلني عروض احتراف من أندية بدوري الضفة الغربية ولكن موضوع استصدار التصاريح عن طريق معبر إيرز الذي يفصل بين الضفة الغربية وغزة ويتحكم فيه الاحتلال الإسرائيلي كان مانعًا بوجهي وكثيرًا ما كان يتم استدعائي مع المنتخب الأولمبي والمنتخب الأول ولكن لذات السبب لا انضم لصفوفهم.
- مشكلة معبر إيزر واجهت الكثير من اللاعبين الذين سنتناول قصصهم في ملف سيُنشر لاحقًا عن الكرة في فلسطين.
* متى انتقلت لصفوف أهلي الخليل؟
وقعت معم في 1/7/2015 وانضممت لصفوفهم في ديسمبر 2015؛ حيث انضممت للمنتخب الأوليمبي وكذلك الأول بعد تواجدي في الضفة لحد الوقت الحالي.
* كيف كنت تتقبل رفض انتقالك لدوري الضفة "المحترفين" بسبب الحصار؟
هي أمور سلبية كانت تؤثر علي بالتأكيد وتجلعني مُحبطًا فكانت من الممكن أن تقضي على مستقبلي الكروي ولكن الحمدلله ما يأست وظللت اتطلع الفرص حتى جاءت وانتقلت لنادي أهلي الخليل.
* يلقبونك في فلسطين بـ "الصخرة".. فلماذا؟
أنشط في مركز المدافع لذلك لُقبت بالصخرة وهو لقب حلو واعتز به كثيرًا.
* بالبحث عنك وجدنا عروضًا عربية كانت تصلك قبل الاحتراف في أوروبا.. فلماذا لم توافق عليها؟
بالفعل كان لديّ عروضًا عربية من الأردن والكويت وعُمان ولكنني اخترت الاحتراف بالدوري المالطي لأنه يلعب في الاتحاد الأوروبي وإن شاء الله تكون خطوة للاحتراف بالدوريات الأوروبية الكبيرة.
ومن قبلها كنت اتفقت مع نادي الفيصلي الأردني على الانضمام لصفوفه وبناءً على اتفاقي مع نادي أهلي الخليل قالولي لي إنهم لن يعارضوا وسيرسلون بطاقتي للنادي الأردني ولكن تفاجئت بهم يطالبون بـ 45 ألف دولار وتمديد عقدي لمدة 3 سنوات مقابل البطاقة فرفضت وعدت لصفوف الفريق وأكلمت الأربعة شهور التي كانت متبقية في عقدي ثم احترفت في مالطا.
* كيف وصلك عرض الاحتراف الأوروبي؟
عن طريق أحد الوكلاء اسمه حسين أبو سرحان عرض عليّ الأمر مطلع الموسم الجاري 2018/2019 فوافقت بالطبع.
* تُشير الصحافة الفلسطينية إلى أنك أول محترف في أوروبا انتقل مباشرة من فلسطين؟
صحيح أنا أول لاعب يحترف في أوروبا من الدوري الفلسطيني مباشرة والآن ألعب لصالح فريق فلورينا بالدوري المالطي.
- وخلال استكمالنا بعض موضوعات الملف الذي سيُنشر لاحقًا تم التواصل مع اللاعب فادي الدويك الذي احترف من فلسطين مباشرة إلى أوروبا بالتحديد من نادي أهلي الخيل إلى نادي درجة ثالثة باليونان خلال سفرة لدراسة الماجستير في عام 2009 ثم عاد لصفوف فريقه بعد انتهاء دراسته ولكن محمد صالح هو أول محترف فلسطيني ينتقل مباشرة لدوري ممتاز أوروبي.
* هل واجهتك أي مشكلة في أوروبا كونك لاعب فلسطيني؟
لا الحمدلله ما كان هناك أي مشكلة وأشارك مع الفريق وكل الأمور طبيعية.
* هل التأقلم بالنسبة للاعب خرج من فلسطين مباشرة لدوري أوروبي.. كان صعبًا؟
بالطبع الأجواء كانت مختلفة بس الحمدلله ما كان في صعوبات وتأقلمت سريعًا مع الفريق والأمور طيبة والحمدلله فقط كان هناك صعوبة في اللغة ولكن مع اتقاني للإنجليزي 100% كانت الأمور أسهل.
- وشارك صالح مع فريقه فلورينا بالدوري المالطي في 6 مباريات خاضها كاملة من أصل 13 مباراة لفريقه بالدوري؛ حيث خرج مرتين من القائمة لاستدعائه للمنتخب الفلسطيني وكان مُصابًا في 4 مباريات أخرى وأخرى إيقاف لحصوله على بطاقتين صفراويتين.
* تتحدث بعض التقارير عن عودتك للدوري الفلسطين؟
للأسف لا أُفكر في العودة للدوري الفلسطيني خلال هذه الفترة.
* كيف تقيّم المنتخب الفلسطيني المُشارك بتصفيات آسيا؟
الحمدلله نحن في تطور كبير واللاعبين أصبح لديهم الخبرة ومعرفة كيفية التعامل مع الكثيرة من المباريات والتقدم في تصنيف فيفا الشهري دليل على الجميع بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بقيادة اللواء جبريل الرجوب وصولاً إلى اللاعبين وأعتقد أن منتخبنا يستحق تصنيف أفضل من الذي يمتلكه حاليًا.
- ويحتل المنتخب الفلسطيني المركز الـ 99 عالميًا و 16 آسيويًا وفقًا لتصنيف فيفا في ديسمبر 2018.
* وكذلك كيف ترى استعدادت المنتخب الفلسطيني للبطولة؟
الحمد لله نستعد بشكل جيد والأمور إيجابية بصورة كبيرة خلال المعسكر التدريبي في الدوحة ونستعد بشكل مُكثف لنكون بقدر التحدي ونرفع العلم ونشرف بلدنا أفضل تشريف.
* هذه هي المرة الثانية التي يُشارك بها منتخب فلسطين بالتصفيات الآسيوية.. ما هي طموحاتكم؟
نعم هذه هي المرة الثانية التي نُشارك بها ونراه إنجازًا ولكن طموحاتنا ليست المشاركة فقط والخروج من دور المجموعات نطمح لما هو أبعد وإن كانت هناك فرصة للتتويج باللقب لما لا.
- وسبق للمنتخب الفلسطيني المشاركة لأول مرة في كأس أمم آسيا 2015.
* ماهي الأحاديث التي تشغل بالكم في المعسكر قبل البطولة؟
- لا نشغل بالنا بأي شيء أو هم.. همنا الأساسي والوحيد إسعاد شعبنا ونُسعد أم الشهيد والأسرى والجرحي.
* تم منعك من قبل قوات الاحتلال من العودة لفلسطين بعد مشاركات دولية مع المنتخب.. ماذا يحدث؟
- الاحتلال منعني 3 مرات من دخول الضفة الغربية والعودة إلى مدينة الخليل بعد عودتي من مباريات أو معسكرات مع المنتخب الوطني وتم إرجاعي إلى الأردن في إحدى المرات؛ حيث كان المنتخب هناك ولم أكن أعلم أسباب عدم دخولي ولكن هذا هو الاحتلال وهذه هي "عنجهيته" تجاه الرياضة والشعب الفلسطيني ويحاول القمع ولكنه لم ولن يستطيع.
* وكيف تكون الأوضاع حينما يتم منعك.. وما أطول مدة كان المنع لك؟
حينما كنا في الأردن تم توفير لي غرفة فندقية في عمان ولم يتم إخباري بأي شيء سوى إني ممنوعًا.
وكانت أطول فترة تقريبًا من 3 أسابيع إلى شهر وأقلها كانت أسبوعًا.
* وما الوضع إذا كان لديك مباراة مع فريقك في الدوري خلال هذه المدة؟
أتذكر في إحدى المباريات كان فريقي أهلي الخليل متصدرًا وللأسف خلال عودتي من المنتخب خلال مشاركتي معه بمباراة بالتصفيات المؤهلة لكأس آسيا لصفوف فريقي تم منعي وتغيبت عن مباراتنا أمام الأهلي وهُزمنا بهذه المباراة وضيعت علينا الدوري بفارق نقطة وكانت هي الخسارة الوحيدة لنا في الدوري بالموسم الماضي.
* وهل كنت جاهزًا للمباراة خلال فترة منعك؟
نعم كنت أتدرب بصالح "الجيم" في الفندق بعمان.
* هل النادي احتج على هذه الواقعة بعد ضياع الدوري؟
الأمر ليس اختصاصي ولكن النادي حينها رفع كتابًا للاتحاد الفلسطيني بتأجيل المباراة لحين عودتي من السفر وتم الرد عليه بالرفض.
* وأخيرًا.. كيف تقيّم تجربتك مع المنتخب الفلسطيني؟
التواجد في المنتخب والمشاركات بالبطولات الإقليمية والدولية تُزيد من خبرات اللاعبين وهو عامل مهم لتسويق اللاعبين وأنهم يظهروا ويثبتوا موهبتهم وتعطي ثقل للمنتخب الفلسطيني وتعكس الصورة للعالم "رغم كل الظروف لدينا مواهب مظلومة ودفونة بسبب الظروف بالبلاد".
فيديو قد يعجبك: