موسم "الريمونتادا".. البقاء للأقوى في دوري الأبطال

في الغابة هناك قانون يحكم الجميع، وهو ألا تعطي ظهرك لمن هو أقوى منك، لكن بعض أندية أوروبا لم تدرك بعد ذلك القانون، وكانت النتيجة كارثية في "موسم الريمونتادا".

الفوز في جولة واحدة لا يحسم الأمور أبداً، هذا درس قدمه باريس سان جيرمان وبرشلونة وريال مدريد وأياكس، بشكل مجاني لكل العالم، خلال الموسم الحالي في دوري أبطال أوروبا.

ريمونتادا، كلمة إسبانية تعني العودة، ترادف "كم باك" بالإنجليزية، لكن المنطوقة الإسبانية أصبحت أشهر بعد العودة التاريخية لبرشلونة أمام باريس سان جيرمان بالفوز (6-1) في دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة ذهاباً (4-0)، ويبدو أن ميسي ورفاقه قد فتحوا باب اللعنة آنذاك، لتجتاح أوروبا، لكنها بدأت بهم أولاً.

الموسم الحالي شهد خمس دروس في العودة بعد الهزيمة، في إحياء الأمل في وقت ظن في الجميع أنه قد مات، في الموسم الجاري فقط أصبحت "الريمونتادا" عنواناً لجنون كرة القدم.

العودة الإنجليزية

مانشستر يونايتد افتتح "موسم الريمونتادا" هذا الموسم في المرحلة الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، بعد أن تعرض للهزيمة في ملعبه أمام باريس سان جيرمان (2-0) في ذهاب ثمن النهائي.

وعلى عكس المتوقع، فاز رجال سولشاير في المباراة الثانية في فرنسا بنتيجة (3-1) وسط ذهول الجميع، خاصة وأن باريس سان جيرمان كان الفريق الذي أقام عليه برشلونة حد "الريمونتادا" بالسداسية الشهيرة.

رونالدو بالإسبانية

يعرف رونالدو الإسبانية جيداً بحكم فترة حكمه في مدريد مع الريال، لذلك كان هو أولى بلفظ "ريمونتادا"، فقد نجح في إقصاء أتلتيكو مدريد الإسباني من المسابقة بعودة أخرى تاريخية.

يوفنتوس سقط بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب في ثمن النهائي على ملعب واندا ميتروبوليتانو الذي يستضيف النهائي، ثم جاء دور كريستيانو رونالدو في الإياب على أليانز ستاديوم ليسجل "هاتريك" انتزع به العودة التاريخية ومر بفريقه إلى ربع النهائي.

مفاجآة المفاجآت

ريال مدريد البطل التاريخي والأسطوري لدوري الأبطال، حقق فوزاً متوقعاً وسهلاً ومريحاً وبأقل مجهود على أياكس في هولندا (2-1) في ذهاب نصف النهائي، وظن أنه سيخوض نزهة في سنتياجو بيرنابيو في الإياب.

لكن أتباع طريقة يوهان كرويف حققوا المفاجآة الأكبر هذا الموسم بتحقيق الفوز على "الميرنجي" بنتيجة (4-1) لينجحوا في إقصاء حامل اللقب في أخر ثلاثة مواسم.

خدعة صلاح وفيرمينو

على طريقة خطة حصان طروادة والخدعة الإغريقية الشهيرة، قام ليفربول بخداع برشلونة، وتظاهر بقلة الحيلة والضعف قبل مباراة أنفيلد، ليصل إلى الفريق الكتالوني اطمئنان كامل بأنهم تأهلوا للنهائي بعد فوزهم (3-0) في الذهاب.

غاب صلاح وفيرمينو وكيتا للإصابة، وشارك بعض البدلاء مثل أوريجي وشاكيري، فظن فالفيردي ورجاله أنهم في مهمة سهلة، لا داعي لإهدار الطاقة خلالها.

لكن ليفربول فاجئهم برغبة جامحة وإصرار غير متوقع لتسجيل أربعة أهداف نظيفة والتأهل إلى المباراة النهائية، وحدثت المعجزة بالفعل في أنفيلد، وعادت لعنة "ريمونتادا" لتضرب أول من أعادها للحياة في واقعة كامب نو الأيقونية أمام باريس سان جيرمان.

الإنجليز أفضل

أثبت الإنجليز أنهم أفضل من ينفذون "الريمونتادا" هذا الموسم، فبعد أن حقق يونايتد عودته أمام باريس سان جيرمان، وعاد ليفربول بمعجزة أمام برشلونة، جاء دور توتنهام الذي أقصى البطل الإنجليزي الأشرس (مانشستر سيتي) في ربع النهائي.

أياكس يواصل تألقه ويهزم توتنهام هوتسبير في ملعبه الجديد مسجلاً عليه أول هزائمه الأوروبية، البعض يتحدث عن وصول أياكس للنهائي للمرة الأولى بشبابه الواعدين منذ 1996.

الشوط الثاني في بدايته وسبيرز متأخر بثنائية نظيفة، نعم كل شيء قد انتهى، هذا ما سيفكر به من لم يشاهد مباريات دوري الأبطال هذا الموسم، لأن ما تلى ذلك كان "هاتريك" لوكاس مورا الذي سجل عودة أخرى تاريخية تأهل بها توتنهام إلى المباراة النهائية.

خط النهاية

انتهت مباريات الذهاب والإياب هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا، وتوقفت "الريمونتادا" العابرة للبلاد داخل المحيط الأوروبي، لكن في نهائي إنجليزي بين فريقين صنعا عودتين تاريختين هذا الموسم، فإن كل شيء وارد الحدوث في واندا ميتروبوليتانو يوم 1 يونيه المقبل، وإنا لمنتظرون.