ماذا سيخسر ليفربول بإلغاء الموسم؟
كتب - أحمد فاروق:
ما هو مصير الموسم الكروي الحالي؟ سؤال بات الأهم في الأوساط الأوروبية، وفاق الانشغال به الانشغال بالعديد من الأمور الحيوية في مجالات عديدة، بفضل الشعبية الجارفة لكرة القدم، والاستثمارات المهولة في مجالاتها.
توقفت منافسات الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه التحديد، في مختلف أنحاء العالم، بسبب تفشي فيروس "كوفيد-19" المعروف عالميًا بفيروس كورونا المستجد، والذي أصاب ما يقرب من مليوني شخص، وأودى بحياة ما يزيد عن 110 آلاف.
انتشار الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي للإنسان في مختلف أنحاء العالم جعل إقامة المنافسات الرياضية مستحيلًا، لما تشهده من احتكاكات بين اللاعبين، في ظل توصيات بالعزل من منظمة الصحة العالمية وحكومات الدول المختلفة، ليبقى مصير الموسم مجهولًا، انتظارًا لأنباء سارة بتراجع معدلات انتشار الفيروس، أو ظهور علاج للمرض.
فكرة إلغاء الموسم الكروي طرحت بقوة مع تصاعد الأزمة، إلا أن أسبابًا عديدة، أبرزها متعلق بالجانب الاقتصادي، جعلت ذلك الخيار غير مطروح في الوقت الحالي، حيث ستخسر الأندية أموالًا ضخمة، قد تهدد بإفلاس بعضها.
ووسط تركيز على الخسائر الاقتصادية، وعدم الانشغال بمصير الألقاب المحلية نظرًا للتقارب الشديد بين فرق الصدارة في معظمها، اختص كثيرون ليفربول بالتعاطف، رافضين فكرة خسارته لقبًا كان في المتناول بشدة، بعد غياب طويل، امتد لثلاثين عامًا.
وفشل ليفربول في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاق المسابقة بثوبها الجديد في موسم 1992/1993، كما يعود آخر تتويج للفريق بلقب القسم الأول إلى موسم 1989/1990.
بعد حرمان امتد لثلاثة عقود، انتقم العملاق الأحمر في الموسم الحالي، استمرارًا لتوهجه تحت قيادة المدير الفني الألماني يورجن كلوب، بعدما توج بدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، واكتسح المسابقة المحلية بعد 29 جولة من عمر الموسم الحالي.
جمع ليفربول 82 نقطة قبل 9 جولات من نهاية عمر الموسم الحالي في بريميرليج، ليحلق في الصدارة بفارق 25 نقطة أمام مانشستر سيتي أقرب ملاحقيه، الذي يمتلك مواجهة وحيدة مؤجلة، منع ظهور فيروس كورونا إقامتها، قبل تجميد جميع منافسات كرة القدم في إنجلترا الشهر الماضي.
وأصبح ليفربول بحاجة إلى ست نقاط فقط لإعلان تتويجه رسميًا باللقب، وربما أقل من ذلك العدد في حالة تعثر مانشستر سيتي، وهو ما جعل الفريق الأحمر قريبًا من إنهاء موسم أسطوري على الصعيد الرقمي، وليس فقط استعادة اللقب.
موقف ليفربول جذب تعاطف الكثيرين في أوساط كرة القدم العالمية، وكان آخرهم المدير الفني المخضرم هاري ريدناب، الذي قال في تصريحات لشبكة سكاي سبورتس إن عدم تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي سيكون مهزلة.
بدوره طمأن أليكساندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" جماهير ليفربول، مؤكدًا أن فريقهم سيكون البطل في الموسم الحالي "بشكل أو بآخر" في جميع الأحوال، وهو ما يعد تلميحًا بمنح الفريق اللقب بشكل رسمي، حتى في حالة الاستسلام بإلغاء الموسم، إذا لم تتحسن الأوضاع الصحية في الصيف المقبل.
مسيرة ليفربول المذهلة في بريميرليج بالموسم الحالي جعلته على أعتاب إنهاء الموسم بأرقام تاريخية، وليس مجرد التتويج، فالفريق أصبح بحاجة إلى 19 نقطة لتحطيم رقم مانشستر سيتي التاريخي، بحسمه اللقب برصيد 100 نقطة في موسم 2017/2018.
وتتبقى 9 جولات من عمر بريميرليج، مما يعني أن ليفربول أمام 27 نقطة ممكنة، ليصبح أمام رفاهية تحطيم الرقم القياسي التاريخي، حتى في
حالة خسارة 8 نقاط خلال المرحلة المتبقية من عمر الموسم.
ليفربول أصبح أيضًا أمام فرصة تحطيم الرقم القياسي لأكبر فارق بين البطل ووصيفه، وهو الرقم المسجل أيضًا باسم مانشستر سيتي في الموسم ذاته، عندما ابتعد عن مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني بفارق 19 نقطة.
فرصة تحطيم الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات في موسم واحد باتت مواتية بشدة، حيث يحتاج ليفربول الذي فاز في 27 مباراة بالموسم الحالي لست انتصارات في تسع جولات، ليتجاوز رقم مانشستر سيتي الذي حققه في الموسمين الماضيين، بالفوز في 32 مباراة خلال موسم واحد.
حسم اللقب قبل أكبر عدد من المواجهات المتبقية حدث قبل 5 جولات من نهاية عمر المسابقة، وكان من نصيب مانشستر يونايتد في موسم 2010/2011 وعادله جاره مانشستر سيتي في موسم 2017/2018 وهو رقم بات في متناول ليفربول تجاوزه أيضًا.
فيديو قد يعجبك: