رونالد كومان.. الخيار المثالي لبرشلونة من أجل "إعادة البناء"
كتب- عمر قورة:
ممهمة صعبة تنتظر الهولندي رونالد كومان بعدما كشفت تقارير أن برشلونة اقترب من التوصل لاتفاق مع المدير الفني للمنتخب الهولندي على تولي تدريب الفريق، خلفًا للمدرب الإسباني كيكي سيتين، الذي تمت إقالته بشكل رسمي.
وسقط برشلونة بشكل مهين أمام نظيره بايرن ميونيخ الألماني، بثمانية أهداف مقابل هدفين في العاصمة البرتغالية لشبونة، ضمن منافسات الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، وهو ما فجّر الأوضاع بقوة في أرجاء النادي الكتالوني.
وجلس سيتين على مقاعد بدلاء برشلونة في 13 يناير الماضي، وخلال السبعة أشهر الماضية قاد صاحب الـ61 عاما الفريق في 25 مباراة، بواقع 19 في الدوري الإسباني، وثلاث في دوري أبطال أوروبا ومثلهم في كأس الملك.
وأكدت صحيفة "موندو ديبورتيفو"، الإثنين، أن كومان سيتولى تدريب الفريق الكتالوني لمدة موسمين، رغم أن الموسم الثاني للمدير الفني سيكون على حساب ما يقرره الرئيس الجديد للنادي، الذي سيتولى الرئاسة عام 2021.
وكان كومان لعب لبرشلونة بين عامي 1989 و1995، وسجل هدف التتويج الكتالوني الأول في تاريخ كأس أوروبا للأندية الأبطال "دوري أبطال أوروبا حاليًا" أمام سامبدوريا الإيطالي في المباراة النهائية لنسخة 1991/1992.
ويبدو خيار كومان مثالي لبرشلونة في الوقت الحالي، حيث تأمل جماهير النادي في إعادة بناء الفريق مجددًا في ظل تقدم متوسط أعمار لاعبي الفريق ووضع 17 لاعبا على قائمة البيع، بعد الإخفاقات الأوروبية المتتالية بدوري الأبطال.
تجارب مميزة
قدّم كومان العديد من التجارب المميزة على الصعيد التدريبي، وكان أبرزها مع أياكس أمستردام في بداية مشواره، وكذلك مع فريقي ساوثهامبتون وإيفرتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، كما أعاد بناء المنتخب الهولندي بشكل مثالي.
وتولى كومان تدريب أياكس في عام 2001، وقدّم مع الفريق بداية ناجحة في أمستردام آرينا، حيث فاز بالثنائية المحلية في 2001-2002، واعتمد المدرب في حقبته مع الفريق الهولندي على العديد من النجوم المميزين وصغار السن.
واعتمد المدرب الهولندي على عدد من النجوم الصغار وقتها مثل التونسي حاتم الطرابلسي والبرازيلي ماكسويل والجنوب إفريقي ستيفن بينار، بجانب مجموعة من الهولنديين على رأسهم المتألق رفائيل فان دير فارت وويسلي شنايدر.
وفي ساوثهامبتون، تم الإعلان عن كومان كبديل للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في يونيو 2014، في أعقاب رحيل ستة نجوم من العناصر الأساسية للفريق وهم: المهاجم ريكي لامبرت، القائد آدم لالانا، قلب الدفاع ديان لوفرين، الظهير الأيسر لوك شو، الظهير الأيمن كالوم تشامبرز، والمهاجم بيلي شارب، بجانب إعارة مجموعة أخرى من اللاعبين.
ونجح كومان مع ساوثهامبتون في تكوين فريق جديد يقوده السنغالي ساديو ماني، نجم ليفربول، الذي تعاقد مهه قادمًا من سالزبروج النمساوي، الإيطالي جراتسيانو بيلي من فينورد الهولندي، شين لونج من هال سيتي، دوسان تاديتش من تفينتي الهولندي، ريان برتراند من تشيلسي، بجانب الحارس فريزر فورستر والمدافع فلورين جاردوس.
وفي أول ست مباريات له في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ساوثهامبتون، حقق كومان أربعة انتصارات وتعادل وهزيمة، مما دفع ساوثهامبتون إلى المركز الثاني في ترتيب الدوري، ليتم اختيار كومان كأفضل مدرب في شهر سبتمبر، ليقود الفريق لاحتلال المركز السابع في نهاية الموسم، قبل أن يحقق المركز الأفضل في تاريخ النادي ببريميرليج باحتلال المرتبة السادسة بأعلى مجموع نقاط (63 نقطة) ليتأهل إلى الدوري الأوروبي.
وبعد موسمين في ساوثهامبتون، ذهب كومان لتدريب إيفرتون في يونيو 2016، وفي موسمه الأول قاد الفريق للتأهل إلى الدوري الأوروبي بعد احتلال المركز السابع في الدوري الإنجليزي حيث توهج مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو بتسجيل 25 هدفا، بجانب الاعتماد على ماسون هولجات فيل جاجيلكا في الدفاع، مع الثلاثي روس باركلي وجاريث باري وإدريسا جانا جاي في وسط الملعب.
وفي موسمه الثاني 2017-18، حصل كومان على أكبر ميزانية في تاريخ إيفرتون لإنفاقها على لاعبين جدد، حيث تم إنفاق ما يقدر بنحو 150 مليون جنيه إسترليني، لكن كومان اعترف بأنه لم يشتر مركزًا مهاجمًا ليحل محل روميلو لوكاكو ، هداف الموسم السابق الذي تم بيعه لمانشستر يونايتد، قبل أن يعلن النادي إقالته في أكتوبر 2017 بعد أن سقط فريقه في منطقة الهبوط إثر الهزيمة 5-2 على أرضه أمام آرسنال في اليوم السابق.
وفي ولايته التي بدأت قبل عامين فقط مع المنتخب الهولندي وتحديدا في فبراير 2018 بدلا من ديك أدفوكات بعد الفشله في قيادة "الطواحين" إلى نهائيات كأس العالم 2018، ليراهن المدير الفني الجديد البالغ من العمر 57 عاما على اللاعبين الشباب مثل فرانكي دي يونج لاعب برشلونة الحالي وماتياس دي ليخت ودوني فان دي بيك، ليحقق نتائج مميزة مع المنتخب الذي قاده إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية قبل الخسارة من البرتغال (1-0).
رسالة أمل للشباب
"نحن هولنديون، ولا نخشى الاعتماد على الشباب، لقد تعودنا على ذلك. أقول ذلك دائمًا، عندما يكون لدي لاعب يبلغ من العمر 30 عامًا ولاعب يبلغ من العمر 22 عامًا بنفس الأداء. أضع صاحب الـ22 عاما لأن هذا هو المستقبل"، هكذا تحدث رونالد كومان في مقابلة أجراها في شهر يناير 2019.
تلك الرسالة بلا شك، في ظل اقتراب الهولندي من أن يكون المدرب الجديد لبرشلونة، فإنها ستثير حماس اللاعبين الشباب في الفريق الكتالوني، مثل ريكي بويج وأنسو فاتي وأراوخو، بجانب الوافدين الجدد مثل ترينكاو وبيدرو، الذين يطمحون في الحصول على فرصة المشاركة في التشكيل الأساسي في الموسم المقبل.
فيديو قد يعجبك: