ليس بسبب الأبطال.. لماذا يفكر ميسي في الرحيل عن برشلونة؟
كتبت- منة عمر:
هزت التقارير المسربة بشأن رغبة ليونيل ميسي لاعب برشلونة في الرحيل عن النادي الكتالوني أرجاء ملعب كامب نو، واعتقد الكثيرين أن الأمر انفعاليًا بسبب الانهيار الكارثي للبلوجرانا بالخسارة أمام بايرن ميونخ بثمانية أهداف مقابل هدفين، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ولازالت أصداء الهزيمة المُذلة لبرشلونة على يد منافسه الألماني، تُلقي بظلالها على الفريق الكتالوني، ليخرج جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي ويعلن نيته في إجراء عدة تغييرات جذرية على صفوف الفريق أملا في تصحيح مساره قبل بداية الموسم الجديد.
جاءت بداية ثورة الكتلان بإعلان إقالة كيكي سيتين مدرب البلوجرانا وتعيين الهولندي روناد كومان بدلا منه، كما أعلن برشلونة إنهاء الاتفاق بينه وبين إريك أبيدال المدير الرياضي للنادي وتعيين مساعده رومان بلانيس.
تقارير إسبانية أخرى، أعلنت أن برشلونة قرر عرض 17 لاعبًا للبيع بينهم لويس سواريز وأتورو فيدال، مع الإبقاء فقط على 5 أو 7 لاعبين أبرزهم ليونيل ميسي ومارك أندريه تير شتيجن.
لم يخطر ببال جماهير برشلونة، أن يفكر نجم الفريق الأول هو الآخر في إحداث تغيير على مسيرته الكروية التي لم تخرج عن برشلونة طوال 16 عامًا.
ظهر الخميس الماضي، أكدت التقارير الإسبانية أن ميسي قطع إجازته بناء على طلب من جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة، من أجل عقد اجتماع بين اللاعب الأرجنتيني ورونالد كومان مدرب الفريق الجديد.
وبالفعل تم الاجتماع المرتقب، إلا أن ما نتج عنه لم يكن مُرضيًا، فالبالغ من العمر 33 عامًا قال لمدربه الجديد إنه لا يرى مستقبله بوضوح في نادي برشلونة، وإن احتمالات رحيله عن ناديه أكثر من نظيرتها المتعلقة باستمراره.
من جانبها، أكدت شبكة "ESPN"، أن قرار ميسي ليس انفعاليًا، وأنه جاد في رغبته بالرحيل عن برشلونة، كما أضافت الشبكة الأمريكية أن بعض أعضاء مجلس إدارة نادي برشلونة لا يمانعون رحيل أسطورة الفريق، وقد يرحبون بالاستماع للعروض المقدمة للتعاقد معه.
ويتواجد شرط جزائي في تعاقد ميسي مع برشلونة، بقيمة 700 مليون يورو، وهو الرقم المستحيل أن يقدمه أي ناد، لكن انتهاء تعاقد ميسي في صيف 2022، يفتح الباب أمام عدم تعنت إدارة النادي الكتالوني في طلباته المالية. (كما يتواجد شرط جزائي يمنح ميسي أحقية الرحيل "مجانًا" قبل عام من نهاية تعاقده، لكن بعض التقارير أكدت أن ذلك البند لم يصبح ساريًا بحلول الثلاثين من شهر يونيو الماضي)
لكن، ماهي الأسباب التي دفعت ميسي للتفكير في الرحيل عن برشلونة؟
عرضت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية بعض الأسباب التي قد تكون وراء تفكير الأرجنتيني في الرحيل عن ملعب كامب نو، والتي لم يأت من بينها الخسارة المهينة أمام بايرن ميونخ والخروج من دوري أبطال أوروبا.
أول الأسباب التي رأت "موندو" أنها وراء إحباط ميسي هي عدم التعاقد مع زميله البرازيلي السابق نيمار دا سيلفا لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي الحالي.
نيمار الذي خرج من برشلونة مطلع موسم 17/18 بعد كسر الشرط الجزائي في عقده والذي كان مقدرًا بقيمة 222 مليون يورو، كان ضمن اولويات النادي الكتالوني خلال الفترة الماضية.
اللاعب البرازيلي خرج في أكثر من تصريح صحفي أكد على ندمه بالرحيل عن برشلونة، وأنه غير سعيد في ملعب الأمراء، وطلب المساعدة من أصدقائه المقربين في الفريق للعودة إلى كامب نو.
ارتبط نيمار باحتمالية العودة إلى كامب نو مجددًا، خاصة مع عدم تعويض برشلونة غيابه والذي أثر بشكل سلبي على شكل النادي بعد تدمير ثلاثية "MSN".
أكد برشلونة مسبقًا، أنه حاول التوقيع (بكل الطرق) مع نيمار، لكن النادي الباريسي رفض في البداية رفضًا قاطعًا، وعندما قرر فتح الباب أمام رحيله طلبوا الحصول على 300 مليون يورو.
تلك المحاولات لم ترق لميسي، ويبدو أنه لم يشعر بالرضا الكامل بأن إدارة ناديه بذلت بالفعل كل ما في وسعها لإعادة نيمار إلى كامب نو، وعلق الأرجنتيني قائلا: "بصراحة لا أعلم ما إذا كان برشلونة فعل كل شيء ممكن من أجل عودة نيمار.. لكن الأكيد أن التفاوض مع باريس سان جيرمان ليس بالأمر السهل".
وبالتأكيد، كان تعاقد برشلونة مع أنطوان جريزمان تأثيره على حظوظ عودة نيمار إلى النادي الكتالوني، فاللاعب الفرنسي انتقل إلى ملعب كامب نو مطلع الموسم الجاري مقابل 120 مليون يورو، ما يعني أنه سيكون من الصعب على النادي الكتالوني استقطاب لاعب آخر في ذلك الوقت.
سبب آخر، ربما كان عاملا هاما في تفكير ميسي بالرحيل عن النادي وهو إقالة إيرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة السابق.
لم يشعر ميسي بالرضا بعد رحيل فالفيردي، فعلى الرغم من خسارة برشلونة برباعية دون رد أمام ليفربول في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (النسخة الماضية) إلا ان اللاعب الأرجنتيني خرج فيما بعد وأكد أن الخطأ كان من اللاعبين ولا يتحمل المدرب المسئولية كاملة، في الوقت ذاته عقد بارتوميو اجتماعًا مع فالفيردي لمناقشة مستقبله إلا أنه لم يجرؤ على اتخاذ الإقالة وجدد فيه الثقة.
بعد تكرار الهزائم والخروج من بطولة كأس السوبر الإسباني على يد أتلتيكو مدريد، لم تتحمل الجماهير الكتالونية توالي الخسائر ليخرج بارتوميو معلنًا إقالة المدرب الإسباني.
تلا رحيل فالفيردي، خلافًا بين إريك أبيدال المدير الرياضي للفريق وبين ميسي، حيث خرج أبيدال ليلقي باللوم على اللاعبين مشيرًا إلى أن بعضهم لم يكن يتدرب بشكل جيد تحت إمرة المدرب الإسباني.
قال أبيدال: "بعض اللاعبين لم يتدربوا بجدية مع المدرب الإسباني السابق إرنستو فالفيردي".
وأضاف: "لم يكن العديد من اللاعبين راضين على فالفيردي وبعضهم لم يتدرب بجدية، كانت هناك أيضا مشاكل داخلية رغم أن علاقة غرفة الملابس بالمدرب جيدة".
انفجر ميسي غضبًا وخرج ببيان رسمي عبر حسابه الرسمي على "انستجرام" انتقد فيه سياسة أبيدال، وقال: "أعتقد أنه عندما نتحدث عن اللاعبين، يجب أن نعطي أسماء لأننا سنصبح متسخين، وسيدعم ذلك الأشياء غير الصحيحة التي تُشاع".
احتكاكات ميسي بإدارة برشلونة زادت مؤخرًا، فالنادي كان أحد أبرز المتضررين من أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، التي اندلعت في شهر مارس الماضي، ولم يسلم اللاعبون من اتهامهم بوجود خلافات مع الإدارة بشأن تخفيض رواتبهم للمساهمة في الصمود أمام تلك الأزمة التي أوقفت النشاط ومنعت حضور الجماهير أغلفة الصحف الإسبانية وصفحاتها.
اضطر ميسي للرد مجددًا على الاتهامات التي وُجهت للاعبين، وقام بنشر بيان رسمي حملت هجوما بطريقة غير مباشرة ضد إدارة برشلونة، حيث كتب: "لم نندهش أبدا إزاء حقيقة أن البعض من داخل النادي حاولوا وضعنا تحت المجهر لزيادة الضغوط علينا من أجل القيام بما نقوم به دائما على أي حال".
فيديو قد يعجبك: