"رحيل لامبارد".. هل يحلم أبراموفيتش بتكرار معجزة 2012؟
في قرار لم يكن مفاجئًا للكثيرين، أطاحت إدارة نادي تشيلسي الإنجليزي بالمدير الفني الشاب فرانك لامبارد، بعد سلسلة من النتائج المخيبة للفريق خلال الموسم الحالي، خاصة على الصعيد المحلي.
ويحتل تشيلسي المركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد مرور 19 جولة من عمر المسابقة، حيث جمع 29 نقطة، بعدما حقق ثمانية انتصارات فقط، في مقابل خمسة تعادلات وستة هزائم.
لامبارد تولى القيادة الفنية لتشيلسي في صيف 2019، خلفًا للمدير الفني الإيطالي ماوريتسيو ساري، وقدم انطلاقة مشجعة في ظل ظروف عصيبة مر بها ناديه، بعد رحيل نجمه البلجيكي إيدين هازار، وتعرضه لعقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لمخالفة قواعد التعاقد مع اللاعبين الناشئين، تمثلت في حرمانه من إبرام تعاقدات في فترة الانتقالات الصيفية بعام 2019.
أنهى تشيلسي موسم 2019/2020 في المركز الرابع بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما منحه بطاقة تأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الحالي، وأمنت البطاقة ذاتها بقاء لامبارد في منصبه، بعدما نال ثقة الروسي رومان أبراموفيتش مالك نادي العاصمة الإنجليزية، وشجعه على ضخ الكثير من الأموال لبناء فريق قوي قادر على المنافسة على لقب بريميرليج.
أنفق تشيلسي ما يقرب من ربع مليار يورو في الصيف الماضي، بعدما تعاقد مع سبعة لاعبين أولهم المغربي حكيم زياش نجم أياكس أمستردام السابق، والألمانيين تيمو فيرنر وكاي هافرتز من صفوف لايبزج وباير ليفركوزن على الترتيب.
تشيلسي أبرم أيضًا صفقة بارزة بالتعاقد مع الظهير الأيسر بن تشيلويل من صفوف ليستر سيتي، كما فاز بخدمات البرازيلي المخضرم تياجو سيلفا قائد باريس سان جيرمان السابق والفرنسي الشاب مالانج سار من صفوف نيس بشكل مجاني بعد انتهاء تعاقديهما، واختتم الـ "ميركاتو" بالتعاقد مع الحارس السنغالي إدوارد ميندي من صفوف ستاد رين.
لكن نتائج تشيلسي لم ترض طموحات رجل الأعمال الروسي الذي اشتهر بعد الصبر على مدربيه، وازدادت التوقعات بشأن اتخاذ قرار بإقالة لامبارد، خاصة في الأسابيع الأخيرة، بعدما حقق الفريق فوزًا وحيدًا في بريميرليج بالجولات الخمس الماضية.
اشتهر أبراموفيتش بأنه رجل عاشق للمغامرات، حيث تعاقد مع العديد من المدربين الشبان، كما استقدم الكثير من الأسماء من مدارس متنوعة سواءً في الصيف أو في منتصف الموسم.
واحدة من أبرز التجارب التي لم ينساها عشاق النادي الأزرق، تمثلت في قرار الإطاحة بالبرتغالي الشاب أندريه فياس بواش من القيادة الفنية للفريق، في شتاء عام 2012، بعد تراجع كبير لنتائج الفريق تحت قيادته، رغم الآمال الكبيرة التي بناها عليه أبراموفيتش، الذي توقع استنساخ تجربة جوزيه مورينيو عندما تعاقد مع بواش الذي كان مديرًا فنيًا لفريق بورتو.
احتاج أبراموفيتش 40 مباراة فقط لاتخاذ قرار نهائي بإقالة فياس بواش مطلع مارس عام 2012، أملًا في إنقاذ مسيرة الفريق في دوري أبطال أوروبا، بعد الخسارة أمام نابولي الإيطالي بثلاثة أهداف مقابل هدف في ذهاب دور الستة عشر.
تولى الإيطالي روبيرتو دي ماتيو مساعد فياس بواش المهمة في ذلك الوقت، وحقق واحدة من المعجزات الكروية، بعدما نجح في لم شمل الفريق في وقت قياسي، وتجاوز نابولي بالفوز بأربعة أهداف مقابل هدف إيابًا، بعد مواجهة امتدت لوقت إضافي، قبل مواصلة الطريق بنجاح نحو اللقب الأغلى في تاريخ النادي.
تجاوز تشيلسي فريق بنفيكا البرتغالي في الدور ربع النهائي، قبل تأهل ملحمي على حساب برشلونة الإسباني في نصف النهائي، وفي المباراة النهائية تفوق بركلات الترجيح على بايرن ميونخ الذي خاض المباراة وسط جماهيره في الأراضي الألمانية، بعد انتهاء المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق.
تشيلسي تُوج في الموسم ذاته بكأس الاتحاد الإنجليزي، بعد الفوز على ليفربول بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية، لتنجح مغامرة أبراموفيتش الجنونية بامتياز في ذلك الموسم، إلا أن بقاء دي ماتيو في منصبه لم يدم طويلًا، حيث تمت إقالته في الموسم التالي.
العديد من التقارير البريطانية أشارت إلى أن الألماني توماس توخيل مدرب بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان السابق يعد أحد أبرز المرشحين لخلافة لامبارد، لكن بعض الأسماء البارزة، وفي مقدمتها الإيطالي ماسيميليانو أليجري تبقى بقوة في الصورة.
فيديو قد يعجبك: