"أزمة في المباريات الكبيرة" التأثير السلبي لمشروع بيب الجديد مع مانشستر سيتي (تحليل)
كتب - أحمد علاء
بالطبع يظهر مانشستر سيتي كواحد من أفضل فرق كرة القدم بالعالم، منذ تولي بيب جوارديولا تدريب الفريق، لكن هل سيستمر ذلك مع تغيير أسلوب اللعب الخاص بالمدرب الإسباني، الذي كان يعتمد على طريقة "تيكي تاكا" الشهيرة، وتحول الآن إلى طريقة مختلفة تعتمد في الشق الهجومي على مهاجمه النرويجي البارع، إرلينج هالاند.
المهاجم النرويجي نجح في تسجيل 22 هدف خلال 16 مباراة بجميع المسابقات منذ انضمامه للسيتي في سوق الانتقالات الصيفية الماضي، قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، بالإضافة إلى تسجيله "هاتريك" في 3 مناسبات.
بالطبع سيتي حتى الأن يمشي في الاتجاه الصحيح، من أجل تحقيق بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وأيضًا يضع عينه على الحفاظ على لقبه كبطل للدوري الإنجليزي.
لكن على الرغم من المستويات الجيدة التي يقدمها الفريق حتى الآن، إلا انها قد تكون خادعة نوعًا ما، خاصة على مستوى المنافسة القارية، خارج الملاعب الإنجليزية، حيث تعثر الفريق حتى الآن في 5 مباريات، من بينها خسارته للقمة الإنجليزية أمام ليفربول في مناسبتين هذا الموسم فقط، رغم أن الأخير يقدم موسمًا ضعيفًا.
في بداية الموسم، خسر سيتي من ليفربول بثلاثية في مباراة الدرع الخيرية، ثم تعادل مع نيوكاسل بثلاثة أهداف لمثلها في الدوري، وبنفس النتيجة تعادل أمام برشلونة في مباراة خيرية.
ثم تعثر السيتي أمام أستون فيلا في الدوري بالتعادل بهدف لكل فريق، وبدون هالاند، تعادل سلبيًا مع الخصم الأسهل له بمجموعته بدوري الأبطال، كوبنهاجن الدنماركي، وخسر بعدها أمام ليفربول للمرة الثانية بهدف.
ومؤخرًا تعادل مع بوروسيا دورتموند الألماني بدوري الأبطال، وكان الطرف الأضعف في هذا اللقاء تحديدًا، حيث استقبل الفريق 11 تسديدة رغم حيازته للكرة بنسبة 73%.
كما ذكرت احصائية عقب فوز الفريق بديربي مانشستر، أن سيتي كان ليصبح في المركز السادس لو نُزعت منه مساهمات هالاند الهجومية، خاصة بعد أن ساهم النرويحي في تسجيل 5 أهداف بالديربي، بتسجيله هاتريك وصناعة هدفين، في مباراة انتهت بفوز السماوي بنتيجة 6-3، أي أنه كان ليخسر بنتيجة 3-1 لولا وجود هالاند، بالطبع هو شيء إيجابي لسيتي وهالاند، أن يفوز بهذا الفارق، إلا أنه شيء غير مبشر أيضًا في عدم وجوده.
سيتي كان يعتمد بشكل دائم على المهاجم الوهمي، وهو مهاجم يسقط للخلف، ويقوم ببناء اللعب رفقة زملاءه، إضافة إلى دوره الدفاعي الذي يساعد به لاعبي وسط الملعب في قطع الكرات، وهو دور لا يقوم به مهاجم مانشستر سيتي حاليًا نظرًا لأنه يعتمد على المهاجم الصريح، دائم التواجد في المناطق الدفاعية للخصم.
العمق الهجومي الذي كان يلعب به سيتي، أصبح أقوى في وجود هالاند، وذلك بدخول الجناحين في منطقة العمليات بشكل دائم، بينما يقوم ظهيري الجنب بفتح الملعب، وذلك يُظهر السيتي بـ5 لاعبين في الثلث الأخير من الملعب في الحالة الهجومية، مضاف إليهم رأس المثلث دي بروين، وإلى جانبيه لاعبا الوسط الآخرين، وبحسب سياق اللعب يتداخل الثلاثي المتبقي في المناطق الدفاعية، وهم لاعب الارتكاز، وقلبي الدفاع مع رجوع الظهيرين أو لاعبيّ الوسط.
وهذا يجعل دفاع السيتي معرض بشكل دائم لاستقبال الهجمات المرتدة، حيث يبقى فقط 3 لاعبين في الثلث الخلفي، مقابل 7 في الثلثين الثاني والثالث بكثافة أكبر مما كان عليه أسلوب لعب الفريق قبل وجود هالاند.
وفي الشكل التالي تجد طريقة لعب سيتي الهجومية، أثناء بناء هجمة من الجبهة اليمنى، قبل وجود هالاند، وستجد فيها المدافع الأيسر ينضم إلى قلبي الدفاع لتشكيل ثلاثي دفاعي، وفي بعض الأحيان يقوم باللعب كارتكاز ثان في منتصف الملعب، وهو ما توضحه الصورة. (العكس يحدث عند الهجوم من الجبهة اليسرى)
وخلال المباراة الأخيرة لمانشستر سيتي في الدوري، والتي غاب عنها هالاند، ستجد أن الفريق كان في مأزق كبير أمام فريق ليستر سيتي، الذي يعاني أيضًا هذا الموسم، لكنه ظهر ندًا قويًا للسماوي، حيث ظهر الضيوف بدون قوة هجومية حقيقية في غياب هالاند، والدليل على ذلك كان الفوز بهدف جاء من ركلة حرة مباشرة، في مقابل استقبال عدد هائل من الفرص الخطيرة، التي أجبرت جوارديولا على الدفاع في بعض الفترات للحفاظ على هدفه وتحصيل نقاط المباراة.
Leicester 0-1 Man City
The momentum graphic shows how Leicester nearly turned it around late on, but Manchester City go top of the PL table, for a day at least.#LEIMCI pic.twitter.com/1IlA8tLT3v
— The Analyst (@OptaAnalyst) October 29, 2022
الخلاصة، هي أن كثافة مانشستر سيتي في وسط الملعب، باتت أقل كثيرًا بالاعتماد على المهاجم الصريح، وهي طريقة بالنسبة لبيب جوارديولا، غريبة بعض الشيء، حيث تعود دائمًا أن يشرك المهاجم الصريح في عمليتي بناء اللعب والعودة للدفاع، أو حتى التحول لأحد طرفي الملعب، وإرجاع الجناح للمناطق الدفاعية، وكل هذا لا يتم بعد الاعتماد على هالاند، فهل يكسب بيب رهانه الجديد؟ أم يعود مرة أخرى لطريقته المعتادة، التي لم تبدي نفعًا على الصعيد الأوروبي معه منذ الرحيل عن برشلونة؟..
وفي النهاية، سيظل هالاند هو رهان بيب هذا الموسم، بل ومن الممكن أن يظل رهانه مستقبلًا، كما أن الطريقة الجديدة التي قرر اتباعها قد لا تتغير، حتى في حال خسارته لدوري الأبطال مرة أخرى، ولهذا، فإننا أمام مشروع جديد وأسلوب خاص في مرحلة البناء، ويحتمل الفشل والنجاح، لكنه بالتأكيد يواكب أسلوب اللعب السائد في كرة القدم حاليًا، والذي يعتمد أولًا على السرعة، ثم كثرة التمرير وخلق المساحات عبر تحرك اللاعبين.
فيديو قد يعجبك: