الطريق إلى الحلم.. من الـ10 خشبات إلى النوم مع الكأس في السرير
ليونيل أندريس ميسي، بدأ حياته بقرية من القرى الفقيرة بالأرجنتين، تدعى روساريو، لأسرة من الطبقة المتوسطة، والتي أرادت أن تجعل من ميسي رياضيًا معروفًا، حتى تتحسن ظروفهم الاقتصادية، كما هو الحال هناك في بلاد المواهب بأمريكا الجنوبية.
ميسي الذي كان يعشق كرة اليد، ويريد أن يُصبح مدرسًا عندما يكبر، جاءه عرض من العملاق الإسباني برشلونة، لم يغير حياته أو حياة عائلته فقط، بل غيّر تاريخ كرة القدم.
تخلى ميسي عن لعبته المفضلة، كرة اليد، وقرر التركيز فقط في كرة القدم، وذلك كان لسببين، أولهم أن سيعيش هو وأهله في مستوى أفضل في إسبانيا، والثاني، كان المرض الذي عانى منه صغيرًا.. "نقص هرمون النمو" والذي وصلت تكلفته العلاجية إلى ما بين الـ900 إلى 1000 دولار شهريًا، وهو ما لم تكن عائلته لتقدر عليه، وتكفل به نادي برشلونة.
ويعد نقص هرمون النمو، من أسباب مرض أكبر يدعى مرض "القزامة"، وهو نفس المرض الذي يعاني منه صانع المحتوى الشهير، التركي كوكسال بابا، الذي يشبهه الكثيرين بأنه "ميسي الصغير"، الفارق كان أن ميسي وجد العلاج من هذا المرض، واكتسب 17 سم زيادة عن طوله الذي كان متوقعًا أن يقف عنده، ووصل طوله لـ170سم، وهو طول مناسب بالنسبة للعبة تحتاج لمجهود وقوة بدنية كبير كلعبة كرة القدم.
مع برشلونة، لعب ميسي لأول مرة مع الفريق الأول في 2004، خلال مباراة أمام فريق إسبانيول، وحينها كان يبلغ من العمر 17 عامًا وثلاثة أشهر، وهو اللاعب الأصغر الذي شارك مع الأول في تاريخ البلجورانا.
35 بطولة مع البارسا كان حصيلة ما قدمه الأسطورة الأرجنتينية مع الفريق، مقسمة إلى 10 دوري إسباني، 7 كأس ملك إسبانيا، و8 كأس السوبر الإسباني، و4 دوري أبطال أوروبا، 3 سوبر أوروبي، و3 كأس العالم للأندية، كما توّج أيضًا بـ7 كرات ذهبية "بالون دور".
المتخاذل
الأسم الذي التصق بميسي مع المنتخب، كان سببه أنه يقدم كل شيء مع برشلونة، لكن مع منتخب الأرجنتين لم يقدر على تحقيق أي شيء يذكر.
مع منتخب الشباب تحت 20 سنة، نجح ميسي في أن يفوز بكأس العالم للشباب 2005، ويسجل في البطولة 6 أهداف منهم 2 في المباراة النهائية أمام منتخب نيجريا، وحصل على لقب أفضل لاعب في البطولة، ثم لعب بعدها أومبياد بكين 2008، وفاز بالميدالية الذهبية مع الأرجنتين، بعد الفوز على منتخب نيجيريا الأولمبي في النهائي بهدف سجله دي ماريا.
وبسبب الانطلاقة القوية مع منتخبات الشباب بالأرجنتين، كانت الطموحات كبيرة للغاية، الكل انتظر مارادونا جديد، وكأس عالم يضاف إلى كأسي العالم التي حصلت عليهم بلاد التانجو في 1978 و1986، لكن هذا لم يحدث طوال مسيرة ليو.
وصلت الأرجنتين إلى نهائي كوبا أمريكا وخسرت أمام تشيلي بركلات الترجيح، كما وصلت أيضًا لنهائي المونديال أمام ألمانيا، وخسرت بهدف، ليلازم "النحس" مسيرة ميسي الدولية.
وفي نهاية مشواره كلاعب كرة قدم، نجح ميسي في الصعود لمنصة التتويج، بأول لقب يحققه مع الأرجنتين، بالفوز على البرازيل صاحبة الأرض، بركلات الترجيح أيضًا، ليُصبح ميسي بطلًا قوميًا، لكن ينقصه أيضًا الفوز بالبطولة الأهم، كأس العالم.
الأمل الأخير
ذهب ميسي (35 عامًا) ورفاقه إلى قطر، وبدأت مبارياتهم بمواجهة منتخب السعودية، وسجل ليو هدف الافتتاح، لكنه صدم من رد فعل السعوديين، وخسرت الأرجنتين بهدفين لهدف، في مباراة كسرت قلوب المشجعين الأرجنتينيين.
في المباراة التالية، واجهت الأرجنتين منتخب المكسيك، ونجح ميسي في تسجيل هدف وصناعة آخر، لتفوز رقصة التانجو بهدفين دون رد، ثم بنفس النتيجة تكرر فوز الأرجنتينيين أمام بولندا، للتصدر شمس الأرجنتين المجموعة.
وفي دور الـ16، واجه منتخب الأرجنتين منتخب أستراليا، وفاز عليه بصعوبة بنتيجة 2-1، في مباراة سجل فيها ميسي الهدف الأول.. أصبحت عادة؟!
ثم أمام منتخب هولندا، لعبت الأرجنتين حتى الدقيقة 80 مباراة رائعة، وتقدمت بهدفين دون رد، لكن مع تبقي آخر 7 دقائق على صافرة النهاية، نجح البديل فيجورست في تسجيل هدفين، لتتعادل هولندا 2-2.. ميسي حينها وقف مصدومًا في منتصف الملعب.. ثم قام بتحفيز زملاءه، وذكرهم برغبته الشديدة في التتويج، وهنا قاتلوا، وقدموا كل شيء لديهم، إلى أن انتهى اللقاء بفوز التانجو بفضل الحارس إيمليانو مارتينيز، الذي سبق وصرح أنه على استعداد للتضحية بحياته، من أجل رؤية ميسي بطلًا منتصرًا بمونديال العالم.
مباراة نصف النهائي، وقعت الأرجنتين في مواجهة عصيبة أمام كرواتيا، التي وصلت لنهائي مونديال روسيا 2018، بعدما نجحت في الفوز على الأرجنتين نفسها بدور المجموعات بنتيجة 3-0، وهي نفس النتيجة التي ردها ميسي وألفاريز لكرواتيا، لينجح ليو في بلوغ النهائي للمرة الثانية.. 90 دقيقة على الحلم!
الحلم
في النهائي، واجه الأرجنتين، منتخب فرنسا "حامل اللقب".. توقعات الفوز على فرنسا التي أخرجت الأرجنتين من مونديال روسيا بالفوز برباعية، كانت ضئيلة، لكن بعد صافرة البداية بقليل، نجح ميسي في أنه يتقدم للأرجنتين 1-0 من علامة الجزاء، ثم أضأف بطل الأولمبياد، دي ماريا، هدف التعزيز لتصبح النتيجة 2-0 للأرجنتين! ليبدأ الشعور باقتراب تحقيق الحلم الذي انتظره الأرجنتينيين منذ 1986.
ظهر مبابي مع آخر دقائق الشوط التاني، ونجح في تسجيل هدفين في دقيقتين لتصبح النتيجة 2-2.. قمة الدراما!
وصلت المباراة إلى الأشواط الإضافية، شمسي ميسي تسطع من جديد! يسجل مرة أخرى! الأفراح تجتاح شوارع الأرجنتين، 10 دقائق فقط، ويتحقق الحلم.. وقبل دقيقتين فقط من النهاية، ظل مبابي يطغى مرة أخرى، ويسجل الـ"هاتريك" معدلًا النتيجة.
وفي ركلات الترجيح، مارتينيز ينجح مجددًا ويتألق أمام الفرنسيين، ويضع الأرجنتين على منصة التتويج بلقب كأس العالم، الذي استلمه ميسي محققًا حلمه، ومرتديًا "البشت الخليجي"... وهنا نجح في إتمام المهمة.. "قفّل اللعبة".
فوز ميسي بكأس العالم لم تتوقف أصداءه إلى الآن، حيث حطم ليو كل الأرقام القياسية داخل وخارج الملعب، بعد أن وصلت صورته محتضنًا الكأس التي كان يحلم بها طوال حياته على منصة انستجرام، إلى 38 مليون و210 ألف و534 إعجاب.
وذكر مارك زوكربيرج مؤسس شركة بيتا التي تمتلك العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أن هذه الصورة هي الصورة الأكثر إعجابًا في تاريخ منصة انستجرام، كما ذكر أيضًا، أن "واتساب" حقق رقم قياسي بإرسال 25 مليون رسالة في الثانية خلال مباراة النهائي.
واستمر النهائي الذي امتد لأشواط إضافية، وركلات ترجيح، إلى ساعتين و56 دقيقة، مما يعني أن عدد الرسائل التي أرسلت عبر واتساب خلال هذه الفترة، وصل إلى 264 مليار رسالة، مما يعكس الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها كرة القدم.
فيديو قد يعجبك: