منعت على اللاعبين ذو البشرة السمراء.. كيف دخلت كرة القدم البرازيل؟
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت-هند عواد:
"يلعب البرازيليون كرة القدم كأنهم يرقصون".. يصف أسطورة أرسنال، البرازيلي جلبرتو فريدي طريقة لعب مواطنيه بهذه العبارة ويبررها بانحدارهم من الأصول الإفريقية، وتتميز كرة القدم البرازيلية بالعفوية والميل إلى الارتجال وإظهار المهارات كالرقص على سلالم متحركة.
وفقا لكتاب "كرة القدم.. الحياة على الطريقة البرازيلية" لـ أليكس بيلوس، يفسر المؤرخون طريقة لعب البرازيليين بالتمييز العنصري ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء، فكان عليهم أن يطوروا مهاراتهم الفردية في التسديد والمراوغة، لكي لا يتم عقابهم بالضرب بعد الاحتكاك مع اللاعبين البيض.
ويقول دمنجور دي جويا، المدافع البرازيلي خلال الثلاثينيات، في الكتاب السابق، أنه عندما كان صغيرا كان يخاف لعب كرة القدم، لأنه يرى اللاعبين أصحاب البشرة السمراء يتعرضون للضرب نتيجة الاحتكاك مع أًصحاب البشرة البيضاء، لهذا طالبه أخاه الأكبر بتحريك قدميه كأنه يرقص ومناورة خصمه، ومن هنا أصبحت كرة القدم بالنسبة إليه "رقص".
ويتم تفسير اللعب البرازيلي وفقا لأسباب أخرى، منها أن أغلب البرازيليين تعلموا كرة القدم في بالشوارع، التي تتميز بكوّنها أرضا حجرية وصلبة، فكانوا يحصرون على الثبات بالكرة وعدم السقوط، كل هذه العوامل شكلت شخصية اللاعب البرازيلي.
بداية كرة القدم البرازيلية
دخلت كرة القدم إلى أرض السامبا عن طريق اللاعب البرازيلي تشارلز ميلر عام 1894، عندما وصل إلى ميناء سانتوس بساو باولو، بعد إنهاء دراسته في إنجلترا، ليعود ميلر معه كرة قدم ومنفاخ وأحذية للعب كرة القدم إلى جانب كتاب يتضمن قواعد اللعبة.
وتحول ميلر إلى بطل قومي وسميت شوارع ساو باولو باسمه، فيما دخلت اللعبة مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عن طريق الإنجليزي، أوسكار كوكس حينما عاد من لوزان بسويسرا عام 1901 ونظم مباريات بين أعضاء نادي الكريكت وبعض الشباب المحليين.
العنصرية وكرة القدم البرازيلية
كانت شروط الأندية في البرازيل تتميز بالعنصرية، حتى بعد انتهاء العبودية ظلت اللعبة ممنوعة على أصحاب البشرة السمراء، لهذا كان انضمام هؤلاء اللاعبين في صورة تسرب إلى نواد كبرى، وكانوا يخفون أي علاقة لهم بالعرق الأسود.
ومن هؤلاء اللاعبين، آرتور فريد نريتش، ابن مهاجر ألماني وأم برازيلية صاحبة بشرة سمراء، لكن مظهره لم يشر إلى عرق والدته إلا شعره المجعد، ولهذا كان دائماً ما يحاول إخفاءه قبل المباريات، فكان يقوم بتمليس شعره قدر المستطاع باستعمال الزيوت، وكثيراً ما كان يتأخر عن المباريات بسبب هذا.
وكان أشهر هؤلاء اللاعبين كارلوس ألبرتو، ابن أحد المصورين وأول أصحاب البشرة السمراء المنضمين إلى نادي فلومينينسي، ليتجنب العنصرية كان يطلي وجهه بدقيق الأرز قبل المباريات، وعندما يزول الدقيق كان يهتف الجمهور "دقيق الأرز"، لدرجة أن هذا الاسم أصبح لقب الفريق بعدها، وأصبح دقيق الأرز وسيلة للجماهير قبل المباريات المهمة، إذ كانوا ينثرونه لجلب الحظ.
واستمرت العنصرية في الملاعب البرازيلية، حتى انضم 3 لاعبين من أصحاب البشرة السمراء إلى أحد الأندية الكبرى "فاسكو" إحدى فرق الدرجة الأولى عام 1923، ترتب على هذا تكوين اتحاد لا يضم الفريق، إلا أن النادي كان صاحب شعبية كبيرة، فاضطر المنظمون إلى دعوته مرة أخرى، لكن بشروط تعجيزية لمحاولة إقصاء اللاعبين غير المرغوبين.
وكانت أبرز هذه الشروط، كتابة كل لاعب اسمه وتوقيعه على طلب العضوية وكان هذا أمرا صعبا على نادي فاسكو، إذ كان معظم أعضائه أميين، لكنه تمكن من التغلب على هذا الشرط بإرسال اللاعبين إلى فصول محو أمية.
واضطر اللاعبون غير القادرين على التعلم تغيير أسمائهم إلى "سلفا"، فكان الشرط التعجيزي الآخر أن يكون لكل نادي ملعبه الخاص، لكنهم اتحدوا وبنوا ملعب "ساو جانيرو" وكان من أضخم ملاعب البرازيل في ذلك الوقت.
وظهرت بعدها فرقا كاملة من اللاعبين أصحاب البشرة السمراء مثل فريق بونسوكيسو، لتعود كرة القدم إلى أبناء الشعب بعدما كانت حكرا على النخبة، وتنتشر السامبا البرازيلية في كافة أنحاء العالم، لتصبح علامة تجارية خاصة بهم.
اقرأ أيضًا:
"هدايا الكريسماس".. محمد صلاح يزور مستشفى الأطفال (صور)
ميهوب في حراسة المرمى.. باتشيكو يعلن تشكيل بيراميدز في مواجهة صنداونز
فيديو قد يعجبك: