محمد إيهاب صاحب برونزية الأوليمبياد: استلفت علشان البطولة.. وأمي قالتلي" مجبتش الذهب ليه؟" ( حوار)

حوارـ مصطفى الجريتلي:

اعتزل الجميع من أجل حلمه، غادر بلدته الفيوم ثاني أيام شهر رمضان الماضي، مودعا أمه:" أشوفك بعد الأولمبياد يا أمي بالذهب إن شاء الله"، رافضًا مقابلة ذويه أو أصدقائه إلا بعد رجوعه من أولمبياد ريو دي جانيرو بالذهب، ولكنه راضي بما حققه في البرازيل هذا العام على أن يحقق حلمه في الأولمبياد القادمة، "مصراوي" أجرى لقاءً خاصًا مع البطل المصري محمد إيهاب، صاحب الميدالية البرونزية في رفع الأثقال بمنافسات وزن 77 كجم، وإلى نص الحوار:

* كيف استعديت لأولمبياد ريو دي جانيرو؟

- ذهبت إلى نادي المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية في معسكر مغلق وشاركت بأكثر من بطولة خلال تلك الفترة، فحصلت على فضيتين وبرونزية في كازخستان 2014، و3 ميداليات ذهب في البطولة العربية 2015، والجائزة الكبرى في قطر 2014، وفضية في بطولة أمريكا للكبار المؤهلة للأولمبياد.

* منذ متى وأنت تُشارك دوليًا؟

- أشارك منذ عام 2007، ولدي 4 ميدليات مع الناشئين و5 مع الكبار.

* كيف كنت ترى مشاركتك في أولمبياد ريو دي جانيرو؟

- حصلت على جوائز كثيرة ولكن لا أحد ينتبه لها، فوجدت من هذه الأولمبياد فرصة أن يُسجل اسمي في التاريخ، وتشريف بلدي، فمصر لديها أقل من 30 ميدالية فقط عبر التاريخ، وإن حصلت على واحدة الجميع سيعرفني، وستُتاح لدي فرص ودعم فاستعديت لها بكل ما أُتيت من قوة: "كنت مستني البطولة دي عشان أوري الناس الاحتراف أنا دارس وأكاديمي وحياتي كلها رفع أثقال كنت محتاج الدعم بحيث أكون مرتاح، أي فكرة في دماغي أنفذها، كنت متكتف، أخدت مكافاة بطولة كازخستان 2 فضة وقعدت أصرف منها لحد لدوقتي واستلفت عشان البطولة الحالية".

* هل كان كل ذلك بدعم من الاتحاد؟

- الاتحاد يدعمني منذ فترة كبيرة أنا من الناشئين كنت في الفيوم، و في 2010 ذهبت إلى نادي المؤسسة العسكرية في الهايكستيب ومنه للإسماعيلية؛ حيث الرعاية والاهتمام التي تواكب المنتخب ولكن للاعب دور كبير في المواظبة والتحمل، ففي النادي لا أحد سيُجبرك في التمرن بأسلوب معين: "اللي عاوز يكسب حيدوس على نفسه".

* كيف جاء دخولك مجال رفع الأثقال؟

- أنا خريج تربية رياضية تخصص رفع أثقال وتم توظيفي في شركة الكهرباء عام 2009؛ حينما حصلت على برونزي الناشئين في بطولة برومانيا.

*هل دخلت في أي معسكر قبل الإسماعيلية؟

-ودعت والدتي ثاني يوم رمضان وأخبرتها إني لن أعود إلى بالذهبية وفي العيد طالبتني النزول إلى الفيوم ولكنني أخبرتها إني في معسكر بالإسكندرية فدعت لي وتمنت لي التوفيق.

* ماشعورك وأنت تستعد للذهاب إلى البرازيل؟

- أول ما ذهبت إلى البرازيل ومن قبلها وأنا أشعر بفخر وشرف تمثيل بلدي والرجوع بالميدالية: "مرجعتش أسلم على صحابي وأهلي قبل السفر للبرازيل وقلتلهم مش حرجع أسلم غير وأنا راجع بالميدالية الذهب".

*كيف كانت المنافسة؟

- كنت أقاتل وأبذل أقصى ما في وسعي ولو كان هناك أمل لتحسين الميدالية كنت فعلت، المنافسة كانت فوق التوقعات: "محدش كان يتوقع أداء الصيني والكازخستاني ومنتظر تحاليل الكازخستاني لتحسين الميدالية".

* أول من هاتفك عقب الفوز؟

- والدتي وقالت لي :" مجبتش الذهب ليه"، هى تراني أتعب وأكافح من أجلها فأخبرتها إنس سأعوضها لها المرة القادمة.

*هل وعدك أحد من الاتحاد بمكافأة؟

- حتى الآن لم يوعدني أحد، وكان لدي مكافآت متأخرة لدى الاتحاد بسبب اللوائح، شاركت بالبطولة العربية وحصلت على الذهب ولكن: "قالولي مش هتاخد المكافأة لأنه لم يشارك معك 8 لاعيبة وهذه هى اللوائح.. أنا مالي أنا اتمرنت وتعبت، لكن أتمنى الدعم والدعم المادي طبعًا مهم لتنفيذ معسكرات طويلة".. ومحافظ الفيوم هاتفني وأخبرني إنه سيكرمني حال عودتي :" الدعم المعنوي أيضًا له أثر كبير بجانب المادي".

* ماذا تنتظر وقت عودتك لمصر؟

انتظر روؤية الفرحة في عيون المصريين في المطار إن شاء الله.

* الآن انتهى دورك بأولمبياد البرازيل.. هل تنظر لـ 2020؟

- نعم وأعدكم مع الدعم بصورة أفضل مما سبق بالإضافة إلى ما سأبذله من مجهود سنحقق أرقامًا جديدة: "الدعم يخليك تقدر تعمل خطة طويلة بدل ما تلعب بطولات صغيرة عشان تاخد مكافأت تصرف بيها على نفسك ".

*هل كنت تخشى منافسًا بعينه في البطولة؟

لا.. فالجميع معروف ومعروف أرقامه، لن أُنزل الحديدة من يد أحد، ولكن كل ما عليّ هو الاجتهاد والتمرين، قبل حصولي على الميدالية وقفت أمام المرآة: "أنا جبت أخري، أنا تعبت السنة اللي فاتت والكل وقف جنبي وعشمان فيا ولازم مخذلهمش".

*لماذا تخلفت عن لقاء الرئيس؟

- كان لدي مران والمكتب الرئاسي تفهم الوضع، وأتمنى مقابلته حينما أتي لمصر، وحينها سأتأسف له وأخبره إن المسؤولية كانت كبيرة، وكان لابد أن أكون على قدرها وإني أتمنى أن أكون شرفت بلدي.

*ماذا تتمنى لك على المستوى الشخصي؟

- أتمنى أن أحصل على شقة لوالدتي حتى ترتاح فراحتها تجلب لي الارتياح: "لدي 5 أشقاء توفي أحدهم وكان طبيبًا صيدليًا، وأخي الكبير هو من يعولنا بعد وفاة والدي، حيث توفى وأنا في بطولة عام 2007، وحينما عدت أخبروني إنه توفى من 10 أيام ونسكن في الطابق الخامس بالمدينة الصناعية حيث تصليح السيارات والعوادم مما يضر بصحة والدتي، كما أن الطابق الخامس يصعب عملية صعودها ونزولها"، غير ذلك لا أريد شيئًا.

*كم عدد ساعات مرانك في اليوم ؟

كنت أتمرن يوميًا لمدة 3 إلى 5 ساعات وأشكر مدربي خالد قرني وكل زملائي على مساعدتي.

* ما رسالتك للمصريين؟

أتمنى أنهم يكونوا فرحانين بالميدالية مثل فرحي، وأكون قدرت أسعدهم، وأعدهم بإنجازات جديدة في المستقبل إن شاء الله.

*من مثلك الأعلى في اللعبة؟

البطل الإيراني حسين زادة "مسيرته الرياضية ذهب وأرقامه متكسرتش أسطورة كبيرة لما أتذكره ببقى عاوز أكون نسخة مصغرة منه".