قصة "ميساء العباسي".. ملاكمة تونسية رفضت مواجهة إسرائيلية
كتب- علي البهجي:
قبل أيام، فضلت الملاكمة التونسية ميساء العباسي، الخسارة على مواجهة منافسة إسرائيلية خلال البطولة الدولية للملاكمة روسيا، وذلك في إطار استعدادات منتخب تونس لخوض دورة تأهيلية في السنغال للألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.
القرعة أوقعت الملاكمة التونسية أمام لاعبة إسرائيلية في أحد الأدوار الإقصائية من البطولة خلال منافسات وزن تحت 69 كجم، لتقرر ميساء الانسحاب، وبذلك تصبح مهزومة؛ طبقا لقوانين اللعبة.
عقب قرار ميساء خرجت أصوات في الوسط الرياضي التونسي تهاجم الملاكمة بسبب قرارها، وتؤكد أنها كان عليها مواجهة اللاعبة الإسرائيلية وهزيمتها في الحلبة، بدلا من الانسحاب أو المقاطعة عن المشاركة.
على الجانب الآخر، أشاد البعض بموقف ميساء العباسي، معتبرين ما قامت به تمسكا بالقيم وانتصارا للقيم والمبادئ والوطنية والحفاظ على وحدة الصف العربي.
تواصلنا مع اللاعبة التونسية ميساء العباسي وأجرينا معها حوارًا للتعرف على أسباب هذا القرار وتبعاته على حياته.
في البداية كيف تم إبلاغك بمواجهة اللاعبة الإسرائيلية؟
تأهلت لدور متقدم في المنافسات وبعدها أجريت القرعة لأجد نفسي أمام مواجهة لاعبة إسرائيلية، بعدها قررت عدم اللعب والانسحاب حتى لو كان الثمن الهزيمة.
هل كان للمدرب رأي آخر؟
بالعكس مدرب المنتخب كان معي في الرأي وتمسك بعدم خوضي تلك المباراة وبالفعل قررت الانسحاب.
ماذا فعل المدرب قبل قرار الانسحاب النهائي؟
حاول التواصل مع اللجنة المنظمة لتعديل القرعة، وإبلاغهم باستحالة تلك المواجهة نظرًا لعدم وجود تفاهم من جانبنا كعرب مع الجانب الإسرائيلي وتوتر العلاقة معهم، لكن قرار اللجنة جاء بالرفض.
ماذا حدث بعد ذلك؟
جاء المدرب ليبلغني بأنني لن أخوض المباراة وسيُبلغ اللجنة المنظمة بقرار الانسحاب وبذلك اعتبرت خاسرة.
هل واجهتِ مشاكل بعد هذا القرار ومعرفتك بردود الأفعال التي جاءت ضدك؟
المشاكل التي تعرضت لها هي أنني لم أخض المباراة؛ لأنني كنت أتمنى الاستمرار في البطولة وتحقيق إنجاز، لكن في النهاية قدر الله وما شاء فعل.
كيف تري وجهة النظر التي جاءت ضدك بسبب موقفك؟
تعرضت للكثير من الانتقاد خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل لماذا لم تواجهيها؟ لماذا لم تبرحيها ضربا فوق الحلبة؟ كل هذا الكلام بالتأكيد أزعجني جدًا.
متى بدأتِ رياضة الملاكمة وما هي أهم البطولات التي شاركت بها حتى الآن؟
منذ عام 2013، أمارس رياضة الملاكمة، وخضت العديد من المنافسات في تونس والجزائر، وحاليا أتواجد مع المنتخب التونسي للملاكمة الذي يستعد للتصفيات المؤهلة لأوليمبياد طوكيو 2020.
ما هو مجال دراستك؟
حاليا أدرس الآداب في الصف الرابع الثانوي بتونس، وأحاول الاجتهاد في مجالي الرياضي بجانب استكمال دراستي.
يذكر أن موقف ميساء العباسي ليس الأول لرياضين تونسيين رفضوا مواجهة إسرائيليين، ففي وقت سابق قررت اللاعب عزة بسباس، الانسحاب من نهائي كأس العالم للمبارزة بالسيف 2011 بإيطاليا حين اصطدمت بلاعبة إسرائيلية، كما كان هذا الموقف مشابه لما قامت به اللاعبة أُنس جابر، والتي اختارت الهزيمة في ربع نهائي دورة "باكو" للتنس 2013 أمام منافسة بولندية، حتى لا تواجه لاعبة إسرائيلية في قبل نهائي البطولة.
في عام 2013، أيضًا رفض مالك الجزيري، لاعب التنس، قرار القرعة التي أوقعته في مواجهة منافس إسرائيلي، لينسحب مرة أخرى حين أوقعته قرعة الزوجي مع ثنائي، بينهما لاعب إسرائيلي.
ليس الكبار وحدهم كانوا أصحاب مواقف من اللعب أمام خصوم من إسرائيل، فمحمد حميدة صاحب الـ 13 رفض مواجهة لاعب إسرائيلي في بطولة العالم للشطرنج 2016 برومانيا حين كان عمره 10 أعوام، وقال وقتها:" لن أواجه قاتل إخوتي في مجرد لعبة، الأصح أن أواجهه على أرض القدس، مجرّد جلوسي معه على نفس الطاولة تطبيع".
فيديو قد يعجبك: