من العبيد إلى كرة القدم.. كيف دخلت المراهنات عالم الرياضة؟
كتب - محمد القرش:
انتشرت منصات المراهنات في جميع دول العالم، وهناك تركيزا كبيرا على الشباب خلال الفترة الأخيرة، نظرا لمعرفتهم الجيدة في الرياضات وتحديدا كرة القدم.
في القرن الماضي كانت المراهنات تمثل دخلاً هاما للاتحادات الرياضية الأوروبية والأمريكية، ووصل دخل المراهنات فى بعض الدول مثل إيطاليا إلى مليارات الدولارات، وكان يشكل هذا الدخل الدعامة الرئيسية في تمويل الاحتراف.
ودخلت المراهنات مجال الرياضة فى العصر الروماني في القرن الأول بعد الميلاد، وكانت الرياضة انتشرت في ذلك الوقت على شكل حلقات ومهرجانات ومسابقات، أبرزها سباق العربات التي يجرها العبيد وكان النبلاء والأثرياء يتراهنون على العربات الفائزة، واعتمد حكام المقاطعات والراغبين في الحصول على مراكز قيادية تدريب العبيد، والدفع بهم في المسابقات والمراهنة عليهم للفوز بالمال والشهرة معا، واستخدم هذا الأسلوب الذكي لتقوية المراكز وزيادة الشعبية خلال المناسبات الدينية.
وكان الحكام يوزعون الفواكة والخبز من أجل جذب الجماهير لحضور ومشاهدة المسابقات، وبدأ توزيع تذاكر يانصيب على الجماهير أثناء السباقات لمنع اندفاعهم عند اللحظات النهائية للسباق.
وتطورت المراهنات تدريجيا لتصبح مقصورة على سباقات الخيل، مع فتحها للجماهير للدخول فى حقل المراهنات، ثم ازداد الأمر ليشمل مباريات المصارعة والملاكمة فى القرن الثامن عشر، وزادت المراهنات جدا على الملاكمة لتحقق دخلا كبيرا، جعل رياضة الملاكمة صاحبة أعلى دخل للاعبين، وأعلى إقبال جماهيري بين كل الرياضات.
ومع مطلع القرن العشرين وازدياد شهرة وشعبية ألعاب كرة القدم، وكرة السلة، وألعاب القوى أصبحت للمراهنات شأن كبير في زيادة دخل اللاعبين ودعم الاحتراف، ومع ظهور الكمبيوتر إلى العالم تطورت المراهنات بشكل جديد، وزاد عدد المراهنين على المباراة الواحدة إلى عدة ملايين، يدلون بأصواتهم على بطاقات خاصة، وتدخل البطاقات في أجهزة خاصة عقب نهاية المباراة لتحديد الفائزين فى المراهنات، وتخصص نسبة 51% من قيمة المراهنات لصرف الجوائز على الفائزين الذين يتوقعون إلى النتيجة الصحيحة، وقد يقتصر عدد الفائزين على متسابق واحد ليحصل على عدة ملايين من الدولارات، ويدخل عالم المليونيرات في غمضة عين.
ونظام المراهنات فى دورى كرة القدم الإيطالي هو الأشهر، في عالم المراهنات، ويشارك فيه أسبوعيا ما يزيد عن عشرة ملايين شخص، بأكثر من عشرين مليون بطاقة يبلغ سعر الواحدة منها دولارا واحدا، وكان يراهن المتسابقون على نتائج 12 مباراة في دوري الدرجة الأولى والثانية، والذى يصل لأكبر عدد من الإجابات الصحيحة، يفوز بالجائزة.
وتحصل هيئة المراهنات التابعة للدولة حينها على 20% من مجموع الدخل، بينما ينال اتحاد الكرة الإيطالي 4%، وتوزع النسبة الباقية 25% على أندية الدورى بدرجاته الثلاث مع أعلى نسبة لأندية الدرجة الأولى.
ومع تطور التكنولوجيا، ظهرت المنصات الإلكترونية التي تروج للمراهنات حول العالم عن طريق الرياضي صاحب أكبر شهرة في بلده.
وبسبب أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم ويفهمها عدد كبير من الشباب، وضعت منصات المراهنات كل التركيز عليها لجلب أكبر عدد من المراهنين.
وأعلن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في شهر سبتمبر الماضي، تحريم المراهنات بكل أشكالها على المواقع الإلكترونية، مؤكدا أنها تتنافى مع قيم وتعاليم الإسلام.
فيديو قد يعجبك: