تامر عبدالحميد يكتب: 2016 عام وداع العظماء
بقلم- تامر عبدالحميد:
ما أن تجف دموعنا بعد تشييع أحد قمم الأداء الكروي والأخلاقي للرياضة المصرية، وكرة القدم خاصة، سواء للكابتن الخلوق حمادة إمام، والكابتن الجريء محمود بكر، والكابتن العادل محمد حسام الدين، والكابتن الخبير محمود عثمان، حتى لحق بهم الكابتن طارق سليم.
هذا العقد الماسي لحبات أحببناها من قلوبنا لتاريخ كل منهم، وعطاءه المخلص والمميز، والذي ضرب الأمثلة للتفاني والإخلاص والوفاء والانتماء دون تعصب وبلا تحزب، رموزا للأستاذية في تطبيق الروح الرياضية عملاً وسلوكا وتطبيقا، بل ودعوة وتعليم وتلقين للأجيال المتعاقبة، وبثا للروح الرياضية في نفوسهم ووجدانهم.
فلقد علق بذاكرتنا جميعا مشهدًا لكل ما تقدم، المرحوم الكابتن طارق سليم جالسا على كرسيه المتحرك، وهو في أشد حالات المرض بمدخل عمارة الراحل العظيم حمادة إمام، مصمما على تقديم واجب العزاء لأسرته كرفيق لمشوار كرة القدم، والذان سلكاه معا، إمتياز في الأداء، ووطنية في المشاعر، وأخوة وزمالة اجتمعت فيهما معا، رغم انتماء أحدهما للأهلي، والآخر للزمالك.
والأمثلة لا تُعد ولا تحصى لهذا الجيل الخالد، والذين جمعوا معا ودون تخطيط أو إملاء كل عناصر الحب والروح الرياضية، هذا التعبير العميق لمكارم الأخلاق، فإن هذا الجيل مثال للعطاء دون حدود.
فهل يغيب عنا عطاء كابتن حسن الشاذلي للترسانة، إنقاذه لناديه من عثرته باذلاً من مجهوده وماله الخاص، وغيره الكثير من عظماء العطاء دون مجرد التفكير في مقابل مادي.
والجواهر عديدة لا تتسع الأسطر لذكر أسمائها، فعلي سبيل الذكر، نذكر المرحوم رضا، والمرحوم شحتة، والمرحوم ميمي درويش، والمرحوم بوبو، والمرحوم مسعد نور، والمرحوم سمير قطب، هؤلاء العظماء لطالما أعطوا وتفانوا وأخلصوا لأنديتهم ولبلدهم، فسّطروا تاريخًا مضيئا، قدرته جماهيرهم وشيعتهم في جنازات مهيبة إلى مثواهم الأخير، جسدا فقط وبقيت أرواحهم وسيرتهم منبرًا للنور، نتعلم منه جميعنا.
هذا جيل أخلص في العطاء وتلقى الوفاء.. يرحمكم الله.
فيديو قد يعجبك: