لم يتم العثور على نتائج البحث

الكونفيدرالية الإفريقية

الزمالك

- -
21:00

بلاك بولز

دوري أبطال أوروبا

ليفربول

- -
22:00

ريال مدريد

الكونفيدرالية الإفريقية

المصري

- -
18:00

أنيمبــــا

جميع المباريات

إعلان

إهمال إحباط سخرية تنظير.. "حكاية ذبح الأبطال" (مقال)

12:00 م الخميس 25 أغسطس 2016

بقلم- إبراهيم عياد:
في البداية لابد من الاعتذار لأبطال مصر المشاركين في أولمبياد ريو 2016، وتوجيه التحية للحاصلين على 3 ميداليات برونزية، ولأصحاب المراكز المتقدمة في الترتيب العام، ولمن حاولوا رفع علم مصر وفشلوا, تحية لمن "نحتوا في الصخر" وحاولوا رفع اسم مصر وسط إهمال وفساد وتخاذل الدولة والمسؤولين عن الرياضة بجانب إحباط وعنصرية وسخرية وتنظير من أبناء شعبهم.

أبطال الأولمبياد يحتاج إعدادهم في أي دولة -محترمة- إلى تهيئة أجواء وظروف جيدة من كافة النواحي سواء فنية أو بيئية أو مادية أو معنوية، ويحتاج البطل الأولمبي إلى تخصيص ميزانية من الدولة وإبعاده عن أي ظروف محيطة به، بداية من السفر إلى معسكرات خارجية للإعداد والتأهيل، بجانب الأمور الفنية والبدنية، مرورًا بحل مشاكلهم المادية وتسهيل العقبات أمامهم.

الدولة لم تتخاذل فقط في ذلك فالإهمال والفساد طال حتى الزي الرسمي للمنتخب في كافة الألعاب في الأولمبياد، فالملابس لم ترتق لحمل اسم مصر في العرس الأولمبي، بالإضافة إلى ذلك لم يسلم الأبطال الحاصلين على ميداليات من روتين وظلم الدولة، فقبل وصولهم البلاد علموا أنه سيتم الحصول على جزء من مكافآتهم لصالح الدولة التي لم توفر لهم أي إمكانيات.    

في دولتنا المحروسة لم يتم إعداد الأبطال، ولكنهم هم من قاموا بإعداد أنفسهم، على نفقتهم الخاصة، لم نمهد لهم الطريق نحو تحقيق الحلم، حتى الأمور البسيطة، فعلى سبيل المثال بطلتنا الأولمبية سارة سمير، بدلًا من مساعدتها في إعادة امتحانات الثانوية العامة، اعتبرتها الدولة راسبة، فهذا كفيل بإصابتها بالإحباط، ولكنها استطاعت الفوز بميدالية برونزية.

البطل محمد إيهاب الحاصل هو الآخر على برونزية رفع الأثقال، ظروفه المادية لم يتم النظر إليها ولم يتم توفير دخل مادي له حتى يستطيع التركيز في التدريبات الخاصة به، بجانب محاربته وشعوره بالظلم بسبب إيقافه ومنعه من اللعب مع المنتخب، مما اضطره إلى السعي للحصول على جنسية دولة أجنبية -قطر- للمشاركة باسمها في الأولمبياد.

ذهب الشباب المصري إلى الأولمبياد سعيًا لرفع اسم بلدهم وأسمائهم بين الأبطال في أم الألعاب، ولكن بجانب إهمال وفساد الدولة أصابتهم سخرية -من يعانون مثلهم-، وتزامنًا مع انطلاق العرس الأولمبي انطلقت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من المشاركين في الأولمبياد بدلًا من تقديم الدعم، يبدو أن المصريين قد أصابهم داء السخرية، بحثًا عن عدد من المشاركات والإعجابات، فرغم المعاناة التي يعانيها شباب مصر جميعًا، رفضوا تقديم الدعم المعنوي لأمثالهم الذي يشاركوا في الأولمبياد، وساهموا في ذبحهم.

لابد أن نضيف إلى السخرية جرعة من "التنظير" والشائعات، فالشباب المصري لابد أن يكون محللًا رياضيًا ويسعى إلى الاجتهاد والتنظير في كافة النواحي الفنية والبدنية الخاصة باللاعبين المشاركين في الأولمبياد، بالرغم من أنهم وصلوا إلى هذه البطولة بعد تخطي العديد من البطولات القارية والدولية في مختلف الألعاب وبمجهودهم الشخصي. وعلينا ألا ننسى أن نزيد التنظير بمجموعة من الشائعات حول اللاعبين، مثل أن هناك من يشارك في هذه البطولة بالواسطة، ولكن يبدو أنهم لا يعلمون أن المحفل الأولمبي لابد أن تصل إليه بعد الفوز ببطولات قارية ودولية، وليس به مكان للواسطة والمحسوبية.

نحن مصابون بالعنصرية، ظهر ذلك جليًا في الأولمبياد، خاصة في واقعة فتيات منتخب مصر في الكرة الشاطئية، قمنا بالسخرية من ملابسهن التي تغطي الجسد في الوقت الذي تحدثت فيه الصحف الغربية عن أن الأولمبياد ملتقى الثقافات، بجانب تضامن لاعبات أخريات في منتخبات منافسة بارتداء ملابس تغطي الجسد بالكامل تضامنًا مع اللاعبات المصريات.

نحن مصابون بازدواجية الآراء والأفكار ولم نستطع أن نحدد أهدافنا أيضًا، وخير مثال على ذلك واقعة اللاعب إسلام الشهابي ومواجهته للاعب الكيان الصهيوني في لعبة الجودو، خرجت أصوات تطالب الشهابي بالانسحاب وأخرى تدعوه إلى اللعب والانتقام من اللاعب الصهيوني، وثالثة تتحدث عن ضرورة الفوز بالمباراة، ويبدو أن الجميع نسى أن هذه مجرد مباراة وليست معركة تحرير فلسطين من الاحتلال، وأخيرًا اتفق أصحاب الآراء الثلاثة في إدانة الشهابي بسبب لعبه المباراة وهزيمته من اللاعب الإسرائيلي، محملين إياه المسؤولية، لم يتحدثوا عن أنهم أحد أسباب هزيمته وخروجه من تركيزه في المباراة بسبب الضغط الذي يتعرض له.

كل ما سبق لابد أن نضيف له حالة الإحباط العام المنتشرة بين المصريين وخاصة الشباب، فكل ما يرونه من سرقة ثورتهم وثروتهم أصابهم بالإحباط وفقدان الأمل في تحقيق أي نجاح سواء لهم أو لبلادهم، لذا فكان الإحباط إحساس عام بين الجميع خلال الأولمبياد.

أخيرًا علينا أن نراجع أنفسنا جميعًا، فكلنا فاسدون ومخطئون، كلنا نتحمل مسؤولية فشل الشباب في الأولمبياد، وعلى الدولة أن تختار بين إعداد الشباب أو ملئ "جيوب وكروش" المسؤولين، وبين تكريم الأبطال أو وضع قوانين للاستيلاء على أموالهم ومكافآتهم عقب العودة، على الدولة إما أن تكون قادرة على الاعتراف بموهبة وكفاءة الشباب وطموحهم رغم الظروف أو الاستمرار في كتابة بيانات لربط إنجازات شباب مصر بالمؤسسة العسكرية، أو البحث عن صور تجمعهم برئيس الجمهورية أو أي مسؤول بالدولة للتأكيد على توقعاتهم وخططهم فائقة الحدود ونظرتهم الثاقبة، دون تقديم أي دعم مادي أو معنوي لهم قبل الفوز أو عند الهزيمة.

على الشباب إما أن ينظر بعين المسؤولية والأمل والتفاؤل ويضع نفسه مكان أمثاله المشاركين في الأولمبياد ويدعمهم أو أن يستمر في إحباطه وتنظيره وسخريته ويبدأ من الآن إعداد "الكوميكس" من أجل الحصول على أكبر عدد من المشاركات والإعجابات.

أما أبطالنا فعليهم الاستعداد والنحت في الصخر من الآن حتى أولمبياد طوكيو لأن الظروف ربما لن تتغير كثيرًا، وعليهم السعي لنسيان حالة الدولة واكتفاءها بـ"التمثيل المشرف"، والسعي إلى صناعة مجد شخصي لهم ولمصر -التي ستعود يومًا ما- عند السعي نحو تحضير بطل أولمبي قادر على حصد الميداليات، بدلًا من إعداد مؤتمرات التأكيد على التمثيل المشرف.

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك 

للتواصل مع الكاتب عبر تويتر 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان