تامر عبدالحميد يكتب: الرياضة تهذيب وإصلاح
بقلم - تامر عبدالحميد:
غوصا في معني عقوبة تقييد الحرية (الحبس ) سُمي السجن، إنه دار تأديب وتهذيب وإصلاح، ويتطابق هذا المفهوم مع توجيهات كافة الديانات السماوية، وبالتالي يتواءم مع النظم والقوانين الوضعية والتي تستسقي أغلب تشريعاتها من أحكام الديانات السماوية، مما جعلها شبه موحدة دوليا وعالميا لوحدة مصادر تشريعاتها.
ومما تقدم نجد أن مفهوم العقاب أن يكون وسيلة اقتضاء لحق المجتمع وناسه من هذا المذنب الذي ارتكب جرما أو فعلاً، أصاب غيره بضرر خاص، أو أصاب المجتمع ككل بضرر عام، وأيضا ليكون هذا العقاب المشهر والمعلوم للكافة رادعا ومانعا للغير من ارتكاب المحظور من الأقوال أو الأفعال، متجنبا أن ينزل عليه العقاب فيصيبه في جسده وفي نفسه ويجعله مثار احتقار وازدراء بين أفراد المجتمع الذي يعيش ويحيا فيه بيتا أو شارعا أو حيا أو بلدا.
والردع هنا ليس في حد ذاته قسوة بقدر ما هو حماية، فقد ينزل العقاب ويؤلم مذنب فرد، لكنه يردع ويمنع المئات من إيتاء الجرم المسبب للعقاب، فيكون بذلك النفع العام مقدم على الضرر الخاص.
وتعالوا معا نقدم ما نستطيعه من عون لأولي الأمر منا، وتفعيلا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر الطاقة، فمثلا لو كان منا رجلا رشيدا، وما أكثرهم من نواب الشعب، تقدم بمقترح مفاداه أن شغب ومخالفات الملاعب عمل إجرامي يستوجب سرعة مجابهته بتسعيرة عقابية تصاعدية وشاملة لكل الحالات والأحداث، ونستقي تعريف الجُرم أو المخالفة بذات ألفاظ قانون 77 لسنة 75، أو ما يكملها من تحديث في القانون الجديد المزمع إصداره، بالإضافة أو الشطب لمواكبة الحديث من توجهات الرياضة العالمية ونحن جزء منها.
ومثالا وليس إجمالاً، إن المخالف والذي أتي فعلاً أو قولا مجرما فإنه يعاقب بالحرمان من حضور كافة مباريات الفريقين اللذان ارتكب جرمه أثناء أو قبل أو بعد مباراتهما ولآخر الموسم، على أن يُسلم نفسه لقسم الشرطة التابع له محل سكنه قبل المباراة بساعة، وحتي بعد انتهائها بساعة، ويضمن تنفيذ تلك العقوبة ولي أمره أو أحد اقرباءه من الدرجة الأولى أو الثانية.
- يُغرم ولي أمره أو زوجته قيمة ما أتلفه من أصل أو منقول بنسبة مائة وخمسون بالمائة من التكلفة، والتي يحددها الملعب المضار.
- تُنشر صورته وبياناته في الصفحة الرياضيه لجريدة قومية لمدة يومين متتاليين، وكذلك يُنشر اسم وبيانات ولي الأمر والذي ساهم في تربيته حتي سن خمسة عشرة عاما، وما زاد عن ذلك تُنشر صور وبيانات الأب والأم.
- عند تكرار الإدانة لثلاث مرات، يُحكم بتدوين صفة مشاغب ملاعب ببيانات بطاقة الرقم القومي.
- عقوبات شغب الملاعب تعتبر مانعا من ممارسة الأنشطة الرياضية بالمدارس والجامعات لمدة سنة دراسية على الأقل.
- عقوبات شغب الملاعب تشطب عضوية مرتكبها من عضوية النادي، إن كان تابع لعضو عامل، وإيقافه سنه كاملة إن كان عضوا عاملا.
- بعد قضاء مدة العقاب يلتزم المشاغب بالإنضمام لفرق المنظمين للمباريات والعمل بها متطوعا.
وقد تطول أسطر اقتراحات العقوبة وتتنوع أشكالها لتعدد وتنوع وابتكار أساليب الشر من هؤلاء، الذين ابتكروها، ولا يزالون يزجون بها في أدمغة مراهقينا السذج، قليلي الخبرة والحكمة، وقليلي التحصين بالأخلاق السوية داخل الدائرة الأولى وهي الأسرة الأب والأم وأولي الأمر مرورا بالمدرسة أو الكلية، مجافاة للقيم وعدم الاكتراث بأن "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا".
فيديو قد يعجبك: