الثورة المضادة على أرض أبو تريكة؟

كتب - محمد يسري مرشد:

التاريخ الذى يحكي ، يحكي عن ثورات تفجرت هنا وهناك وولد من بين أحشائها أخرى مضادة تلفظها تستشرى كالسرطان ، تنخر فى جسدها لتخرج من بين حطامها (وليس رحمها) بعد أن تقضى عليها تماماً ، يعرفون الثورة المضادة بأنها عملية عكسية تواجه ثورة لعكسها كلياً أو جزئيا بأى وسيلة كانت والهدف استعادة الأوضاع أو المبادئ التي سادت في فترة ما قبل الثورة ليبقى السؤال المطروح هل هذا ما تشهده الأرض حاليا؟.

ظهوراستثنائى لعلاء مبارك نسبة إلى صاحب المناسبة وليس إلى الفعل نفسه فتح المقارنات لظهور استثنائي أخر فى ميدان التحرير معقل ثورة 25 يناير ، قرية ناهيا كان أرض هذه اللعبة التى وصفا فريقاً بـ "الحلوة" هدفاً رائعاً سجله نجل الرئيس المخلوع فى عقر دار اللاعب الذى صال وجال وهزم خصومه على أراضهم ولكنه هذه المرة غاب اضطرارياً وربما قسريا عن واحدة من أهم الأحداث فى حياته.

فريقاً أخر يري أن ظهور علاء مبارك ضمن خطة ممنهجة تهدف لاستعادة الأوضاع بعد العودة إلى نقطة الصفر أو ما تحته ، العائلة التى أهملت الشارع لينقلب عليها ويبلعها بلعاً عادت للطفو ومحاولة مواجهة أخطاء الماضى فى الإنفصال بالأصدقاء والمقربين ، ظهور متكرر على فترات فى الشارع ووسط الناس فى أوقات وأماكن مختلفة ولأراضى الجميع ، الخصوم قبل الأصدقاء علق علي أحد مشاهده ، حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بـ " استفزاز لمشاعر الموجودين ويضاف الي المشهد العبثي الذي يعيشه المواطنين الآن".

أبو تريكة الذى انضم إلى الشعب المصرى فى ثورته ضد الرئيس المخلوع ونظامه الذى شكله نجله الأصغر واجه اليوم هجمة مضادة بدون شك ، انسانية أو سياسية ، ذكاء فى استغلال الموقف على الأرض أو حس مرهف أو رسالة معناها " النظام القديم باق والثوار إلى زوال "  كما فسرها هؤلاء قفاة أثر مفجرو الثورات المضادة.

 ، الظهور الأول والأبزر لثنائى للأخوين مبارك - قبل عزاء والد أبو تريكة - في عزاء والدة الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، فى أبريل 2015، في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير بوسط القاهرة.

واثار زيارة نجلي الرئيس – الأسبق -  عاصفة من الجدل لظهور الثنائى فى ميدان التحرير وقبلة المصليين فى الثورة ولصفة بكرى صاحب الرقم القياسي فى البلاغات ضد مبارك ونجليه تتهم الأول بقتل الثوار والثنائى بالتربح.

انتشار العائلة توهج مع نهاية 2016 وبداية 2017 وظهر مبارك ونجليه بصورة أكبر من الماضى ، الابناء ضيفيان شبه دائمان فى عزاء المشاهير ، ( والدة يحي وهدان  عضو مجلس الشعب عن دائرة الموسكى وباب الشعرية  9سبتمبر 2016  -  الفنان محمود عبدالعزيز 16 نوفمبر 2016 - زوجة الفنان محمد صبحي 8 ديسمبر 2017 -) بالإضافة إلى خطفهما للأضواء بحضورهما مباراة مصر وتونس الودية فى الثامن من يناير الماضى  المباراة وهي التى عرفت بمباراة الربيع العربي.

مبارك الأب صار على نفس الطريق مفضلاً الخروج فى يوم تنحيه ووجه رسالة للشعب المصرى بالتزامن مع ذكرى رحيله  قائلاً " أقولهم كل سنة وانتم طيبين  " وهى الرسالة التى حملت تؤؤيل أخر غير معناها القريب .

الربع الأخير من 2016 والأول من 2017 جاء ضمن سلسلة تغلغل ابناء مبارك إلى الشارع والذى بدأ فى بداية 2016 فى أماكن عامة بعيداً عن سرادقات المشاهير ، جمال فى قرية هايسندا بالساحل الشمالي وبنادي المقاولون العرب وبدار الأوبرا بمفرده وعلاء فى مسجد السيدة نفسية ومطعم اسماك بمفرده ، والثنائى معاً يحتفلان بعيد الأضحى في 6 أكتوبر ويظرهان فى أحد المطاعم فى شبرا .

القاسم المشترك بين ظهور ابناء مبارك فى الشارع كان حالة التقبل العام الذان حظيا بها والأريحية فى التنقل دون قلق أو تخوف فى أماكن وبين فئات مختلفة دون أى أزمات أو مشاكل  لتفتح هذه الحالة تساؤلات عديدة حول الأهداف المستقبلية لهذه التحركات.