محمد يسري مرشد يكتب.. "السوشيال ميديا".. الشيطان الذي أسقط الأهلي
في الأندية الرياضية الجماهيرية تبدأ الأنظمة الحاكمة في التهاوي عندما فصلها عن جماهيرها ويتدخل المشتاقون والطامحون ورجال كل الأنظمة في هذه العلاقة لتمرير ما يحلو لهم واعتراض الحقائق حتى أول ثقب في السفينة فيقفز الواحد منهم يلي الآخر متحولين إلى الجهة الأخرى، وتبقى الإدارة التي قررت العيش فوق جزيرة منعزلة وحدها في مواجهة الغرق واللعنات وانصراف الجماهير التي صنعت أمانتهم، الأمانة التي خرقوها بالانعزال .
مجلس إدارة الأهلي يتهاوى، ومازال يسلم أذنيه لمن حوله، فبعض النصائح التي وضعتهم على الحافة، ألقى سماسرة التلميع، هؤلاء الطامحون والمشتاقون والمستفيدون اللوم على "السوشيال ميديا" الشيطان الذى تسبب فى كل ما لحق بالأهلي واتخذ القرارات وتعاقد مع الصفقات وتباطأ وفشل في الإدارة والمواجهة، والهدف هو تأجيج الأجواء بشيطنة الجماهير التي انتقلت مجبرة إلى المدرجات الافتراضية ودفع الإدارة إلى مواجهتها.
بالعودة إلى الثلاثة أعوام السابقة فلم يستفد مجلس من مجالس إدارات الأندية في تاريخ مصر مثلما حدث مع مجلس محمود الخطيب في الانتخابات الماضية التى لعبت فيها "السوشيال ميديا" دوراً هاماً في نجاحه ودعمه على مضض في اختياراته التي وضعتها ووضعت جماهير الأهلي في موقف لا تحسد عليه بعد الاستعانة بالوجوه القديمة، تحمل "أطفال" السوشيال ميديا كما يحلو للبعض تسميتهم الدفاع في المعارك التي انسحب منها القيادات المسؤولة، جرت هذه الجماهير لمعركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل وتحملوا أخطاء الإدارة في الاختيار واتخاذ القرار، وفي النهاية يجهز المحيطون للانقلاب عليهم وتصويرهم على أنهم سحرة يجب أن يُقلب السحر عليهم.
ربما تنظر القيادات القديمة للأهلي على أن الرأي العام فى عام 2018 يٌشكل بالآراء في الشوارع وعلى المقاهي وفي مترو "عبد العزيز فهمي - رمسيس" وقراء الصحف الورقية، وهم معذورون لأن "القطر فاتهم"، قطر التكونولوجيا والحداثة فغابوا عن الوسائل الجديدة، التي تُشكل الرأي العام بكرة القدم في غياب المدرجات، وبدا لهم أن هذه الوسائل رجس من عمل الشيطان وأن كل من يتواجد به طفل أتم لتوه عامه الـ 14.
المدرجات تم اغلاقها لسبب أو لآخر، اهتم الآلاف بمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت المنفذ الوحيد للهتاف في كرة القدم، صوت المدرجات هو "توبك" أو "بوست" للنقاش، "التريند" هو هتافاً جماعياً مؤيداً أو معارضاً، هناك فى المدرج جميع الفئات والأعمار السنية من مختلف الثقافات والخلفيات، وكذلك أيضاً على "السوشيال ميديا"، فلماذا تعترضون سوى لأنكم لا تفرقون بين "الماوس" و"الكي بورد" وأقصى طموحكم التعامل مع الاختراع الشيطاني المسمي بـ "بالواتس آب"؟، الزمن لن يعود إلى ورق الدشت والآلة الكاتبة، والجماهير والرأي العام كله غير مسوؤل عن جهل البعض وأميتهم بوسائل العصر.
أعزائي المسؤولين عن الأهلي، مواقع وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً هاماً الآن في تشكيل الرأي العام لا يتم محاربتها من الدولة بل يتم تنظيم العمل عليها الآن، مواقع التواصل الاجتماعي لا تضم أطفالاً فقط بل جذبت رؤساء ووزراء وقادة الرأي ونخبة، كلهم قرروا التعامل معها ومع روادها ليس لمواكبة العصر ومخاطبة الأطفال فحسب، ولكن ليقينهم أنها تلعب دوراً هاماً فى تشكيل ومخاطبة الرأي العام.
رسالتي الأخيرة لمحمود الخطيب رئيس النادي الأهلي أعاده الله سالماً غانماً إلى أهله، أنت على خطأ، تدير ناديك ومجلسك خطأ، تعطي أذنيك للأشخاص الخطأ، تحرم شباب مجلسك من حقهم في إبداء رأيهم وتغتالهم معنوياً وهو خطأ، تصرفت فى الكثير من الأمور خطأ وتسير على الطريق الخطأ.
فيديو قد يعجبك: