تحليل.. وليد أزارو وفيليبو إنزاجي عن لاعبي الكرة الذين يسجلون أهدافا
كتب- أيمن محمد:
لقد ولد في مدينة صغيرة مثلي، عاش في الوادي وعشت أنا عند السهل، الغابات الموجودة في آيت ملول خصوصا غابة أركان مادين كانت ملاذا آمنا لي من نشوب الفيضانات كنت أركض.. وأركض.. وأركض مثل الفهد الذي يقتنص فريسته، ولكن الفريسة في أغادير لم تكن موجودة.
لقد كان مثلا أعلي لي، لم يكن مميزا بشىء سوي أنه يسجل أهدافا، يتحرك بسرعة يخطف المدافعين، ولكنه يسجل أهدافا مؤثرة ومع وصول الساحر الأبيض البرازيلي ريكاردو كاكا بات هدافا لا يشق له غبار، ويسجل العديد من الأهداف.
حسنا هذا هو مثلي الأعلي، ليس مهما التحكم في الكرة، سيأتي ذلك فيما بعد سيخشاني المدافعون يوما ما، وربما الحراس، وهل كان جيان لويجي بوفون علي ثقة كبيرة بأنه سينقذ كرة فيليبو أنزاجي التي مرت بين قدميه من تمريرة لاندريا بيرلو قبل أن يبدل ساحر الوسط الإيطالي اللون الأحمر باللون الأبيض ليرتدي ألوان السيدة العجوز.
(أزارو أنت لا تصلح للعب كرة القدم ).. قالها له السيكتوي مدرب حسنية أغادير المدينة التي ينتمي لها ، ليس من المعقول أن تتوقف تجربتي عند أدارا سوس الفريق الأمازيغي الذي ينشط في دوري الهواة.
عاد وليد مكتئبا في أيت ملول فهو لا يصدق أن تجربته قد إنتهت قبل أن تبدأ ، يتابع الصفحات الإلكترونية وأهداف فيليبو إنزاجي فوجد يوهان كرويف يقول عن الهداف الإيطالي ( هو لا يستطيع لعب كرة القدم ولكنه يتواجد دائما في المكان الصحيح ) يقف أزارو معلنا تحديا جديدا .
يذهب مرة أخري إلي جمال السلامي يقول له فقط أعطني فرصة فأنا لست من مواليد منطقة التسلل ، وكأنما يتذكر مقولة السير أليكس فيرجسون عن إنزاجي الذي كثيرا ما كان يقع في منطقة التسلل فهو يستغل أخطاء الحراس والمدافعين ليعلن دوما عن أهدافا لصالح الروسونيري وتكاد فرحته تبلغ السماء حتي لو كانت كرة مالديني تصطدم بجسده وهو يتحرك خلف الحائط لتعانق شباك ليفربول في ملحمة أسطنبول الخالدة .
السلامي وجد فيه ما كان ينقص الدفاع الحسني الجديدي ، المهاجم المميز بالسرعة صحيح أنه لم يتأسس علي أبجديات كرة القدم في أندية كبري ولكن ولما لا فربما يمتلك ما يمتلكه جيمي فاردي ، نحن لن نلعب بأساليب عالمية فقط نحتاج إلي لمن يهز الشباك حتي لو لم يكن لاعبا فذا.
لقد عانت البرازيل في مركز رأس الحربة بعد إعتزال رونالدو ، لقد كانت أحلام السامبا تتوقف عند منطقة الجزاء في برازيليا وريو دي جانيرو قبل أربعة أعوام ، الخطورة تأتي من مكان أخر خارج حدود المنطقة الأهم في كرة القدم ، نحن نحتاج فقط إلي من يستطيع التواجد في المكان المناسب ، حسنا أزارو ستنال فرصتك معنا.
ينفجر وليد بإحراز الأهداف 30 هدفا في 66 مباراة ينال فرصة اللعب في المنتخب المغربي ولو علي سبيل التجربة ، حسنا ما زال لدي الوقت لتعلم بعض الأشياء التي يمكنها تحسين فرصتي في اللعب لأسود الأطلس يوما ما ولكني لا زلت أعرف كيف أتواجد في المكان الصحيح .
كلما سمعت صافرة الحكم كلما إنطلقت دوما نحو دفاعات المنافس بسرعة كبيرة وكأن فيضان النهر يطاردني في أيت ملول ، هل هذا ما تبحثون عنه الأن في كرة القدم ؟ نعم أنا أمتلكه بجدارة يا سيكتوي وستري الأن أن اللاعب الذي رفضته يلعب في أكبر أندية القارة الأفريقية .
إيفونا يركض وسط ثلاثة ، إيفونا ينطلق كالفهد ..إيفونا يرحل للصين ، لو كنت موجودا ما وافقت علي رحيل إيفونا والأن أريد بديلا له ، أريد لاعبا يمتاز بالسرعة التي ستضرب الجميع ( هكذا تحدث البدري قبيل نهاية الموسم الماضي ) .
أزارو يسجل ولكن تظهر الهمهمات عند أماكن تواجده وكيفية تصرفه بالكرة ولكن البدري يصر عليه ويطمئنه ( لا يهم ، أنت من تصنع الخطورة قبل أن تضيعها ) ولكني أحتاج لسرعتك الهائلة في إرباك المنافس .
يستمع أزارو لكلمات مدربه وهو يثق بأنه يوما ما سيكرر إعجاز فيليبو إنزاجي في كالياري بالهدف الأكثر مهارة في حياته عندما راوغ حارس كالياري وهو مستندا بنصف يد علي الأرض ، سأتعلم دوما في الأهلي وبأهدافي ستاتي ثقتي في نفسي وسيضرب الرعب في قلوب المدافعين والحراس .
تنطلق الأهداف أغلبها من منطقة الستة ياردات ، أستغل أخطاء الحراس والمدافعين ..ليس مهما المهم أن تأتي الأهداف ، مسعود يلعب بالنار ..ها هي فرصتي وهل هناك فرصة أهم من تسجيل هدف يأتي ببطولة للأهلي هنا تذكر وليد أيت ملول الأمازيغية ليعود ليرسم إحتفالاته بشعار الثقافة القديمة .
تستمر الهدايا بعد الكريسماس ويستمر أزارو في التسجيل دوما يحاول أن يتعلم من عبدالله السعيد وجونيور أجايي اللذين تشعر بهما وكأنهما الثنائي ماجد وياسين في الكارتون الأشهر في العالم العربي والخاص بكرة القدم ، ربما كان أزارو هو بسام الذي يمتلك القوة والسرعة دون المهارة ولكنه سيظل يسجل اهدافا .
(أزارو يتصدر قائمة هدافي الدوري المصري) لو قال لي أحد ذلك قبل أربعة أعوام لقلت إنه مجنون ولكني الأن أحقق ذلك ، ربما لا أمتلك الكثير من مهارات التحكم في الكرة وربما يقولون عني أنني لا أصلح ولكن سأتذكر دائما مقولة يوهان كرويف عن إنزاجي ( هو لا يستطيع لعب كرة القدم ولكنه يتواجد دائما في المكان الصحيح )
فيديو قد يعجبك: