تقرير.. معركة البث تنتهي بعرض "سبعيناتي" للدوري المصري يثير السخرية
كتب - عبد القادر سعيد:
امتلأت الشاشات الرياضية المصرية عويلاً وصراخاً على مدى الأشهر الماضية لتعبر عن الصراع المحتدم للفوز بحقوق بث الدوري المصري مما كان ينبئ بخدمة مميزة يستمتع بها متابعي البطولة المصرية على الشاشة الفضية، قبل أن يتحول الأمر لصدمة تثير السخرية على طريقة 'هم يضَحك'.
القنوات المصرية الفضائية الرياضية الكثيرة لا تنقل أي بطولة رياضية في العالم سوى الدوري المصري ولا تقدم أي شيء عن الدوري المصري سوى 'كلام' في الاستوديوهات التحليلية، وبالطبع المأساة معروفة لو كانت هذه القنوات لا تمتلك أصلا حقوق بث الدوري وليس أمامها سوى الكلام أو عرض بعض المقاطع من المباريات 'مقرصنة' بجودة أقل بكثير من الجودة التي هي أصلا سيئة جداً على التلفزيون المصري.
التلفزيون المصري الذي فاز بحقوق البث الحصرية بعد صراع طويل مع عدد من القنوات الفضائية حاولت التقليل من قيمة البطولة لتدفع أقل قيمة ممكنة، وأصبحت مشاهدة قنوات التلفزيون المصري الحكومية لمشاهدة مباريات الدوري المصري العائد من الموت أمر واقع.
عرض سبعيناتي
وعلى الرغم من الإمكانيات الكبيرة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون وامتلاكه العديد من أفخم وأكبر 'الاستوديوهات' وأماكن التصوير المغلقة والمفتوحة وكل أنواع كاميرات البث المباشر إلا أن العرض الحصري للدوري المصري جاء كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ففي نهاية 2013 ونحن نستقبل عام جديد عاد التلفزيون المصري أكثر من أربعون عاماً للوراء في نقل المباريات من حيث الجودة الرديئة جداً للصورة، وطريقة الإخراج والتصوير وعدد الكاميرات القليل.
الأمر ليس فقط عند صورة البث المباشر من الملعب، بل لم يكلف مسئولي التلفزيون المصري أنفسهم عناء تصميم شكل جديد لعرض النتيجة والوقت على الشاشة بدلاً من الشكل المثير للسخرية المعروض حالياً، ونفس الحال بالنسبة لعرض الجداول في الاستوديو التحليلي الذي يتم صنعه بأفقر وأتفه البرامج الإلكترونية في حين أن مصر بها العديد من المميزون في مجال 'الجرافيك' يمكنهم إخراج طرق عرض على شاشة التلفزيون المصري لا تقل على الإطلاق عما نشاهده في الدوريات الأوروبية، ولكن المسئولين لا يهتمون بهذه الأشياء 'التافهة' بالتأكيد.
وياليت الأمر توقف عند ذلك بل أن المشاهد المصري الذي يتابع الدوريات والبطولات الأوروبية، أو حتى العربية سيصدم بلا شك عندما ينتقل من إحدى قنوات الـ HD العربية التي تتفنن في إخراج أفضل صورة للاستوديو، ليفتح شاشة التلفزيون المصري التي تحلل الدوري المصري على 'ترابيزة' خشب أمامها 'سجادة شعر' كنوع من لمسات الجمال، وكراسي أصواتها مثل أصوات العصافير حتى يحاكي المشاهد الطبيعة ويستمتع بجمال كرة القدم.
سخرية
العرض الكارثي للتلفزيون المصري لبطولة الدوري أثار سخرية المصريين نفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي الذين لم يصدقوا ما شاهدوه بعد المعركة الطاحنة للفوز بحقوق البث.
المؤكد أن لا أحد سيبالي بهذه الانتقادات أو السخرية مادامت الإعلانات 'في الطالع' فهو مقياس النجاح الوحيد لدى السادة المسئولين الشرفاء.
افتقاد الخبرة والمهارة
للأسف الشديد الصورة الرديئة التي تخرج لنا من شاشة التلفزيون المصري في مباريات الدوري ليست بسبب قلة إمكانيات، هي فقط قلة خبرات ومهارات ولا مبالاة من المسئولين وعدم احترام للمشاهدين على عكس ما تفعله القنوات الكبرى الناجحة على مستوى العالم.
فمثلا 'يستسهل' مخرجي الدوري المصري بوضع الكاميرا في مكان منخفض جداً في وسط الملعب لنقل المباريات بسبب أن المدرجات منخفضة، في حين أن ملعب مثل وايت هارت لين في الدوري الإنجليزي به نفس المشكلة ولكن ببعض من المهارة والخبرة تم وضع الكاميرا في برج أعلى من المدرجات لتكون الصورة أكثر امتاعاً ودقة، ولماذا إنجلترا؟ في مصر وفي عام 2006 عندما تعاقدت مصر مع محترفين في النقل التلفزيوني لبطولة أمم أفريقيا التي استضافتها تم تنفيذ نفس الأمر في ملاعب مصرية مثل ستاد بورسعيد ووضعت الكاميرا في برج أعلى من المدرجات وكانت الصورة رائعة لملعب المدينة الساحلية، لكن لا يهتم أحد في مصر بهذه التفاصيل التافهة.
وأخيراً وليس أخراً جاء كل هذا ليخرج أسوأ صورة ممكنة عن الدوري المصري بعد الملاعب الخاوية التي لا يسكنها سوى الغربان وتستضيف مباريات الموسم الحالي، فضلاً عن بعض الملاعب الصغيرة التي لا تصلح سوى لاحتضان مباريات دوريات المدارس والناشئين، ولكن في النهاية عادي وطبيعي جداً أن يحدث هذا في مصر.. هي جات على الدوري!
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: