بعد موسم استثنائي.. أتلتيكو يستعد لمواصلة التحدي مع برشلونة والريال
مدريد- (د ب أ):
على مدار العقد الأخير ، لم يستطع أي فريق في أسبانيا أن يتحدى الثنائي ريال مدريد وبرشلونة اللذين فرضا هيمنتهما بشكل تام على ألقاب الدوري الأسباني كما بسط برشلونة نفوذه بشكل كبير على ساحة كرة القدم الأوروبية.
ولكن أتلتيكو مدريد كسر هيمنة الثنائي على ألقاب الدوري الأسباني عندما أحرز اللقب بجدارة في الموسم الماضي كما يستطيع أن يبرهن عمليا غدا الجمعة على استمراره في التحدي الصعب مع الثنائي العملاق.
وأكد أتلتيكو بشكل كبير أن فوزه باللقب في الموسم الماضي لم يكن مصادفة أو ضربة حظ وأنه قادر على تكرار نفس المستوى في الموسم الحالي حيث انتزع تعادلا ثمينا 1/1 على ملعب الريال أمس الأول الثلاثاء في ذهاب كأس السوبر الأسباني ويستطيع استكمال المهمة بنجاح إذا حقق الفوز خلال مباراة الإياب على ملعبه باستاد ''فيسنتي كالديرون'' غدا الجمعة ليثأر بهذا لهزيمته 1/4 أمام الريال في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل نحو ثلاثة أشهر.
وبينما سقط بلنسية وديبورتيفو لاكورونا في دوامة الفوضى المالية والإدارية واضطر خوسيه ماريا دل نيرو الرئيس الطموح لنادي أشبيلية لبيع أفضل لاعبيه ثم تعرض للسجن بسبب مخالفات مالية في فضيحة تتعلق بإنشاءات ، نجح أتلتيكو في الصمود والمنافسة مع برشلونة والريال رغم ما يحظى به هذا الثنائي من دعم عالمي هائل إضافة للدخل المالي الهائل الذي يتلقاه الناديان من حقوق البث التلفزيوني لمبارياتهما.
والحقيقة أن نقطة التحول في هيمنة برشلونة والريال كانت وصول المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني إلى أسبانيا في يناير 2012 ليتولى تدريب أتلتيكو بعدما كان في الماضي بمثابة القلب النابض في صفوف هذا الفريق حيث أحرز مع الفريق كلاعب ثنائية الدوري والكأس في أسبانيا عام 1996 .
وأسندت مهمة تدريب الفريق إلى سيميوني مطلع عام 2012 ليكون مسؤولا عن إنقاذ الفريق من التراجع من منتصف جدول الدوري الأسباني إلى منطقة الهبوط في مؤخرة الجدول.
وبمجرد توليه المسؤولية ، بدأ المدرب النشيط سيميوني بث حياة جديدة داخل الفريق الذي كان تائها بالفعل.
وكانت الثمرة الأولى لثورة التصحيح التي فجرها سيميوني هي فوز الفريق على أتلتيك بلباو الأسباني 3/صفر في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي ليتوج الفريق باللقب في أيار/مايو 2012 .
وذكرت إذاعة ''ماركا'' الرياضية الأسبانية قبل أسبوعين ، في تقرير عن الفترة التي قضاها سيميوني مع أتلتيكو حتى الآن ، :''كان واضحا أن شيئا ما كان في أجواء أتلتيكو وأن الأمور بدأت بالفعل في التغيير بهذا النادي''.
وبعد عام واحد من فوز الفريق بلقب الدوري الأوروبي ، تأكد هذا التغيير في النادي المدريدي حيث تغلب أتلتيكو على جاره ومنافسه اللدود ريال مدريد 2/1 على استاد ''سانتياجو برنابيو'' معقل الريال ليكون الفوز الأول لأتلتيكو على الريال منذ 1999 كما أتبعه بفوز آخر على الريال 1/صفر في الدوري الأسباني بعدها بأربعة أشهر فقط.
وكان هذا الفوز في الدوري الأسباني هو بداية التحدي الذي أظهره أتلتيكو للمنافسة على لقب المسابقة.
واعتمد أتلتيكو في طريقه إلى اللقب على دفاع صلد منظم ومتماسك وخط وسط نشيط للغاية وأيضا على أهداف رائعة من مهاجمه البرازيلي الأصل دييجو كوستا.
وتوج أتلتيكو في نهاية الموسم الماضي بأول ألقابه في الدوري الأسباني منذ 1996 وكانت المباراة الأخيرة له في البطولة أمام برشلونة مواجهة حاسمة على اللقب ولكن التعادل 1/1 بينهما كان كافيا ليتوج أتلتيكو باللقب ويحل برشلونة ثانيا.
ورغم هذا ، مني أتلتيكو بعدها بأسبوع واحد بهزيمة كبيرة 1/4 أمام الريال في نهائي دوري أبطال أوروبا رغم تقدمه 1/صفر على الريال في الشوط الأول.
وكان من المتوقع أن يبيع أتلتيكو معظم اللاعبين الذين اعتمد عليهم سيميوني في حملته للفوز باللقب الأسباني حيث رحل كل من حارس المرمى البلجيكي تيبوت كورتوا واللاعبين فيليبي لويس ودييجو وخوسيه سوزا ودييجو كوستا وديفيد فيا وأدريان عن صفوف الفريق هذا الصيف.
ورغم هذا ، نجح سيميوني في الاحتفاظ ببعض نجومه مثل دييجو جودين وجواو ميراندا وكوكي ، أو على الأقل احتفظ بهم حتى الآن.
وفي المقابل ، أنفق النادي أكثر من 100 مليون يورو (133 مليون دولار) لضم ثمانية لاعبين جدد هم حارسي المرمى ميجيل آنخل مويا ويان أوبلاك والمدافعين خيسوس جيمس وكريستيان أنسلدي ووجويرمي سيكويرا والمهاجمين ماريو ماندزوكيتش وراؤول خيمينيز وأنطوان جريزمان.
وذكرت إذاعة ''كادينا كوبي'' الأسبانية ، لدى تقييمها لتعاقدات الفريق واللاعبين الذين رحلوا عنه هذا الصيف ، :''أتلتيكو تحرك بمهارة وحنكة في سوق الانتقالات. وقدرات الفريق ربما تظل كما كانت في الموسم الماضي''.
وأشارت صحيفة ''آس'' الأسبانية الرياضية إلى أن ''أهداف دييجو كوستا وفيا سيحل مكانها الشراكة بين جريزمان وماندزوكيتش أو الشراكة بين جريزمان وخيمينيز''.
وأكد أتلتيكو أنه لا يزال يمتلك القوة والشخصية التي ظهر بها في الموسم الماضي وذلك من خلال تعادله مع الريال 1/1 أمس لأول في ذهاب كأس السوبر.
وقال سيميوني :''أشعر بالسعادة لأننا حافظنا على روحنا القتالية. ما من فريق يشعر بالراحة لمواجهتنا''.
يمكنك متابعة أهم وأحدث الأخبار الرياضية عبر صفحة مصراوي الرياضي على الفيس بوك
فيديو قد يعجبك: