عزوف الشباب عن الانتخابات.. "الرجالة في ملعب التتش"

كتب - أحمد جمعة:

في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تتخذ جميع احتياطاتها الأمنية وتستعد لاستقبال اليوم الأول لانتخابات مجلس النواب، أعلنت رابطة أولتراس أهلاوي عن تجمعها يوم الأحد داخل ملعب مختار التتش لتوجيه التحية للفريق الفائز مؤخرًا بكأس السوبر المحلي.

في التاسعة صباح اليوم، فتحت لجان الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين الذين دعاهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ليلة أمس للإدلاء بأصواتهم خلال خطابه بمناسبة بدء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

ساعة تلو الآخرى ينتظر رؤساء اللجان، الناخبين الذين اعتقدوا أنهم سيأتون من كل حدب وصوب لتسجيل بياناتهم والمشاركة في أول انتخابات برلمانية بعد 30 يونيو، لكنهم صدموا بإعلان اللجنة العليا للانتخابات لنسب المشاركة المنخفضة والتي وصلت حدها الأقصى بمشاركة 5 % فقط من الناخبين المسجلين.

لكن وبحسب ملاحظات مراقبون للعملية الانتخابية، غاب الشباب عن المشاركة بفاعلية في الانتخابات، حيث سجلت تقارير المتابعة مشاركة كبار السن والعجائز بشكل أكبر.

في ذات التوقيت الذي تجرى فيه عملية التصويت، كانت محطة مترو "الأوبرا" على موعد لاستقبال أعداد كبيرة من الشباب، "قبلتهم" كانت صوب ملعب "مختار التتش" حيث تجمعهم لمران الفريق الأول.

فرادى وجماعات، انطلق أعضاء أولتراس أهلاوي عند دقات الساعة الرابعة يغزون مدرجات "التتش"، يزئرون ويصيحون لتحية فريقهم.

محمد طارق، أحد هؤلاء الذين التقاهم "مصراوي" بينما كان يهم أن "يحشر" نفسه في مساحة ضيقة داخل إحدى عربات الخط الثاني لمترو أنفاق القاهرة، على أمل اللحاق مبكرًا بتجمع أصدقائه، أبدى امتعاضه من سؤالي الذي وجهته نحو مشاركته في انتخابات البرلمان، صمت برهة وقال: "يعني الأهلي ولا الانتخابات؟ .. طب والله الأهلي أفيد".

تداخل أحد الذين تلاصقوا في كتف "محمد" في سياق الحوار القصير، رجل أربعيني قال له: "دا مستقبلك يا ابني.. انزل انتخب اللي هيبنوا كل حاجة في حياتك لـ 5 سنين جايين".

رمقه ذلك الشاب بابتسامة فاترة وأجابه: "يا أبويا والله سمعنا الكلام ده كتير.. أنا أصلا معرفش مين نازل من عندنا ولا طريقة الانتخاب".

صرخات أجهزة الإنذار التي تُعلن عن دخول القطار إلى محطة "الأوبرا" قطعت حوارهم؛ فيما اختفى محمد من أمامنا قبل أن يلقى بخاتمته: "شوف الرجالة دي كلها ذي كده بالظبط".