حسام غالي.. قلب الأهلي لا يشيخ (بروفايل)
كتبت- نورهان سراج:
قبل شهور قليلة، تعرض الفريق العريق لـ"كبوة"، اهتزت لها مدرجات ملعب التتش بصيحات الجماهير العاشقة للكيان، فهم الذين تعودوا على حصد البطولات وملئ الخزائن بالكؤوس والدروع والأوسمة والميداليات، فريق اكتسح جميع البطولات في السنوات الأخيرة، حتى أصبح الأكثر تتويجا على مستوى العالم.
جيل ذهبي اعتزل الكرة، وآخرون اختاروا الاحتراف، النادي غير مستقر ماديا ولا يستطيع عقد صفقات سوبر، اللاعبون الموجودين صغار السن، قليلو الخبرة، فترة إحلال وتجديد، الفريق الأحمر أصبح يعاني.
ثمة رجل تربى بين جدران القلعة الحمراء، يمتلك سمات القيادة، شاهد على بطولات النادي، آخر ما تبقى من الجيل الذهبي، لم يتردد في العودة لبيته، ليضيء الطريق للشياطين الصغار الذين أصبحوا نجوما شاءوا أم أبوا.
"الكابيتانو"
كان لعودة حسام غالي صدى كبير لدى الجماهير الحمراء، "الكابيتانو" كما لقبوه عاد لحمل شارة قيادة الأهلي، فتاريخه وخبرته فضلا عن شخصيته يؤهلونه ليكون "القائد"،
فالغالي الذي ولد في كفر الشيخ، في الخامس عشر من ديسمبر عام 1981، بدأ اللعب في نادي بيلا الموجود في مركز المحافظة، ثم انضم مباشرة للقلعة الحمراء، فأصبح لاعبا في فريق الناشئين، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول.
وبعد أن حقق "الغالي" حلمه في اللعب بالقميص الأحمر، قرر خوض تجربة الاحتراف، فانضم إلى نادي فينورد الهولندي، وتألق لاعب الاهلي السابق حتى انتقل إلى توتنهام الإنجليزي، وحجز مكانه الأساسي في تشكيل الفريق، قبل واقعة "إلقاء القميص"، في وجه مدربه، والتي كان لها أثر كبير في حياة غالي، وحالت دون وصوله للعالمية، فهجوم جماهير النادي الإنجليزي ألقى به لاعبا في نادي ديربي كاونتي بدوري الدرجة الثانية الإنجليزي على سبيل الإعارة.
لم يتحمل غالي نتيجة فعله، فعصبيته الزائدة محت تمريراته الساحرة من أذهان جماهير النادي الإنجليزي، فانتقل بعدها إلى الدوري السعودي، فأصبح لاعبا في نادي النصر، ثم عاد إلى النادي الأهلي.
حلم الاحتراف رواد غالي مرة أخرى، فكانت وجهته هذه المرة هو نادي ليرس البلجيكي، وقضى في صفوفه عاما كاملا، قبل أن يلبي نداء الأهلي، ليعود إلى جدرانه ويحمل شارة قيادة الفريق.
غالي الأهلي
عاد حسام غالي إلى الأهلي وقت "كبوته"، حاملا هم الحفاظ على مكانة النادي وتاريخه وكذلك الإصرار على استكمال طريق الانتصارات، فهو الذي تذوق حلاوة الانتصار مع الفريق الأحمر مرات ومرات، وعرف قيمة الوقوف بقميصه على منصات التتويج، حيث فاز مع الأهلى بدوري أبطال إفريقيا مرتين، والسوبر الافريقى مرة، وتوج بلقب الدوري العام مرة، وبطولة الكونفدرالية الافريقية، وحصل مؤخرًا على بطولة كأس السوبر المصري
عصبية غالي الزائدة هذه المرة أزعجته كثيرا، بعد أن تفرغت الصحف والمواقع والمنابر الإعلامية للهجوم على قائد الأهلي، الذي تشاجر مع وائل جمعة مدير الكرة بالنادي، وتعامل مع اللاعبين بعنف في أكثر من مناسبة بسبب اخطائهم داخل الملعب، ولكن الكابيتانو تعلم كيف يكسب ثقة الجماهير، تمريرات ساحرة، تمركز رائع داخل الملعب، تصريحات إعلامية متزنة، روح قتالية في الملعب، جعلته القائد الأفضل على الإطلاق في أعين الجماهير.
لم تتذكر الجماهير لغالي سوى روحه القتالية، غيرته على ناديه، احتفوا به عندما زحف على الأرض بعد سقوطه عليها ليمرر الكرة برأسه ويبعدها عن لاعب الترجي التونسي في الكونفدرالية، ليحرمه من فرصة هدف، رغم تقدم الأحمر، وشكروه عندما منع مؤمن زكريا من الاحتفال بطريقته الشهيرة أمام الزمالك فريقه السابق، ساندوه عندما حرمه رئيس النادي الأهلي من شارة القيادة، فأسموه "قائد بدون شارة"، ثم جاء المشهد الذي لخص كل شيء، عندما رفض عماد متعب -الذي حمل الشارة من بعده- حمل كأس السوبر المصري، بعدما حقق الفريق الأحمر الفوز على غريمه التقليدي الزمالك، لينادي على "الغالي" ويسلمه الكأس باعتباره القائد الحقيقي للفريق، في مشهد تاريخي حُفر في أذهان الجماهير المصرية.
واليوم يحتفل لاعب وسط الأهلي، بعيد ميلاده الـ34، بين جدران ناديه الذي نشأ فيه، معلنا أن انهاء مسيرته لن يكون إلا بالقميص الأحمر.
فيديو قد يعجبك: